تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مخيم اليادودة ..قصور بدراسة مشروع الوحدات السكنية ألحق أضرار اً بالمنازل المسكونة

مراسلون وتحقيقات
الأحد 6/11/2005م
جهاد الزعبي

عندما تدخل إلى مخيم اليادودة بدرعا الذي يقطنه نحو خمسة آلاف مواطن من أبناء محافظة القنيطرة, تشاهد العجائب,

وخاصة الآن بعد قيام محافظة القنيطرة بعمليات إعادة تجديد وبناء الغرف السكنية القديمة التي شيدت عام 1970 من أجل بناء غرف جديدة مكانها, فمن يتجول في طرقات المخيم وأزقته الضيقة بعد عمليات الهدم يشعر وكأنه في مكان مهجور, فنحو 80% من المنازل مهدمة من أجل أعمال البناء والترميم,وهذه الحالة الصعبة للسكان جعلتهم في وضع لا يحسدون عليه وهم الآن يستغيثون بالجهات المعنية لإيجاد حل سريع لأمرهم:‏

جولة ميدانية‏

وخلال جولتنا في المخيم المذكور التقينا العديد من الأهالي فيه حيث عبروا عن معاناتهم الشديدة نتيجة هذا العمل.‏

فالمواطن مروان حمدان ذكر أن عمليات هدم المنازل القديمة المبنية عام 1970 تمت بواسطة الباكر والتركس ما أدى إلى حدوث أضرار في الغرف المجاورة للغرف المراد هدمها حسب الدراسة ونحن طالبنا الجهات المعنية بإعادة إعمار المخيم وليس هدم الغرف القديمة وبناء غرف مكانها بنفس المواصفات والحجم فهل هذا معقول?‏

السيد محمد النعيمي قال إنه تشرد من منزله مع عائلته وقام باستئجار منزل بسعر غال لإيواء أسرته وأشار إلى أن العمل الحالي ليس بالصحيح وأن البناء القديم الذي كان عام 1970 كان عبارة عن غرفة أو غرفتين حسب كل أسرة عندما كان عدد سكان المخيم 750 نسمة فقط أما الآن فالوضع يختلف تماما من حيث عدد السكان وكل أسرة وأصبح العدد حاليا نحو 5000 نسمة والأسر زادت وأن العمل الحالي لايناسب الواقع وغير منصف وأن الدراسة التي أجريت من قبل الجهات المعنية كانت على أساس عام 1970 ولم يأخذ بالحسبان الزيادة بعدد أفراد كل أسرة حيث اضطر الأهالي لبناء غرف إضافية بجانب القديمة من أجل استيعاب الزيادة وهذه الغرف مشيدة بالبلوك وسقفها عبارة عن قصب أو حديد توتياء أو أترنيت ووضعها سييء للغاية.‏

السيد عباس كناني أشار في حديثه إلى أن هناك عدم تنسيق بين الجهات المعنية مثل الكهرباء والهاتف والمياه حيث بوشر بالهدم وعدادات الكهرباء مازالت مركبة على المنازل وكذلك الهاتف كما أن هناك نحو 80 أسرة في المخيم ليس لها اسم في الجداول وهم محرومون الآن ونرجو من الجهات المعنية الاسراع بالعمل قبل حلول فصل الشتاء فالاطفال وطلاب المدارس مشردون وهناك أناس استأجروا في قرى وبلدان مجاورة لليادودة بسبب هدم منازلهم فهل هذا معقول?! لماذا لم تبدأ الأعمال في بداية فصل الصيف حتى يتم الانتهاء قبل حلول الشتاء?! ولماذا لم توفر الجهات المعنية الأماكن المناسبة للأهالي قبل البدء بالهدم?!‏

السيدة حسنة العلي ذكرت من له دعم أموره بخير ومن ليس له فهو (...) ولم تستفد اسرتها من المشروع كونه لا اسم لها في الجداول القديمة..‏

السيد سليمان الرشيد ذكر أن أضرارا كبيرة لحقت بمنزله بسبب الهدم ومنزله الآن دون منافع ومطبخ وقد تأذت الغرف الأخرى التي بناها على حسابه الخاص كما أكد أن أغلب السكان ليس لديهم امكانيات لاستئجار منازل حتى يتم إنهاء أعمال البناء.‏

- السيد أحمد عبد الله شكا من انتشار بعض الأمراض نتيجة كسر أنابيب الصرف الصحي وأصيب أولاده بفطور بالرأس ولسعات الحشرات ظاهرة عليهم.‏

