اصبح ظاهرة معروفة الآن على شبكة الانترنت لها مواقعها الهامة الا انه وحتى الآن ما زال يمثل هامشاً محدوداً من الحجم الاجمالي لحركة النشر في العالم ولكن السنوات القادمة ستشهد تطوراً متسارعاً في مجال النشر الالكتروني على حساب حجم النشرالورقي في الدول المتقدمة فدور النشر في تلك الدول تخوض هذه التجربة بالفعل وخاصة ناشري المراجع الكبرى الذين باتوا يستخدمون وسيطاً اخر غير الورق وهو مجال النشر الالكتروني لتوثيق وحفظ المعلومة, حيث بدأت تلك الدور في السنوات الاخيرة في الاستفتاء عن الموسوعات الورقية الكبيرة الحجم التي تستهلك رفوفا كثيرة في المكتبات واستبدلت بها الوسائل الالكترونية الحديثة, فهذا يوفر اموالاً طائلة وسهولة في الحصول على المعلومة هذا بالاضافة الى امكانية مشاهدة فيلم متحرك حول الموضوع نفسه الذي تقرؤه ا و ان تسمع مقطوعة موسيقية كخلفية مساعدة للموضوع, كل هذا عبر الحاسب المحمول الذي يمكنك استخدامه في اماكن متعددة بيسر وهكذا سوف تفقد وسائل الاعلام المطبوعة والاصدارات الورقية جانباً كبيراً من اهميتها وسوف نتحول الى وسيلة جديدة تقدمها شركات على شبكة الانترنت الآن تغنيك عن شرائها . فبعض الناشرين الغرب تركوا بالفعل التعامل مع الورق واستخدموا عوضاً عنه ا لنشر الالكتروني ليوفروا بذلك اموالاً طائلة , اما بالنسبة لنا فان الاسراع في دخول النشر العربي الالكتروني سيحقق لثقافتنا ولغتنا نقلة نوعية من حيث وضعها في موقع مع الثقافات العالمية وفتح فرصة للتلاقي والتفاعل مع الثقافات الاخرى.
وربط الملايين من المهاجرين والمغتربين العرب بثقافتهم العربية وبهذا تتعرف الشعوب على ثقافتنا .
الا ان هذا التطور الكبير في وسائل نشر الانتاج الثقافي له بعض المخاوف فهل يتخلى الناس مستقبلاً عن تفضيلهم للكتب الورقية وهل ستتوفر اجهزة الحاسب الشخصي لمطالبي الانتاج الثقافي العربي مع ازدياد الفقر وكذلك عدد السكان ومع غياب ا لرقابة على وسيلة النشر الالكتروني هذه تكون هناك رداءة في بعض المواد على بعض المواقع مع كثرتها وسهولة تناولها وامكانية النشر بكلفة بسيطة دون رقيب وهنا تقع المسؤولية على القارئ نفسه من حيث الجودة في انتقاء المواقع والمواضيع.