تشوه الفعل المتجدد لسورية , مهما كانت قوتهم الباطشة لن تقدر على أن تمحو هذا التحول من الحياة السورية بل العربية , اعني يوم التصحيح الذي كان بمثابة نقلة نوعية وحقيقية في حياة سورية والوطن العربي, صحيح أن الظروف كانت قد نضجت للفعل ليكون , ولكن الأكثر صحة أن وجود القائد الحقيقي الذي يعرف كيف ومتى وايان تكون لحظة الفعل , وكانت الحركة التصحيحية المباركة بقيادة القائد المؤسس حافظ الاسد.
واليوم إذ نقف عند تخوم مرحلة جديدة هي من نبض ما كان , وقد أسست لها قدرة الفعل السوري على اجتراح المعجزات , نحتفي بحياتنا وبأنفسنا, ونعد العدة للمستقبل الذي نعرف أنه ليس سهلا ولم يكن الماضي الذي عبرناه ايضا سهلا واللحظة الفارقة التي نعيشها من سبع سنوات , هي دليل على أن الخط الذي مضت فيه سورية , لم يرض أعداء الامة وحتى بعض من يدعون أنهم الاشقاء , فكانت المكائد والحروب وما يجري علينا من حرب عدوانية ليس إلا جزءا ظهر مما كان , ولم يعد بإمكان المتآمرين أن يخفوا روحهم العدوانية بقفازات من حرير.
وحتى أولئك الذين تسللوا إلى البعث ومواقع قيادية فيه سواء بالاعلام أو الثقافة وبعضهم قد لايرقى لأن يكون بمستوى....مازال هؤلاء ينفثون سمومهم عندما تتاح الفرصة لهم , وهم غارقون بنعيم ما جنوه من مواقع ليست لهم فعلا وقولا , لكنها سورية التي أعطت الفرص لكل من يستحق أو لايستحق.
سبعة وأربعون عاما على التصحيح , ولم تخل لحظة ما من محاولات النيل مما تعد له سورية من مستقبل حقيقي , اعطت سورية للاشقاء قبل أن تعطي للابناء , علمتهم , فتحت الجامعات والمدارس وقدمت الدم والشهداء وتقاسمنا معهم رغيف خبزنا يوم جاعوا وحوصروا, لا بل أعطيناهم من مخزون أطفالنا , وفتحنا سدودنا ونورنا قراهم ومدنهم وكانت بيوتنا لهم قبل أن تكون لنا , وجاءت الحرب العدوانية على سورية لتكون الكاشفة لكل الاقنعة التي تستروا بها, لا استثني إلا قلة قليلة.
الغريب في الأمر أن هذه الحال تنطبق على من يدعون أنهم كتاب ومفكرون وإعلاميون ونخب قبل أن تنطبق على العامة , كيف أصدق أن شاعرا ومفكرا عربيا بعد ما جرى ومضى عليه وتكشفت اوراق المؤامرة كلها , ومع ذلك يظل على الحياد , لايجرؤ على كتابة حرف واحد في صحافة بلده من أجل سورية , ولنقل إنه لايسمح له , فهل تعوزه الحيلة أن يكتب ذلك على أي موقع الكتروني مثلا....
سيأتون إلى سورية ويقولوا لنا: نحن معكم، وبعد أن يعودوا إلى أوطانهم يلوذون بالصمت المريب ,لا يذكرون أن سورية الحديثة المتجددة كانت لهم ومعهم , ودفعت الثمن باهظا , نكران وجحود لايمكن أن يغفر لهم , عقدوا مؤتمرات ومنتديات هنا أم لم يعقدوا و لم يعد الدم الذي روى الأرض السورية بحاجة لهم , بل بكل جرأة أقول: ستلعننا أرواح الشهداء حين نحاول غفران ما جرى للبعض من باعة الكلمة والموقف , ولكن أولئك الذين ما غيروا وما بدلوا , لهم القلوب والعقول , كيف سأقتنع أن كاتبا بمرتبة ما بموقع ما , ولديه وتحت تصرفه ما لايعرف من وسائل إعلام.. كيف أقتنع أني سأراه هنا بدمشق وهو الذي كان من نصف عام......
بعد سبع من السنوات العجاف , من القهر والدم والموت , لن يغفر له, بعد سبعة واربعين عاما مما قدمته خلال ذلك سورية للعرب وقضاياهم , نحن الآن بحاجة شاملة لمراجعة الكثير من المصطلحات والمفاهيم , لن ننكر هويتنا العربية , لكن سوريتنا أولا وأولا , وليس تعصبا , لا , بل التجربة تقول: فائض الوطنية السوري يعني عروبة ,الخلل ليس بمفاهيم طرحتها سورية , لا , إنما الخلل بأولئك الذين مازال بعضهم قرب (المباعر) لايعرف شرقه وغربه ,صحيح أنه يمتطي أحدث السيارات والطائرات , لكنها لا تجعله حضاريا ولا تضيف إلى كهوف وسراديب عقله جديدا.
اليوم وسورية المتجددة تحتفي بالتصحيح نهج حياة وفعل ثراء وعطاء , وقدرة على اجتراح النصر تعيد صياغة ما دنسه الكثيرون تصهره ببوتقة النقاء , يعمده الدم السوري , جيش لايعرف المستحيل , وشعب آمن بما قامت من أجله الحركة التصحيحية, وقائد استشرافي , يملك الرؤية والعزيمة, أقانيم الصمود السوري المتأسس على فعل الحياة ,لقد غيرت سورية العالم كله , وقد حان أن تتغير الكثير من المصطلحات والمفاهيم وتعاد قراءتها بروية وهدوء , انطلاقا من أن سورية الحضارة والتاريخ والعطاء فائض وطنيتها يعني العروبة , وريثما يفهم من به صمم ممن يعدون حرابهم لصدور السوريين , لتكن هويتنا الوطنية الشاملة الجامعة صفا واحدا مع جيشنا وقائدنا , ونصرنا مؤكد.