|
قراءة في حدث...أمس ..اليوم! آراء
حتى لا أطيل عبارات المقدمة,أود أن أنقل الى القارىء ما نشر في إحدى الصحف اللبنانية بتاريخ الرابع والعشرين من شهر أيلول عام ,1956ليكون على بينة من أمور تحدث أمام أبصارنا وبصائرنا,وكأن شيئا من التاريخ,في تقدير البعض من السياسيين, لا قيمة ولا أهمية له إلا بما يتفق ورؤيتهم فقط. تقول المعلومة التي يعود تاريخها الى عام 1956 إن رئيس الجمهورية اللبنانية السابق بشارة الخوري(1943-1952) الذي يقوم بزيارة خاصة الى باريس (رفض الخوض في تفاصيل الأوضاع السياسية المحلية في لبنان, قائلا إن الشأن اللبناني يبحث في لبنان وليس في العواصم الغربية). وتابع في هذا السياق قوله(كما أنني على قناعة تامة أن المشكلات اللبنانية لا تحل في العواصم الغربية, وكذلك الأزمات العربية) ومحذرا من التدخل الأجنبي في شؤون المنطقة عموما أضاف(لا بد أن تتفهم عواصم القرار الغربية أن التدخل في شؤون الآخرين يهدد السلام العالمي بطريقة أو بأخرى). بطبيعة الحال إن قارىء هذه العبارات التي تشكل موقفا وطنيا نقيا, لا بد أن يتلمّس عمق رؤية الرئيس بشارة الخوري لجهة صون كرامة الوطن والمواطن في سياق سعيه الى مطلب الحرية والاستقلال بعيدا عن رؤية الآخرين الى مصالحهم, وما تختزنه هذه الرؤية أحيانا من نوايا تتصل على وجه التحديد, بمصالحهم الاقتصادية حين تكون ماثلة في المناطق الغنية بثرواتها وفق مخططاتهم التوسعية هنا وهناك. إن القارىء المتتبع لمسار الأحداث في أيامنا هذه,يستطيع الربط بين الموقف الذي تبدّى في كلام الرئيس بشارة الخوري, وما يقال اليوم حول مفهوم الحرية والاستقلال وكيف يتم تفسير هذا المفهوم على أرض الواقع. ومثل هذه الموقف, تبدّى في حديث أدلى به سعادة الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور عمرو موسى حول الشأن اللبناني, وذلك خلال لقاء تلفزيوني على الفضائية العربية مساء الثالث من شهر كانون الثاني الحالي, إذ قال بكل الوضوح والشفافية: إن هناك مسؤولية تقع على الساسة اللبنانيين قبل أن تكون هناك مسؤولية على السياسة العربية أو الإقليمية أو الدولية. ولا يغالط سعادة أمين عام الجامعة العربية حقيقة أن الحل الأجدى لإنهاء الأزمة الراهنة في لبنان الشقيق, هو الحل الذي يستنسبه الساسة اللبنانيون قبل غيرهم, وذلك لعلاقته المباشرة بالمصلحة الوطنية بالدرجة الأولى, وأيضا لأنه الأبقى على مدى الأيام والسنوات. ومهما قيل عن نيات غير العرب في معالجة أوضاعهم الداخلية فإنها لاتبتعد,عمليا, عن خدمة مصالحهم المختلفة قبل كل شيء. وأمام بصائرنا وأبصارنا كما أشرت منذ قليل ثمة أدلة وافرة, ولا أعتقد أن أحدا يجهل أن إدارة الأزمات علم قائم بذاته, ومن هنا فائدة التعرف على هذا العلم, لأهميته في حماية المصالح الوطنية, وخصوصا في مثل هذه الظروف التي تمر بها أمتنا العربية وغالبا ما يلجأ البعض من قادتها الى الغرب بحثا عن حلّ وقد يدوم الانتظار ولا يأتي Dr-louka@maktoob.com "المنشود. Dr-louka@maktoob.com ">الحل Dr-louka@maktoob.com "المنشود. Dr-louka@maktoob.com
|