والجولان الغالي بقي وسيبقى في العقل والذاكرة، والسيد الرئيس بشار الأسد عندما أدّى القسم الدستوري عام 2000 أكّد على أن الجولان يشكل همّنا الأساس وشغلنا الشاغل، و تحرير أراضيه هو هدف أساسي، وموقعه في المقدمة من سلّم الأولويات الوطنية.. وأهميته توازي أهمية السلام العادل والشامل الذي اعتمدناه خياراً استراتيجياً، لكن ليس على حساب أرضنا ولاعلى حساب سيادتنا، فالأرض والسيادة هما قضية كرامة وطنية وقومية.. وغير مسموح لأحد أن يفرط بهما، أو يمسّهما ومن قبله القائد الخالد أكد ذلك.
هذا هو موقع الجولان.. موقع يحتل ضمير كل سوري ولا يمكن بأي شكل من الأشكال التفريط بحبة تراب من أرضه، لأنها حبّة غالية كما كل حبّة من تراب الوطن..
إذاً الجولان الذي نحب و نعشق ليس في العقل والوجدان فحسب، بل هو في القلب الذي ينبض حباً وإيماناً بالأرض التي وصفها السيد الرئيس بشار الأسد عندما قال: «الجولان العربي السوري سيبقى عربي اليد والوجه واللسان.. سوري الهواء والماء والأرض والإنسان.. وسيعود كاملاً إلى حضن الوطن الأم..».
الجولان إذاً قلب سورية الطبيعية الذي تغذي شرايينه ماء الحياة الممتدة من الحاصباني و الوزاني و نهر الأردن عبر الشام و لبنان و فلسطين و شرق الأردن.. فمنه الحياة ولأجله نضحي بالحياة.. و لا نبالغ إذا ما قلنا إن أمن سورية بل أمننا القومي برمّته يرتبط بأرض الجولان، فمن الجولان تبدأ الحروب و منه أيضاً ينطلق السلام، لهذا تعتبر أرض الجولان أهم بقعة «جيواستراتيجية» في تجليات الصراع العربي – الصهيوني، و لن يكون هناك سلام دون عودة الأرض كاملة غير منقوصة، فنحن شعب لا نفرط بأرضنا مهما كلّف ذلك من أثمان، فلا شك أن احتلال الجولان عام 1967 إنما يأتي في سياق المخطط الصهيوني الإرهابي التوسعي، و ما جرى ويجري من إرهاب و عدوان وحروب ابتدأت من لحظات التآمر الاستعماري الإرهابي الصهيوني إلى إقامة الكيان العنصري و حروبه التوسعية، و ما تلاها من محطات مختلفة امتزجت بين استمرار العدوان والتوسع الإرهابي من احتلالات للأرض إنما يأتي في إطار المشروع الصهيوني الإرهابي المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية، لكن هذا المشروع قد واجه مقاومة عنيفة من خلال حرب تشرين التحريرية، هذه الحرب التي استعادت بعض المدن والقرى التي كان يحتلها الكيان الإرهابي الصهيوني من جهة و لقّنت هذه الحرب العدو الصهيوني دروساً لن ينساها أثبت من خلالها المقاتل السوري أنه قادر على استعادة حقوقه، غير منقوصة من جهة ثانية وإن بقي بعضها الآخر الذي سيعود آجلاً أم عاجلاً إلى الوطن الأم سورية و ذلك بفضل المقاومة الوطنية السرية التي أعلنها أبناء الجولان منذ اليوم الأول للاحتلال عام 1967، مدعومة من القيادة السياسية في الوطن الأم هذه القيادة التي لا تفرط بحق من حقوق شعبها خاصة فيما يتعلق بالأرض والسيادة هذه المقاومة التي أثبتت أن الكيان الصهيوني إلى زوال، و أن الأرض عائدة إلى الوطن الأم.
فالجولان يعتبر وحدة جغرافية طبيعية متميزة، تتمتع بخصائص يندر مثيلها منها:
وإذا ما كنا نتحدث عن المقاومة.. مقاومة الاحتلال الإرهابي الصهيوني فإن هذه المقاومة هي من صميم عقيدتنا الوطنية، وفي صلب إيديولوجيتنا القومية التي تترجم إلى فعل نضالي في ساحات المواجهة.. و العقيدة المقاومة هي ثقافة تتلقفها أجيالنا جيلاً إثر جيل.. إنها راسخة في نفوسنا وعقولنا وقلوبنا رسوخ الجبال.. تتفاعل بقوة في عقولنا وأعماقنا لتبعث فينا حرارة الإيمان في مواجهة أعدائنا واجتثاثهم من أرضنا و تاريخنا و حاضرنا ومستقبلنا.. لذا تعتبر عقيدة المقاومة التي ترسخت بين الأجيال و أذاقت الاحتلال الإرهابي الصهيوني الأمرّين في جنوب لبنان وغزة و فلسطين المحتلة وجولاننا الغالي تعتبر عقيدة ترضعها الأجيال جيلاً بعد جيل.. و دعم بلدنا و قائدنا للمقاومة إنما يأتي في إطار كونها حقاً شرعياً ووطنياً و أخلاقياً و إنسانياً لأصحاب الأرض في أن يعتمدوا هذا الأسلوب في مقاومة المحتلين.. ولا نكون مغالين إذا ما قلنا إن الإرهابيين الصهاينة باتوا يحسبون ألف حساب للمقاومة نتيجة ما أحدثته من متغيّرات في المنطقة، هذه المقاومة التي هزمت الجيش الصهيوني الذي كان يدّعي أنه الجيش الذي لا يهزم، لكن هذا الجيش المدعوم بأحدث تقنيات القتال بات كالفئران الهاربة أمام ضربات المقاومين، وما الدماء التي سالت فوق ثرى أرض الجولان إلا عنوان بارز لقرب عودة الجولان إلى وطنه الأم سورية..
asmaeel001@yahoo.com