بداية تحدث د.ملهم حراكي مدير قسم الإرشاد النفسي في جمعية قوس قزح عن كيفية فهم الطفل من الناحية النفسية? وكيف يفكر? وما الطفل? ولماذا هو كنز ولغز? فإذا كان كنزاً كيف نحفظه وإذا كان لغزاً ما السبيل لفهمه?
فعادة يكون الطفل مشحوناً عند ولادته بطاقة هائلة وهو ثروة إذا استطعنا استثمارها وتربيتها ويظهر لنا بالنتيجة شيئاً مبدعاً, وإذا تعاملنا معه بأسلوب خاطىء ,فالنتيجة ستكون ظهور شخص عادي -مؤدب -ناجح في الحياة ولكن لا توجد عنده هذه الطاقة الابداعية التي نفتقدها في مجتمعنا.فالطفل المبدع هو هدفنا للوصول إلى مصطلح نغطي الجانب النفسي منها.
التربية هي عملية قيادة
قبل الحديث في مواضيع التربية, يجب فهم الطفل من الناحية النفسية, فالطفل هو كنز ولغز ,فقيادة وتربية الطفل كمن يبدأ بالدرس الأول في قيادة السيارة, فيكون باعطائه مفتاح المركبة, لأنها حين تقودها لا تبدل فيها شيئاً وإنما تقودها إلى الطريق السليم, فالتربية هي عملية قيادة فاللطفل مهارات وطاقات موجودة والواجب على الأبوين أن يفسحوا المجال لهذا الطفل كي ينمو ويكبر ويستثمر طاقاته وينمي القيادة لديه.
وهو من بدء ولادته يحمل طاقات هائلة جداً, وهو كنز حقيقي, وأي خطأ في عملية التربية من قبل الوالدين, ينشأ الطفل بصحة نفسية مشوهة, غير قادر على عملية الإبداع فهو سريع الكسر ودقيق الفهم, فالقاعدة في علم النفس هي أن الطفل يفهم أكثر مما نتوقع.
يجب فهم الطفل
ويعتبر الطفل لغزاً لأنه رمز ويحتاج التفكير لحله فهو لا يخاطبك بالكلام اللفظي وإنما بلغة غير لفظية (لغة الجسد وتعابير الوجه), أما حل هذا اللغز فيكون عن طريق فهم الطفل وتقبل الطفولة, وأخطر مرحلة من مراحل تربية الطفل هي في العشرة السنوات الأولى من حياته, فهي تعد مرحلة تأسيس الهيكل النفسي لشخصية الطفل وقالب وقلب الشخصية وتضاف بعد ذلك سلوكيات أخرى.
الجانب النفسي مهم
وتحدثت د.إنصاف حمد أستاذة في جامعة دمشق -عضو مجلس إدارة الهيئة السورية لشؤون الأسرة عن هذا الموضوع حيث قالت: ما الدور الذي نقوم به كآباء وخاصة بعدم وجود مراكز ارشاد أسري في ظل دخول الكثير من الشباب لتكوين أسرة وهم غير مؤهلين نفسياً لكيفية التعامل مع هذا المشروع الاستراتيجي في حياتهم, وما زال يعتقد الكثيرون أن الاهتمام بالطفل هو الحفاظ على صحته والاهتمام بلقاحاته ولباسه وتوفير كل الأمور المادية له وبالمقابل إهمال جانب نفسي كبير ومازلنا ننظر إلى الطفولة أنها مرحلة عبور النضج وليس لها قيمة بحد ذاتها وهذه واحدة من اخطائنا الكبرى أننا لا نعطي لكل مرحلة عمرية أهميتها, فنحن ننظر إلى الطفل كأنه الراشد الصغير وليس العكس وهناك فرق بينهما.
العلاقات الأفقية هي الأفضل
أشارت د.حمد أنه للأسف مازال في عقولنا نموذج الطفل هو: المثالي, المطيع, المهذب, المؤدب, قليل الحركة, ولكن الأنماط التربوية الحديثة التي تجعل الناس تذهب إلى القمر هي العلاقات الأفقية التي تعتمد على الندية والمساواة, كل طرف يكون متساوياً مع الطرف الآخر.
بينما العلاقات العمودية تكون أوامراً وتحقيراً وسخرية من الآباء تجاه الابناء الذين عليهم السمع والرضوخ والطاعة والالتزام, بينما العلاقات الأفقية تكون بالنقاش واحترام الرأي والاستماع والاصغاء والقدرة على التعبير عن الرأي وتقييد حيز الحركة عند الطفل, ما ينتج شخصية ملتبسة نوعاً ما.
وأضافت د.حمد أن القيمة المحورية في نمط تربيتا التقليدية هي قيمة الطاعة وهي خطيرة جداً على الشخصية لأنها تلغيها,م فالحرية والاستقلالية والثقة بالنفس لا تعني التفريط بالنظام.