كي تدعوهم لجلسات صباحية يرسمون ويلونون أحلامهم البريئة، يقرؤون ويكتبون ويتعلمون اللغتين الإنكليزية والفرنسية، ويشاهدون بلهفة العروض السينمائية المخصصة للأطفال ضمن برنامج مدته أربعة عشر يوما من عمر ست سنوات إلى أربعة عشر عاماً، دعما وإسهاما في تنمية ثقافتهم ورفع ذائقتهم الفنية والجمالية.
« فلابد أن تترك الجلسات الثقافية أثراً في ذاكرة الطفل وتعلمه ألف باء الفنون ضمن حدود ومستوى تفكيره وبحسب عمره، ليس على المدى القصير وحسب بل على المدى الطويل.. فعلى سبيل الذكر وليس الحصر كورشات الرسم التي تقام ضمن البرامج الثقافية، هذا الفن الذي لا يدرك أهميته الكثير منا، فوفقاً للاختصاصية النفسية هالة مرشد «الرسم عند الأطفال ينمي أحلامهم، ويزيد ثقتهم بنفسهم وينمي ذكاءهم العاطفي والسلوكي ويعدل الطباع غير المرغوب فيها من عناد وعصبية وانطوائية فهي أولى المهارات التي يستخدمها الطفل ليعبر عن نفسه «ومن هنا تم تخصيص جلسات الرسم للأطفال.
فمن خلال استطلاع آراء أهالي رواد النادي الثقافي، تبين أن تمضية بضع ساعات في ممارسة أبنائهم هواياتهم تساعدهم على تفريغ ضغوطهم النفسية التي مروا فيها خلال عام دراسي طويل، وتجدد طاقاتهم وإبداعهم وتفسح المجال لهم في معرفة رغباتهم والتعرف على هواياتهم الثقافية بعيداً عن اللعب في الشارع.
وهذا ما لاحظته مديرة ثقافي الأشرفية «لما سلامة « في تسارع الأطفال في كل يوم بلهفة إلى النادي يتعلمون ويجتمعون سوية ضمن فرق صفية وكأنهم اتفقوا أن يمضوا الإجازة الصيفية سوية على مقاعد وطاولات النادي الثقافي، تحقيقاً لرغبة ذويهم أولاً، ورغبة منهم تالياً وكأنهم يتأملون لبناء مستقبل ثقافي يجمعهم.
في حين عبر رواد النادي الثقافي كباراً وصغاراً عن رأيهم وتطلعاتهم إلى مهرجانات فنية تعليمية ثقافية أيا كانت تسميتها تعنى بثقافة الطفل وتشبع تعطشه للفنون بجميع أطيافها وتبقى على مدار العطلة الصيفية بل وتستمر خلال العام الدراسي ولا تنحصر في برامج زمنية محددة ونمطية، بل تقدم العروض المسرحية وتقيم سباق التحمل وغيرها من الرياضات البدنية الفكرية والفنية في آن.. فمن المؤكد أن مدة أربعة عشر يوما لا تكفي لتعلم ما يمكن تعلمه، ومن هنا نوجه السؤال للمعنيين بشؤون الطفل «لماذا لا يكون لأطفالنا مهرجانات رياضية ثقافية ترفيهية تحثهم على الإبداع وتنمي في ذواتهم روح الفريق أسوة بالدول المتقدمة»؟