فهي تجسد في لوحاتها خصوصيات المشهد المحلي بصياغة فنية أقرب إلى الانطباعية التعبيرية وخلال تواجدها في دمشق كانت تبحث وبشكل يومي عن النور الباهر والظلال الملونة , وذلك للتواصل مع تعاليم مواطنها »كلودمونيه« المعلم الاول للانطباعية الفرنسية, رغم انها تضعنا في النهاية أمام صورة اختلاط المذاهب الفنية في هذا العصر, وذلك لانها تحرك المادة اللونية والضوء في اتجاهات تعبيرية انفعالية , تأخذ من أطراف وتجليات أكثر من مدرسة فنية, قبل ان ترتد في لوحات أخرى إلى تقديم ما له علاقة بالواقعية الجديدة وبالانطباعية المستمدة من إيقاعات تبدلات الضوء على الاشياء في ساعات متغيرة من النهار أو في لحظات متبدلة.
ومعرض كريستين يكشف من جديد عن هذه العلاقة المتينة من التفاعل مع تقنيات الرسم الانطباعي, الذي لايزال يثير اهتمام العديد من الفنانين في الشرق والغرب وفي الشمال والجنوب... رغم مرور أكثر من مئة عام من البحث المتواصل عن مرحلة ما بعد الانطباعية الفرنسية, التي أطاحت بالاتجاهات الكلاسيكية والرومانسية والواقعية , وأطلقت العنان للرؤى التشكيلية التكعيبية وما بعدها, والتي استمدت جذورها من لوحات سيزان وبراك وبيكاسو, مما أدى إلى بروز ردة فعل معاكسة لدى أنصار الانطباعية أدت إلى ولادة الانطباعية الجديدة وما بعدها.
المهم أن انفتاح باريس على الاتجاهات الفنية الأكثر حداثة قابلته عودة قوية إلى الانطباعية في العالم أجمع, حيث انجذب العديد من الفنانين المعاصرين, ومن ضمنهم الفرنسية كريستين سولاد, نحو رسم مدن الشرق وريفه برؤى انطباعية استعادت وهج النور في المشهد المكشوف على ضوء الشمس الساطعة .
هكذا ظهرت رموز مدينة دمشق وريفها كعناصر أساسية في لوحاتها مؤكدة على محاولات رصد اللون المحلي والانفلات بالتالي من اللونية الفرنسية الخافتة .
والرؤية الانطباعية حولتها من رسم إشارات الواقع بتفاصيله الدقيقة, إلى رسم مناخات اللون الانطباعي بتلقائية وعفوية تؤكد عناصر ارتباطها بالافكار الثقافية التي أطلقتها فنون القرن العشرين , قرن التحولات والانقلابات الفنية الكبرى.