كتب «فلسفة التأليف» التي ترجمها بودلير إلى الفرنسية.
ادغار آلن بو الشاعر والقاص الأمريكي يحتفل العالم اليوم بمرور مئتي عام على ولادته.
ينحدر ادغار من أسرة بروتستانتية تهوى الفن والتمثيل هاجرت من إيرلندا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، أصيب والده بالسل ما جعل الأسرة تعاني الفقر والبؤس وتموت والدته قبل أن يبلغ سن الثانية.
في عام 1815 تعود الأسرة إلى الوطن الأم ويذهب ادغار إلى مدرسة ملاصقة لمقبرة يلعب الأطفال بين قبورها و على مقربة منها تقع حديقة كيلمارفون المسكونة بالأشباح وبعد عامين تظهر عبقرية الفتى ادغار في سن مبكرة ويظهر ذكاؤه المتقد في إحدى مدارس ضواحي لندن ليمارس على رفاقه سلطوية غير عادية كما جاء في قصته «ويليام ويلسون».
تعود بعدها الأسرة ثانية إلى ريشمون في الولايات المتحدة عام 1825 ويتابع ادغار تعليمه في مدرسة انكليزية يقرأ خلالها روبنسون كروز، ويكتب أولى قصائده بعد أن وقع في غرام والدة زميله في المدرسة التي تموت بعد مدة قصيرة وهي في ريعان الشباب ليبقى فترة طويلة بعدها يرتاد المقبرة ليلاً ويقرأ لها أشعاره «إلى هيلين».
بعد ذلك أحب فتاة تدعى سارة رويستر لكن والده بالتبني جون آلن أرسله إلى جامعة فيرجينيا حيث الرياضة والتدريب العسكري وهناك بدأ يتعاطى الخمور والقمار ليصبح مدمناً وينشب الخلاف بينه وبين مربيه الذي قال عنه: إنه يأكل خبز الكسل فيغادر الجامعة دون أن يكمل تعليمه ويترك أسرته بالتبني لينشر بعدها بقليل باكورة أعماله الشعرية «تيمورلان» وقصائد أخرى منها قصيدة «الأعراف» التي يصف فيها حب المراهقة وتأتي بعدها مجموعة «رومانس» حول مرض ووفاة والدته بالتبني. خلال ذلك يعود إلى والده بالتبني جون آلن الذي يرسله إلى الأكاديمية العسكرية وفي عام 1831 يعمل الشاعر على تصحيح مجموعته الشعرية الثالثة في نيويورك ونشرها بتمويل رفاقه في الكلية الحربية وفي ذلك العام تجري صحيفة في فيلادلفيا مسابقة لأفضل قصة قصيرة فيقدم ادغار عدة مجموعات قصصية وتفوز «مخطوطة وجدت في قارورة» بجائزة بالتيمور ساوتيرن ما أتاح له المجال لنشر قصص قصيرة في صحيفة ساوترن ليتريري ميسنجر التي بقي يكتب فيها حتى وفاته عام 1849 حيث إنه في عام واحد نشر 37 ملخصاً لكتب وتحليلات لمجلات أمريكية إضافة إلى تسع قصص قصيرة وأربع قصائد وعشرات المقالات والزوايا ما دفع بالجريدة أن تشهد ازدهاراً ومبيعات ضخمة.
في العام ذاته تزوج ابنة عمته فرجينيا سراً لأنها لم تكن تتجاوز سن الثالثة عشرة ويعود إلى تعاطي الخمر فيطرده صاحب الجريدة ويرحل إلى نيويورك لينهي رائعته «مغامرات آرثر غوردن بيم» ويبدأ الكتابة في مجلة «بورتن جنتلمان» ويصدر حينها «سقوط منزل أوشر» و «ويليام ويلسون»، «محادثة إيروس وشارميون».
ثم يصدر مجلة ناطقة باسمه وينشر الجزء الأول مجموعة من قصصه القصيرة تحت عنوان «قصص الآرابيسك» عام 1839 يتهم خلالها بتقليد أسلوب هوفمان ثم يصبح مديراً لعدة مجلات وصحف مثل: الغراهام ماغازين، النيويورك سن «ايفيننغ ميرور المسائية» ثم ينشر «جريمة مزدوجة» وقصيدته «الغراب» التي حملت له المجد والشهرة عام 1845.
لكن إدمانه على الكحول سرعان ماجلب له الإفلاس وخسارة عمله في «غراهام ماغازين» وفي «برودواي جورنال» وكان مالكها الوحيد.
وتصاب زوجته بمرض في الرئة يلازمها ادغار ويكتب وقتذاك أقسى وأعنف قصصه السوداوية: «قناع البحر الأحمر» «سرماري روجت»، «القطة السوداء» «البئر والساعة».
وبعدها يقع في غرام شاعرة تدعى فرنسيس لكنها أيضاً تموت بعد أربع سنوات. في سنواته الأخيرة ينصرف إلى الشعر ويكتب أجمل قصائده «الأجراس»، «من أجل كاني لي» و «أوريكا» وقصيدة «إلى والدتي» الموجهة إلى حماته وأخيراً «مبادئ الشعر».
وبعدها ينقل إلى مشفى واشنطن وهو مخمور ليفارق الحياة هناك.