المواطن حسني اليوسف أشار إلى أن الصرف الصحي تم بالعمل الشعبي في شارع حارتهم وهو مسدود منذ 3 سنوات والمياه الآسنة تسيل في الطريق والروائح الكريهة تفوح منها وبسبب ضيق الطرقات لا تستطيع الآليات الدخول لأعمال الاصلاح والبلدية لم تحرك ساكنا.‏

المواطن نضال خليفة ذكر أن الحشرات والقوارض منتشرة بكثرة وروى لنا قصصا عن الجرذان ومياه الشرب الملوثة واسقف البيوت التي تزرب منها المياه في الشتاء.‏

أما محمود الملحم فقال إن 12 شخصا يسكنون غرفتين ومطبخا غرفة من الدولة واخرى بناها وبعد هدم احداهما للترميم يعيشون الآن في غرفة واحدة.‏

رأي الجهات المعنية‏

بعد الجولة التقينا المساعد الفني يوسف السرحان من جهاز الاشراف على المشروع في بلدية الجولان حيث أكد أنهم قاموا بحصر الأضرار الناتجة عن أعمال الهدم وتم رفعها للمحافظة من أجل أخذ قرار للتعويض أو إعادة الأمور كما كانت سابقا وذلك بناء على تعليمات المكتب التنفيذي لمجلس القنيطرة وأشار إلى أن البناء القديم والذي يسمونه ( وحدات سكنية) هو تبرع قدم بعد حرب 1967 والوحدات السكنية آنذاك عبارة عن غرفة ومنافع أو غرفتين ومنافع حسب عدد الأسرة وقد بوشر بالعمل بتاريخ 7/8/2005 ومدة المشروع سبعة اشهر والاعمال تسير جيدا.‏

واكد ان الدراسة الحالية للوحدات التي سيتم بناؤها تشير الى ان السطح عبارة عن بلاطة بيتونية اي ان الدراسة التي قدمتها الخدمات الفنية للقنيطرة حافظت على نفس التصميم السابق للوحدات تماما , وهذا الامر ازعج الاهالي واعترضوا عليه اي سيتم بناء مكان كل غرفة , غرفة جديدة بنفس المواصفات والمساحة والتصميم , كما اعترض الاهالي على منسوب ارتفاع البناء الجديد مع القديم حيث سيصبح هناك فارق بالارتفاع لذلك طالب الاهالي بتسوية هذا الامر وجعله متساويا مع الغرف الاخرى المشيدة كي لايحدث اي تشويه للبناء .‏

اما المساعد الفني مروان يوسف من جهاز الاشراف فقد ذكر انه سيتم بناء 107 وحدات سكنية أنموذجا كاملا بأبعاد :‏

(11,30*4,30)‏

و12 وحدة جزئية بمساحة ( 7*4,5م).‏

و 3 وحدات جزئية بمساحة ( 4* 5,5م).‏

و 4 وحدات جزئية بمساحة ( 4 *4م).‏

وقد طالب أهالي المخيم بضرورة إعادة النظر بالدراسة من حيث المساحة والسقف أما المتعهد حمد لافي العقال الذي يقوم بإنجاز المشروع فقد تحدث عن جميع الأخطاء في الدراسة الفنية من حيث السقف الذي يجب أن يكون هوردين وإلى ضرورة بناء وحدات سكنية مناسبة للسكان مثل وحدات بريقة وبئر عجم وغيرها من المساكن الجميلة في القرى المحررة في القنيطرة وأشار المتعهد إلى أن مطالب الأهالي محقة وأن دراسة الخدمات الفنية عبارة عن انموذج لعام 1970 عندما بنيت الوحدات آنذاك وان مدخل المنافع والمطبخ من نفس الغرفة ليس حضاريا وبالتالي هناك بعض الأمور لابد من إعادة دراستها وتصحيحها من جديد كون الأعمال ما زالت في البداية فمحافظة القنيطرة قدمت كل الدعم والامكانيات لهذا المشروع الإنساني والسيد محافظ القنيطرة وفرع الحزب يتابعون الأمور من كثب ولكن قصور الدراسات واعتمادها على نموذج عام 1970 لايناسب الواقع الحالي..‏

فنحن في القرن الحادي والعشرين.‏

هذا هو واقع مخيم النازحين في اليادودة بدرعا فهل من مجيب.?‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية