تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الضرورات العربية الحاكمة لمنطق عدم التنازل

شؤون سياسية
الأثنين 26-7-2010م
بقلم: نواف أبو الهيجاء

يعترف المعنيون من العرب والفلسطينيين عموماً بفشل المفاوضات مع العدو الصهيوني المحتل -أكانت مفاوضات مباشرة أم غير مباشرة-على السواء.

ويطالب الأمين العام للجامعة بضمانات مكتوبة تقدم للطرف العربي حتى يعود المعنيون الى المفاوضات المباشرة)-وفي انتظار اجتماع لجنة المتابعة العربية تمارس الضغوط العنيفة-يومياً -من واشنطن ولندن والاتحاد الأوروبي وتل أبيب لكي يعود المفاوض الفلسطيني الى الطاولة دون أي شرط. وفي إجابة على طلبات الأمين العام للجامعة قالت تل أبيب بصراحة إنها لن تمنح أحدا ضمانات (تحريرية ولا حتى شفوية)، لا بشأن القدس ولا بشأن المستوطنات ولا الحدود ولا الأمن ولا الأسرى. كل هذه الأمور خاضعة-كما ترى واشنطن وتل أبيب للمفاوضات -بل إن تل أبيب ترفض نهائيا ًفتح ملف القدس (على اعتبار أنها العاصمة الأبدية الموحدة لإسرائيل).‏

عليه وفي ضوء الراهن يطرح المنظرون مسألة تبريرية مثيرة للشفقة حين يقولون: لا بديل للعرب والفلسطينيين عن المفاوضات إلا المفاوضات. وعلى طريقة (دوخيني يا لمونة) -من المفاوضات المباشرة انتقلنا الى المفاوضات غير المباشرة ومن المفاوضات غير المباشرة المطلوب اليوم منح المفاوض الفلسطيني مظلة عربية للعودة الى المفاوضات المباشرة -وفي الحالتين فإن ما يجري هو أن العرب يفقدون حقوقهم ويتنازلون تدريجياً حتى عن آخر سقوف التنازلات (أعني المبادرة العربية)-بدليل تجاهل الحديث عن «حق العودة»!!‏

بعضنا العربي يدفع -مع الأسف في اتجاه القبول بالعودة الى طاولة المفاوضات تحت تبرير عدم وجود أي بديل -لا فلسطينياً ولا عربياً-وهذا كلام مردود عليه وهو تضليلي بالتمام والكمال فلدى العرب أوراق ضغط كثيرة: سياسية واقتصادية وتجارية وقانونية-ولديهم قرارات دولية متخذة، ولديهم عصيان صهيوني وتمرد معلن على الأمم المتحدة وقراراتها ونظام العلاقات الدولية، بل وخروج على كل اشتراطات العضوية في الأمم المتحدة . إضافة الى هذا كله هناك طريق المقاومة ودعمها-وهو طريق مشروع وضعياً وسماوياً، وقد أقرته المواثيق والقرارات الدولية، فكيف نملك هذا كله وسواه أيضاً وننحني أمام مقولة(لا بديل عن المفاوضات إلا المفاوضات)؟‏

ونحن على أبواب موعد اجتماع لجنة المتابعة العربية ننصح بالعودة الى الضرورات الحاكمة لمنطق عدم التنازل عن الثوابت العربية والفلسطينية -ننصح بدراسة ما صدر عن ليبرمان بشأن قطاع غزة وهو مقترح التخلي نهائياً عن مسؤولية المحتلين حيالها-وتكريس الانقسام الفلسطيني (جيوسياسياً أيضاً) -وننصح العرب بأن يبرهنوا لعدوهم أنهم جادون في إنفاذ قراراتهم-على الأقل هذه المرة بشأن انهاء الحصار المفروض عدواناً وغدراً وغصباً على أهلنا في القطاع. وننصح ألا يمنح العرب أي غطاء لأي كان لكي يذهب الى مفاوضات عبثية-لم نجن منها على مدى ثمانية عشر عاماً إلا هذا الحطام الذي نراه أمام أعيننا وكأننا قدام مريض بأكثر من مرض عضال -مع الأسف.‏

هناك من يسعى الى تشريع العودة الى المفاوضات المباشرة بضوء أخضر عربي وربما على أساس الحصول على ضمانات(غير مكتوبة) من الطرف الأمريكي- وكأن الولايات المتحدة وسيط نزيه ومحايد ومنصف وليست الحاضن الدائم للمشروع العدواني الصهيوني. السؤال هو: ماذا أفادتنا المفاوضات غير المباشرة؟ وقبلها ماذا جنينا من المفاوضات المباشرة؟‏

إن شعبنا ينتظر موقفاً اليوم وفي أيلول أيضا ًيستجيب لتحديات الاحتلال وينطلق من الإيمان بقدراتنا على تحقيق النصر مهما غلت التضحيات . لم يتعب شعب فلسطين حتى يرمي السلاح وينحني. من تعب من (بعضنا الفلسطيني أو من بعضنا العربي) فليتنح هو عن الطريق وليفسح المجال أمام ذوي الأنفاس الطويلة المعتمدين على إيمانهم بحقهم وتمسكهم بالثوابت الوطنية والذين يفهمون جيداً ويرحبون بمقدار التضحيات ودربها ونتائجها ما دامت تحظى بقبول من الملايين الفلسطينية والعربية على السواء.‏

nawafabulhaija@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية