تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تنوع غني في «مختارات من سينما العالم»

سينما
الأثنين 26-7-2010م
آنا عزيز خضر

تستمر صالة الكندي في دمشق بعرض مجموعة من الأفلام المُنتقاة ضمن تظاهرة (مختارات من سينما العالم) والتي تقيمها المؤسسة العامة للسينما،

وقد تم اختيار الأفلام وفق مجموعة من المعايير التي رشحتها كي تكون منافذ فنية راقية يعرفها الجمهور السوري لذلك كان منها الفائز في مهرجانات عالمية هامة كما حملت أسماء نجوم عالميين في الإخراج والتمثيل والمجالات الفنية العديدة إضافة إلى حضور المدارس السينمائية المختلفة .‏

فمن الأفلام التي تم عرضها الفيلم الكوميدي الرومانسي الاجتماعي (أريكة في نيويورك) بطولة وليام هيرت وجوليت بينوشي وإخراج شانتال أكريمان حيث تم تبادل الأدوار الحياتية والاجتماعية ما بين الدكتور النفسي هنري وبين الراقصة الباريسية بيا ترايس على إثر إعلان من قبل الدكتور الذي ينشد الراحة والابتعاد عن عالمه المرهق في مجال الطب فهرب كل منهما من عالمه, وها هي الراقصة تعالج مرضى الدكتور وتجتهد في تحليل حالاتهم بحكم المكان الذي تشغله حاليا,ً وقد أعتبرها المرضى دكتورة بديلة أثناء إجازة الطبيب ، فتساعدهم وتحقق لهم السعادة بينما ينشغل الدكتور في ترتيب شقتها ولكنه لا يلبث أن يهرب من جديد بعد أن فقد أمله في الراحة ففكر بالعودة إلى بيته سراً على أنه مريض وقد أدهشه جموع المرضى الخارجين من بيته فشهد إنجاز تلك المرأة والإقبال والثقة من قبل الناس فيتظاهر أنه مريض ليجلس على الاريكية نفسها التي تعالج الجميع عليها ليعترف بالقلق والتوتر فتحاول مساعدته وتحليل سلوكياته لمعالجته ونتيجة آلية تفكيرها المنطلقة والمتحررة تتفنن بما يجب فعله مع المرضى الطالبين مساعدتها ويكون من ضمنهم الدكتور النفسي ، ثم تنشأ علاقة حب فيها الكثير من الرومانسية وخلال كوميديا تتصاعد وتتعمق بمدلولاتها حيث تختلط الأدوار والمهمات والمسؤوليات رغم التناقض الهائل بين الطرفين وعبر مفارقات مضحكة تدعو للتأمل العميق كما تحضر في الفيلم حالة من السخرية والتهكم لكثير من المفاهيم الدارجة من خلال شكل تحليلي للشخصيات في الفيلم إضافة إلى العلاقة السريالية بين الشخصيتين الأساسيتين .‏

كما حضر في التظاهرة نفسها أفلام من إخراج بيرتولوتشي صاحب الروائع السينمائية الهامة ، حيث تم عرض رائعته (جمال خاطف) وقد اهتم الفيلم بقصة الشابة لوسي التي تصل إلى البلدة الايطالية لقضاء فترة الصيف مع أصدقاء أمها المتوفاة فتتعرف هناك على أشخاص كثر وتقيم علاقات واسعة فتعيش حالات إنسانية تكتشف من خلالها ملامح جديدة لم تعهدها ولم تعرفها فيكون لها الدور الأكبر في نقلها إلى مرحلة النضوج من عمرها حيث امتلك الأسلوب السينمائي الحامل لهذه الدراما الغنية المقدرة المذهلة لكشف الدواخل الإنسانية لأشخاص يبحثون عن الفرح كطبيعة إنسانية وتتم تعرية حالات وهواجس وأحلام يعيشها الإنسان محكوماً بحاجته الفطرية الجامحة للحرية جنبا إلى جنب مع البحث عن الهوية وكل ذلك بأدوات مخرج عبقري يصنع من أبسط الحالات الإنسانية ملاحم جمالية فنياً وإنسانياً وسينمائياً .‏

وأخيراً لابد من القول بأن فعالية تظاهرة السينما العالمية حملت تنوعاً متميزاً من الأعمال والتحف السينمائية المتنوعة منجزة بذلك أكثر من هدف، ومكرسة لتظاهرة نتمنى أن تبقى حاضرة في حياة الجمهور ليبقى على تواصل مستمر مع الفن السينمائي, وقد شكلت الفعالية فرصة حقيقية بحق بما انتقته من أعمال رائعة .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية