تحت الاضواء الكاشفة هو من يصنع رؤية ويقدمها في مسرحيته (مطلوب ممثل) من إعداده وإخراجه عن نص (ألمرألسون) وكأنه يرى أن الإيديولوجيات وكذلك الطغاة الذين يرعونها ولو أنها حقائق إنما يمكن للعقل أن يمزق جلدها /لحمها مهما كان صلباً وقاسياً فيقتحم صمتنا وترقبنا بتسعة ممثلين يقومون بقتلنا إنما قتلة رومانسية يتوزعون على الخشبة :فؤاد عنز (جوستاف)ليليان آرتين (ماريا) عبد الجابر حبيب (المخرج السينمائي ) ريزان فرمان (الرسام كونتسيل)حبيب روهم (المصور الضوئي ) موريس كبرو (بوتنر) ميلاندا عيسى (ايفا براون) حناعيسى (راينجارتن) وجمال جمعة (يوهان) الذي يستثيرنا منذ اللحظة الأولى فيرمي أشباحه أمامنا حين تأكد له أن (راينجارتن ) صاحب أكبر مؤسسة إنتاج سينمائية في العالم قد وجد فيه ضالته ليمثل دورهتلر في فيلمه المقترح الذي سيخرجه أحد أكبر مخرجي السينما والذي يقوم بأداء دوره عبد الجبار حبيب فيصير يتشيطن ويزيد سعره فيفرجينا الشر يفرجينا أفكاره اللاذعة ومكره وخبثه وقسوته الموجعة فنرى جمال /يوهان =هتلر .وقد صار المسرحية صار الممثل المطلوب صار النازية المصفاة ففيما نحن متوترون إذا هو يمارس علينا دور السيد في عظمته فيفرجينا الرقع التي في روحنا في غنى بالسرد سرده فيسيل الصراع من علِى ثيابه لكنه لم يكن ليسقط كان يريد يفرجينا وجهه الانساني .
سمير ايشوع لعب على دور جمال كما لم يلعب مخرج على ممثله في دور رئيس فكان ينفض الشهوة الى العظمة بكرباجه كان يسوق يرعى القوة الشخصية للشهوة عند هتلر الذي في الممثل جمال وكان يوجه هجماته إليها إلى القوة وهي تصعد إلى الوعي إلى الذات التي تريد تبني تجربتها الفردية كصوت للأمة كأنها الأمة / القوم التي ما بعدها أمة .
سمير كان يبني (هتلر) في الممثل . ومن ثم كان يفككه بعد أن يتحول إلى هتلر, كان يترك الممثل يستهلك القوة المفتتنة بأناها, سمير كان يصعد, يقوم بعملية تصعيد لأنا راهنة, أنا مرضية.
سمير إيشوع لم يكن يترك (يوهان) جمال جمعة يذهب بأشباحه, بشبحه إلى الآخر , هو يفرجينا إياه - يفرجينا الفعل المأساوي لممثل ما أن تأخذ علاقاته مع الممثلين مجراها المأساوي حتى يبترها- يبتر الفعل , فلا يتركه يعيش جنونه ولا يشفيه منه لأنه يعيد تشكيل حياة أصبحت تاريخاً- ولكنها حياة حقيقية وإن كانت مؤقتة إنما نعيشها مدفوعين بكراهيتها للطاغية الذي يتجدد / لايموت.
طاغية هنا يثير الشجن هكذا يريده سمير إيشوع, بينما الممثلون البقية بما فيهم (ايفا براون) ميلاندا عيسى, تراهم مخلوقات خاضعة للمعاناة كل منهم يعيش فرديته وعيه بذاته, من المخرج السينمائي عبد الجبار حبيب إلى فؤاد عنز وليليان آرتين وحبيب روهم وريزان فرمان وموريس كبرو وميلاندا عيسى إلى حنا عيسى كأبطال إنما ضحايا وحدها (إيفا براون) وإن بدت غير مقنعة إنما مأساتها رغم تأثيرها على بوهان ومن ثم هتلر كانت ذات فعل أحادي /لم يطرأ عليها تبدلات وهي بالاساس شخصية معروفة كنا نريدها أكثر التصاقا بدورها فتفعل شيئاً غيرمتوقع لقد بدت رقيقة ناعمة فيما كان عليها ان تتحول إلى إيفا براون قاسية فتدخل وتخرج أي تسبرذات الشخصية التي تؤدي دورها هذا التلوين الانسلال من القوة إلى الضعف وبالعكس لعب عليه الممثل عبد الجابر حبيب الذي قام بدورالمخرج وكأنه شخصية مزدوجة وبغاية الذكاء السياسي حين كان يوهان /هتلر (جمال جمعة)يقوم بقهرها وهو يمارس عليها شراسته سمير ايشوع كمخرج لم يورط نفسه وكذلك ممثليه/خاصة جمال جمعة فيشطر شخصياتهم في وحدة ذهنية متعاظمة فتنسى أنها تؤدي دوراً وحسب, فيوهان الذي صار هتلر هو شخصية نواة بذرة جنين طاغية يبتعثها من الماضي وليس يستدعيها وكان سمير ايشوع يقشر طبقات الزمن الماضي الذي صار حاضراَ وفيه الصراع , الصراع الذي يدور في تلك التروستات المتخفية في مؤسسات قزمة أو عملاقة لإنتاج الافلام او العلوك او السمون او الابقار او الفروج او السجائر او السيارات او المفروشات او المنظفات او المسلسلات او حيث هي بالاساس مؤسسات تصنع مستقبلها على أنقاض مستقبلنا , سمير ايشوع مع ممثليه لم يقم تجاورا هو تصادم أقام تصادما ومستمراً معنا فلا نبقى في حجرة الموتى .
سمير ايشوع وإن كان يعيش في أقصى الجزيرة السورية (القامشلي) لكنه ومن خلال اعماله التي كان آخرها (موقف باص)ومن ثم (مطلوب ممثل ) واللذان قدمهما خلال الموسم المسرحي الحالي لعام 2007 فإنه الأقرب الى العقل كونه يشكل الروح الاكثر صدقاً في النزوع نحو التجديد تجديد المسرح السوري.