أجهزة الرادار البحري (سونار) لدى الاحتكاك بالحيوانات البحرية, وفي مقدمتها الحيتان.
ورأت جهات عسكرية أن هذا الحكم الفريد من نوعه, والذي يقيّد استخدام السونار على السواحل, قد يشكل مثالاً فريداً من نوعه لسيناريو تختلط فيه الضرورات الأمنية بالاهتمامات البيئية, وتقدم فيه تلك المعايير على أساسيات العمل الأمني.
وبالعودة إلى نص الحكم القضائي الأمريكي, فقد طلبت المحكمة من البحرية خلق منطقة عازلة خالية من ترددات السونار على امتداد 12 ميلا بحريا بعيداً عن سواحل الولايات المتحدة.
كما حثت المحكمة البحرية على نشر مراقبين لرصد أي ظهور للثدييات البحرية والحيتان لدى القيام بمناورات عسكرية, وألزمتها بإغلاق أجهزة السونار وإيقاف أي نشاط للترددات ما إن يسجل وجود هذه الأنواع من الحياة البحرية على مسافة 2200 متر.
ولم تخف البحرية الأمريكية قلقها حيال التأثيرات المرتقبة لهذا القرار على الأمن الوطني, وقال الكومندور جيف ديفيس, إن البحرية لا تعتقد بأن الحكم يشكل التوازن الأمثل بين الأمن القومي والاعتبارات البيئية.
وكانت الدعوى قد قدمت من قبل مجلس حماية الموارد الطبيعية في الولايات المتحدة, الذي تقدم بشكوى بحق البحرية الأمريكية بسبب الأضرار التي قال إنها تصيب الحياة البحرية من جرائها.
ويؤكد المجلس أن الترددات الصادرة عن أجهزة السونار التي تستخدمها السفن والغواصات تضر بحواس الحيتان وعدد آخر من الكائنات البحرية, وهي مسؤولة عن حالات جنوح الحيتان التي تسجل على الشواطئ حول العالم.
من جهته, اعتبر جويل رينولدز, مدير برنامج حماية الثدييات البحرية أن الحكم يعتبر أكثر القرارات الموافقة للبيئة التي أتخذها القضاء الأمريكي وفق ما ذكرت محطة ال (CNN).
واعتبر رينولدز أن المحكمة استجابت إلى المعايير البيئية دون أن تضر بالأمن القومي, وذلك بأنها حدت من تأثيرات الترددات الطويلة المدى.