|
اصدار.. رياض طبرة في مجموعته «طريق من نار»..يبحــــر في الــــــــذات ليرســــــــــم الواقـــــع.. ثقافة
تضمنت المجموعة عدداً من القصص الوجدانية والاجتماعية ذات الصور المجازية والبلاغية نذكر منها: قصة حب، الحياة، ماعذره؟ رسائل العاصي بن هدلة، سليمان الذهبي، معهد الاكتئاب المحلي، سماحة المقتدر، النهاية المرتقبة، يبحث عن عنوان، العبور إلى المجهول، حلاق، طريق من نار، في المعبد، فسحة، عرس، من أوراق قاضٍ، هاجس، أبدية قال: تعيش وتاكل. يفتتح طبرة كتابه ب(قصة حب) يبحر فيها, معبراً عن كل خلجة من شعور, في تلقائية عذبة محببة تنطوي على إيمان عميق بأنها تعبر عن الحقيقة الذاتية تجاه من نحب. سأكتب قصة سيكون الإهداء مختلفاً, لن أهديها إلا لعينيك, هما وحدهما من ردّتاني إلى الحياة, احتفظي بها, لن أنشرها, هي من خيال ضاق بما حوله, وربما من قلب أضناه الانتظار, إن تشابهت أو تقاطعت مع قصص أخرى لا شأن لي, وإن تطابقت مع قصة حقيقية أبطالها من لحم ودم فمحض مصادفة, لاتستغربي ذلك, فلربما نتشابه في كل شيء حتى في الحب. وبلغته السردية الشاعرية الواقعية والمكثفة بالحمولات البلاغية والتركيبية يكتب طبرة وجع الحياة وآلامها, يعالج قضايا اجتماعية وواقعية, وقد اختار عباراته بشكل أثبت من خلالها القدرة على التوظيف لترقى المجموعة إلى مستوى القص الجميل. مابال هذا القلم يتوانى عن الجريان على صفجة من فراغ, جريان الشهد في ثغر عاشق, كما يتمنى صاحبه ويريد,أليس اليوم موعدا؟ ولكن كيف السبيل إلى اقناعه بجدوى الكتابة وقد صارت الحروف جمرات, والكلمات خناجر مسمومة, في زمن تردى فيه كل شيء, إلا عطر الشهادة ظل باسقاً يروي ظمأ الثرى لطهر الأوفياء. والقارئ للمجموعة سيرى أن قصص صىاحب كتاب (صرخة على جدار الزمن) عبارة عن مشاهد لمواقف جمعها القاص بطريقة لافتة وجميلة, تميزت بالتتابع السردي وبالتكثيف والإدهاش والترميز, والأهم بالأصالة لمدينة دمشق أرض الحضارة ومنبع الجمال والإنسانية. هأنذا على شرفة من شوق أسرّح ناظري في انبساط الجبل منحدراً إلى الجنوب متلاشياً إلى الغرب في اتحاد مع السهل, كاتحاد الرأس مع الجسد, وهاهي أفكاري ترافق هذا المسار: تارة تتطلع إلى الغرب وصولاً إلى البحر وتارة إلى هذه الدروب التي راح الرماد يمحو كثيراً من ملامحها, حتى آثار أقدام جدتي وأبي وأمي وإخوتي مازالت طرية ومماثلة في الذاكرة..... هذا هو الطريق إلى دمشق, عد من حيث أتيت, لاتتهرب من واجباتك تجاه حبيبتك, من يدافع عن دمشق اليوم يرسم الطريق إلى حيفا. وفي نصوص المجموعة يثبت طبرة قدرته على تقديم لغة راقية, قام بتوظّيفها بشكل جيد لإبراز صورة ما أو حدث ما... فلاحت كمية كبيرة من الدفء والحنين والذكريات... ففي قصته العبور إلى المجهول يقول: كان علي أن أدوّن كلّ صغيرة أو كبيرة, صحيح أنني هلع لمفارقة روحي هذا الجسد, لكنني سأظل أشعر بالحنين إليه, لا أنكر عدم إعجابي به وبأوجاعه الكثيرة التي من الصعب تعدادها الآن في هذه العجالة وأنا أحاول أن اختصر قدر الإمكان لما يجب عليّ تدوينه, وهو كثير.... ليتني دونت كل صغيرة أو كبيرة لعلي لا أرهق ذاكرتي الآن بما يجب استحضاره من مخازن لم تفتح أبوابها منذ أمد بعيد. وفي قصته التي عنونها بـ(فسحة) نلحظ زخما كبيرا في المضمون, قادنا للاستمتاع بأسلوب متميز في نسج صور بصرية تلفت النظر وتكتب تفاصيل حية, كشف تفاصيل المكان وملامح الوجود, فبدا كالعازف الذي يُحرك أنامله على أوتار تحرك عواطفنا. كانت على مسافة شبر من هوة سحيقة, المسافة التي قطعتها إلى رأس الجبل لم تكن كافية للعدول عن قرارها, كل شيء من حولها كان يدفعها بقوة إلى إنهاء حياتها على هذا النحو, أب سكير وأم فاجرة وبطالة وجوع وقهر في بيت ليس له من صفات البيت إلا بوابة من حديد كما أبواب السجون, لكنها مع ذلك ارتضت العيش به, كان أملها في أن تصلح ذات البين وأن تعيد السكينة لبيت أبيها الذي اقتحمه البؤس وعشش في زواياه. تجدر الإشارة إلى أن الأديب رياض طبرة أصدر من قبل: صرخة على جدار الزمن، قصص الناقد والريح، قصص لحظة فرح، قصص خارج المكان، قصص للحالمين بوحهم، قصص قناديل ammaralnameh@hotmail.com ">منسية. ammaralnameh@hotmail.com
|