ويغطي متطلبات الأفراد والمؤسسات من المنتجات والخدمات المصرفية, فقد أظهرت دراسة أعدها المستشار المالي الدكتور خالد الزامل أن القطاع المصرفي السوري مازال يعاني من ضعف الانتشار ليس مقارنة بدول متقدمة, بل بدول مجاورة, حيث تشير الإحصاءات الى أن متوسط عدد العملاء الذين يخدمهم الفرع الواحد في سورية هو بحدود 60 ألفاً تقريباً, بينما هذا المتوسط في لبنان مثلاً 6200 وفي الأردن .5400
وهذا المؤشر لايدلل على حداثة التجربة المصرفية وتواضعها وحسب, بل على ضعف العلاقة بين المواطن والمصرف, باعتبار أن أحدهما قصر في الوصول إلى الآخر ( مع ميل إلى الاعتقاد بأن المصارف لم تقم بالدور الذي كان مؤملاً أن تقوم به), وأعتقد أن التشكيك بقدرة المواطن السوري على استيعاب التطورات الجديدة يبدو أمراً غير مقبول, خصوصاً عند النظر إلى منتجات وخدمات جديدة مثلها مثل المصارف, ومع ذلك هي أكثر انتشاراً منها, فأجهزة الهواتف النقالة, والتي لم يألف المواطنون التعامل معها إلا منذ سنوات, حققت قفزات هائلة على صعيد توسيع قاعدة عملائها, إذ تشير بعض المعطيات إلى أن عدد حملة الأجهزة النقالة اليوم يناهز 5.5 ملايين شخص, مايعني أن واحداً من بين أربعة مواطنين يحمل هاتفاً نقالاً, وعند طرح الأطفال والمسنين من هذا الرقم, فإن صورة الانتشار تكون أكثر وضوحاً.
وعند الحديث عن انتشار أجهزة الصراف, فإن هذا الانتشار مازال دون المأمول, فالمصرف التجاري السوري, الذي يعتبر أوسع المصارف انتشاراً من حيث عدد هذه الأجهزة لايملك أكثر من 304 صرافات, ويقدم خدماته عبر 132 ألف بطاقة, مقابل نحو 122 صرافاً و150 ألف بطاقة للمصرف العقاري, ولايكاد نشاط يذكر لبقية المصارف العامة والخاصة في هذه الخدمة..!
وفي دراسة أجرتها إحدى الصحف الخاصة على عينة من مئة شخص تمثل شرائح مدينة دمشق المختلفة, تبين أن 56 بالمئة من هؤلاء لايستخدمون الصراف نهائياً, مقابل 11 بالمئة يستخدمونه وهو مؤشر غير جيد أن تكون نسبة مستخدمي هذا الجهاز الذي أصبح أساسياً,وإذا ما قاطعنا هذه النسبة مع نسبة ال60 بالمئة التي اعتبرت أن انتشار الصراف غير كاف,ونسبة ال55 بالمئة التي فضلت استلام راتبها عبره,فإن ضعف هذه النسبة لا تمثل حقيقة المجتمع المحلي الراغب فعلاً في التعاطي مع هذه الخدمة,التي من أبسط مزاياها أنها تعفيه من مخاطر اقتناء وحمل النقد,وتوفر له العديد من المزايا الإضافية الأخرى.
إذاً هي ثقافة غائبة عن شريحة واسعة من مجتمعنا ,وبالرغم من أهمية الدور الذي يجب أن تقوم به المصارف والجهات الوصائية ل»حلحلة«هذا الموضوع,ونقله من خانة النخبوي إلى خانة الجماهيري,إلا أن الجمهور معني بأن يعرف أكثر عن هذه الخدمة,وأن يحافظ على الصرافات المحدودة التي تقدم له الخدمة حالياً,حيث يرى بعض التقنيين العاملين في خدمة الصرافات أن عدم وعي المستخدم ومهارته في استخدام الجهاز يقف وراء نسبة لا بأس بها من المشكلات التي غالباً ما تؤدي إلى تعطل الجهاز,وبالتالي حرمان المواطن منها,وأكثر ما يكون ذلك في بدايات كل شهر حيث يحرص أغلب الموظفين على استلام رواتبهم خلال اليوم الأول أو الثاني لإيداعها,ما يربك أنظمة هذه الأجهزة,ويوجد ضغطاً على حركة تزويدها بالنقود.