وليبدأ عناق الحروف, فيولد وبعد طلقٍ عسير مانسميها نحن قصيدة! أما أنتم فتسمونها كلاما, لكنه كلام جميل.. إنما يا سادتي حمْلُنا للأقلام هو ثورة! ثورة أحلامنا, أصابعنا, كلماتنا, أنفاسنا, رعشة قلوبنا, تقاطيع وجوهنا وتأملاتنا, ثورة على انكسارتنا التي لاتنتهي.
نكتب ياسادتي لنحاكي التراب, لنعانق ولادة الزعتر البري على التلال, وربما لنسرق وردة- من لايملك منا حديقة ورد صغيرة في منزله - ونقدمها خلسة لحبيباتنا الشغوفات بأقلامنا وتفاصيل أصابعنا, أو ربما نقدمها عربون وفاء الى قبر شهيد! نكتب لنبوح لكل من نحب بمكنونات حنايا قلوبنا, قد يكون بوحنا بسيطا وساذجا, لكنه بوح صادق مطحون بشوق يرقد في القلوب!
لا تقسو علينا سادتي, لا نريد أقلامكم لنكتب بها, فلكم أقلامكم ولنا أقلامنا, فلعلكم تعشقون الرصاص, أما نحن فأقلامنا بسيطة جدا... فقيرة جدا.. متعطشةجدا.. تحبو في حقول الكتابة,
فوردة شامنا الحمراء, ستذبل ان لم ترش بالماء والحب كل صباح, فلا تبخلوا علينا بعذب مائكم. لكم اليوم.. ولنا الغد ......ولكل زمن دولة ورجال كما يقال, فان بقيت سيوفكم هكذا مرفوعة فوق رقابنا, فأين غدنا الثقافي المبدع؟!
نعشقكم... نحبكم... نتوق الى كلماتكم لتكون منارة وصولنا الى غدِ يعبق بالحرف الجميل
حاكمونا.. قاضونا.. احكموا علينا.. ولكن دون السيف الذي يثور بين أصابعك ....سيدي القاضي, واسمحوا لنا ... باستئناف, وطعن.... ونقض!
من أقلامنا نحن.. لأن المحكمة ياسادتي لم تعين محامي دفاع لضيق ذات اليد, بينما الادعاء منهمك, مشغول في نسج وحياكة الاتهامات, فعذرا سادة الحرف الانيق..دعونا نكتب لحبيباتنا كما نحب.. دعونا نعشق الوطن كما نحب.. فلكم اقلامكـــم.. ولنا أقلامنا .....