أي منذ احتلاله للأرض العربية في فلسطين والجولان السوري، فحبّه المفرط للدماء ورائحته، وعشقه الكبير للقتل الذي يأتي من خوض الحروب والقيام بالاعتداءات المتكررة، تظهر الوجه الحقيقي لذلك الكيان المتطرّف وتؤكد ماهيته، حتى ولو قال وزعم وتبجّح كل ساسة «تل ابيب» وتحدثوا عن أوهام وجودهم وأفعالهم في المنطقة.
فمن السخرية والسذاجة أن يتابع المرء مجريات الأحداث التي تعصف بالمنطقة والأعمال الوحشية التي يقوم بها تنظيما «داعش» و»النصرة» الإرهابيان ومن لف لفيفهما من فتك بمقدرات الشعوب وإرهاق لمقومات دول ذات سيادة وفي مقدمتها سورية محور المقاومة، أن يتغاضى في ذات الوقت ولو للحظة عمّا يعتلي الكيان الإسرائيلي في صميم قلبه من نشوة فخر أنعشته وحلفاؤه تلك الأعمال التدميرية، وهي التي لطالما فشلت في تحقيقها عبر سنوات طويلة.
فلو نطقت أحجار البازلت في الجنوب السوري خلال سنوات الخريف العربي المشؤوم وما قبلها، لتحدثت عن كمية الدعم الذي قدمه العدو الصهيوني للجماعات الإرهابية بكل مسمياتها، سواء بطريقة مباشرة وغير مباشرة، ولم يقتصر المشهد على الجنوب فقط، فهو إلى هذه اللحظة يسعى إلى إشعال نار الفوضى في كل المحافظات السورية بالتعاون مع واشنطن وأنقرة وأعراب الخليج..
لكن في الوقت نفسه وبنظرة سريعة فقد أصبحت عناوين الفشل أساساً ضمن كل المعطيات المستجدة على الساحة السورية.. والتخبط الإسرائيلي أصبح واضحاً جليّاً ويسير في خضم التبدلات الحاصلة.. وما يجري في الميدان السوري بشكل عام وما حدث سابقاً في الجنوب بشكل خاص وفقاً لما قدّمه الجيش العربي السوري والمقاومة من بطولات منقطعة النظير يعطي تصورات عمّا أصاب ويصيب الكيان الإسرائيلي في الصميم.
والأمر ليس تخميناً ولا تحليلاً ولا يتعلق بما يقال في الداخل السوري عن ذلك الفشل ولا بأناشيد حماسية تغنى، بل هو في صلب الحديث شبه اليومي القادم من داخل الكيان الاسرائيلي المحتل.. إذاً فتلك الأقوال المعسولة لا تنطوي إلا على أشباههم من أعراب النفط.