فالذكرى السابعة والأربعون للحركة التصحيحية المجيدة، التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد، تأتي هذا العام وسورية بشعبها وجيشها وقائدها تراكم انتصاراتها ،وتتجه بخطوات ثابتة نحو إعادة الإعمار وبناء المستقبل بالتوازي مع التوجه الواثق نحو النصر على أعتى حرب عرفها التاريخ المعاصر.
واليوم بعد مرور نحو سبعة أعوام على الحرب العدوانية لم يستطع أعداء الوطن النيل من عزيمة السوريين فكان التفافهم حول الجيش ودعمهم اللا محدود له تجسيدا للنهج الوطني الذي كرسته ممارسات ونضالات شكلت عقيدة وقاعدة للعمل منذ انطلاق فجر التصحيح المجيد الذي غرس في نفوس أبناء الوطن العزة والإباء ويحدوهم الأمل بمستقبل مشرق ومزدهر.
ومعركة سورية اليوم ضد الإرهابيين التكفيريين وداعميهم لا تختلف كثيراً عن معركة التصحيح قبل 47 عاما، في سبيل بناء الإنسان السوري على أسس سليمة، وقد رسخت بفكر القائد المؤسس مبدأ التسلح بالعلم والمعرفة ومحاربة الجهل والتخلف وتعزيز ثقافة المحبة والحوار والتسامح ومواجهة التحديات والضغوطات الخارجية بمختلف أشكالها وتسمياتها.
وفي ذكرى التصحيح لا بد أن نذكر حرب تشرين التحريرية، وهي إحدى نتاج التصحيح، حرب أعادت للجندي العربي ثقته بنفسه، وأسست لقيام جيش وطني عقائدي، إيماناً بضرورة حماية حدود الوطن وفرض حالة الأمن والاستقرار فوق ربوعه، وقد أكدت حرب الإرهاب الحالية على سورية أنها تهدف للثأر من انتصار الإرادة العربية في تشرين وضمان أمن إسرائيل وتغيير موقف سورية من قضية الصراع العربي الإسرائيلي.
الإرادة الصلبة للشعب السوري وكما أفشلت كل المؤامرات الصهيو أميركية السابقة، قادرة اليوم على هزيمة الإرهاب الوهابي التكفيري، وإسقاط مخططات التقسيم المرسومة لسورية، والتي تعمل الأنظمة المستعربة اليوم- وفي مقدمتها مشيخات النفط والغاز في الخليج- كل ما بوسعها لتحقيق هذا الوهم الصهيوني، فالسوريون اليوم، وبكل شرائحهم وانتماءاتهم، أكثر إصرارا على التلاحم الوطني في مواجهة كل أشكال العدوان، وأكثر تصميما على ترسيخ منهج المقاومة حفاظا على الكرامة والسيادة الوطنية، وأكثر تمسكا بالمسار السياسي الذي يقودونه عبر الحوار الوطني.