في كتابه (لذة النص, يسعى بارت جاهداً الى التفريق بين نوعين من النصوص تبعاً لما تخلفه من أثر في إحساس
قارئها يسمي الأول نص اللذة والثاني نص (المتعة): نص اللذة هو الذي يقنع ويفعم ويمنح الغبطة, وهوالذي يأتي من الثقافة ولا ينفصل عنها, هو الذي يرتبط بممارسة مريحة للقراءة أما نص (المتعة) فهوالذي يضعنا في حالة من الضياع ويرهق ربما الى نوع من الملل ويهز الثوابت التاريخية والثقافية والسيكولوجية لدى القارىء والذي يزعزع الثابت من أذواقه وقيمه وذكرياته, مؤزماً علاقته باللغة.
صندوق النقد...
بالتأكيد ليس صندوق النقد الدولي, إنما صندوق النقد الأدبي.. سعد سرحان يتوقف عند عجائب هذا النقد فيقول: أما العجائب في النقد, وفي نقد الشعر تحديداً, فهي أكثر من أن تحصى, ومع ذلك فإني لا بد آت على ذكر بعضها.. لقد أصبح النقد مع رهط من هؤلاء (النقاد) غرفة مكياج تدخلها القصيدة عارية من المساحيق فتخرج مساحيق عارية من القصيدة, أما عجاف القصائد فيعزون حالها الى ارتفاع نسبة الكوليسترول في دم المعنى, وقس على هكذا تشخيص, ولما بدأت دفاتر تمارينهم الشعرية تعج مقابل صنيعهم الفذ هذا بنقط حسنة -بعد ذلك- تشجعوا وجعلوا يغدقون الألقاب على رفاقهم في درب النضال المحفوف بالحانات ثم شرعوا ينصبون بعض النواطير في حقل الشعر, حتى صارت لبعض الشعراء قامات يانعة كخضراء الدمن.