تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


رياض الشعار في لوحاته الأحدث.. الجسد الأنثوي وإيحاءات الكتل اللونية

ثقافة
الأثنين 26-7-2010م
أديب مخزوم

عرض الفنان رياض الشعار في صالة النهر الخالد بمدينة حمص مجموعة لوحات جديدة ومتنوعة ومستمدة من حركات الأجساد الأنثوية الحاملة إشارات الحضور والغياب أو التنقل بين الرسم التعبيري والتشكيل التجريدي الايحائي في اللوحة الواحدة.

بحث يومي‏‏

فهو يركز ومنذ سنوات لإظهار الملمحين التعبيري والتجريدي في اللوحة الواحدة، وهما يشكلان نفس الخط التصاعدي في بحثه اليومي عن لوحة تشكيلية حديثة تمثله وتعطيه فرادة وخصوصية أسلوبية متملصة من تأثيرات الاتجاهات التسجيلية التي غذتها الظواهر «السينوغرافية» والاستعراضية.‏‏

وفي كلتا الحالتين ينطلق من مشاعر غنائية ووجدانية تصور علاقة امرأة منفردة بعناصر الطاولة والطبيعة الصامتة وفي أحيان كثيرة يصور علاقة امرأة قلقة بامرأة أخرى.‏‏

وإذا افترضنا أن الرجل قد يكون حاضراً في بعض لوحاته بجانب المرأة أو مجموعة النساء فإن وجه وجسد المرأة يبقيان الأكثر حضوراً في عالم لوحاته والأكثر تمثيلاً لتجربته، حتى إننا في بعض لوحاته الجديدة نستطيع أن نتحدث عن أنوثة طاغية تصل إلى حدود الافتتان الدائم بالمرأة، بحركاتها المختلفة والمتنوعة.‏‏

ويمكن التحدث عن الأسلوب الذي يعتمده في خطوات التشكيل والتلوين، إذ تبدو أرضية اللوحة معتمة وتأتي الإضاءة متداخلة مع بعض الضربات اللونية العفوية التي تجعل في أحيان كثيرة القامات الإنسانية الموزعة في مساحة اللوحة أشبه بالظلال أو بالخيالات المتجهة أكثر فأكثر نحو لغة التعبير الانفعالي المركب والبعيد كل البعد عن المظاهر اللونية الصريحة والأحادية والهادئة والساكنة.‏‏

حضور وغياب‏‏

والمنطلق الجديد الذي يجاهر به رياض الشعار يعكس على صعيد البحث التشكيلي مظاهر التفاعل والانفتاح على إيقاعات الوجوه والأجساد الأنثوية المندمجة في النهاية مع الرؤية الداخلية الذاتية والمنحازة نحو لغة الاختزال والاختصار المستمد من التكوين التعبيري التجريدي.‏‏

فالحركة التي تطل من أشكال الأجساد النسائية المنفردة أو المجتمعة والواقفة أو الجالسة والمتحركة بلمسات تلقائية مباشرة لا تلبث أن تتماهى في أقسام منها مع الحركة عبر إبراز اهتمامه المتواصل بثنائية الضوء والظل في مساحة اللوحة، مع انحياز واضح نحو المناخات الشاعرية التي تلف غياب العناصر الإنسانية المختصرة عبر علاقات لونية كتلوية تحقق الوصول إلى الحالة الحركية أو تستعيد عناصر الأشكال كطاقة حيوية تجنح في الخلفيات نحو تغييب العناصر الإنسانية والإبقاء فقط على روحها وحركتها الدالة عليها.‏‏

ألوان متراقصة‏‏

والوصول إلى ملامح التجريد في خلفيات لوحاته لم يكن انقلابياً وإنما جاء بشكل تدريجي ومنطقي بعد سلسلة من التجارب والمعارض المشتركة المنفردة التي زادت من قناعته بضرورة البحث عن ملامح تشكيلية متحررة نابعة من تأثيرات تجاربه الثقافية وتأويلاتها التعبيرية والجمالية والفلسفية.‏‏

ولذلك تظهر لمساته اللونية المتشابكة والمتداخلة والمتراكمة والمتنقلة بين المساحات الخافتة والمضاءة كما لو أنها إشارات لملامح إنسانية وهي تفسر بوضوح غنائية الألوان المتراقصة والعاشقة لزهوة النور والتي أعطت لوحاته الجديدة والسابقة أيضاً قدرة على توليد إيقاعات اللوحة الجديدة من معطيات اللوحة القديمة للاستفادة المطلقة من مختلف البحوث الفنية والتشكيلية السابقة وتأكيد الناحية الأسلوبية وخصائص أجواء البحث التشكيلي وتطلعاته المستقبلية وذلك لأن الغاية من الاختبار التشكيلي اليومي هو الوصول إلى الجديد في الرؤية وتأكيد حيوية التجربة المستمرة والمعبرة هنا عن الحرية العاطفية والانفعالية في صياغات لمسات اللون وفي إبراز الأجواء التعبيرية الاختزالية كمنطلق ومدخل لإظهار الإحساس التجريدي بحركات الأشخاص بطريقة حرة وواعية في آن "adibmakhzoum@hotmail.com‏‏

‏">واحد.‏‏

"adibmakhzoum@hotmail.com‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية