فما بدعة « المنطقة الآمنة « التي يسوّق لها بالتنسيق مع الأميركي ومتاجرته اليوم بورقة «اللاجئين» السوريين إلا مؤشر جديد على ارتفاع منسوب الهستيريا عنده وعدم قدرته على قراءة الواقع السوري الذي يصبّ برمته في مصلحة الدولة السورية، ليأتي الأميركي الذي روّج سابقاً لأكذوبة انسحاب قواته المحتلة ويقع في نفس المطبّ الذي يقع فيه أردوغان اليوم ويتخذ قراراً غير محسوب العواقب بإنشاء مطار في مدينة الحسكة، فيما الجيش العربي السوري يسير بخطا ثابتة لتحرير المناطق التي يتخذها مرتزقة الغرب منصة لإرهابهم ويستمر بتلقينهم دروساً قاسية في معارك الميدان.
ففي جديد الفجور التركي يبرز اللعب بورقة اللاجئين، حيث أشارت مصادر مطّلعة بأن المأزوم أردوغان يناور اليوم بهذه الورقة ظنّاً منه بأنه يستطيع من وراء هذه الخطوة إنقاذ مرتزقته المأزومين في إدلب، كما يستخدمهم للمقامرة مع الأميركي حول ما تسمى «منطقة آمنة « تارة، وتارة يمنحهم الجنسية لتغيير نتائج الانتخابات لمصلحته وتارة يطردهم من اسطنبول ليحافظ على شعبيته.
وذكرت المصادر بأن النظام التركي بدأ بشكل مفاجئ بتنظيم حملات ضد اللاجئين السوريين تحت ذريعة تنظيم وجودهم في تركيا، وبدأ بطردهم من اسطنبول وتهديد بعضهم بالترحيل.
ويرى مراقبون بأن أردوغان بهذه الإجراءات يستخدم الورقة نفسها التي استخدمها لمحاولة الفوز ببلدية اسطنبول (أي ورقة اللاجئين السوريين)، وهو بالتالي يستخدمهم للحيلولة دون ازدياد شعبية منافسه الذي قد ينافسه على رئاسة تركيا في انتخابات 2023.
وفيما يتعلق بوهم «المنطقة الآمنة « التي تغزل أنقرة خيوطها اليوم مع واشنطن لتحقيق هذا الوهم يرى بعض المحللين أن ذريعة تركيا من إقامة ما تسمى «المنطقة الآمنة» في الأراضي السورية هو الادعاء بألّا يكون لميليشيا قسد كيان مستقل عن الدولة السورية، فيما يرى البعض الآخر أن الهدف الأساس من إنشاء هذه المنطقة المزعومة في شمال سورية هو اقتطاع أراض من الجغرافيا السورية، وفي إطار تسليط الضوء على الأطماع التركية على عكس المزاعم التي يروّج لها النظام التركي أشار المحللون إلى أن ما تسمى «المنطقة الآمنة « طرحت من قبل تركيا بعد بدء الأزمة في سورية ولم يكن حينها لا « قسد «ولا» قوات الحماية الكردية «ولا أي شيء، وأن الهدف الأساس من إنشاء هذه المنطقة في البداية كان أن تشكّل هذه المنطقة كأحد الوسائل للنيل من وحدة سورية وسيادتها.
وبحسب المحللين فإن ما تسمى « المنطقة الآمنة « من الناحية القانونية بقرارات الأمم المتحدة لا يمكن أن تفرض بإرادة أحادية سواء من الولايات المتحدة أم من تركيا وهذا الأمر يصعّب على تركيا تمرير مثل هذا السيناريو.
ولفت المحللون إلى إنه منذ بداية العدوان على سورية كان هناك سيناريوهات مشابهة كمنطقة «حظر الطيران «والمنطقة الآمنة «والكثير من التسميات التي طرحت لكن لم يستطيعوا تحقيقها أو تنفيذها حتى الان.
وأشاروا إلى أن ما يجري الآن في داخل تركيا من التضييق على اللاجئين السوريين وأن المنطقة الآمنة يمكن أن تضم كل اللاجئين الموجودين في تركيا، يعني أن نظام أردوغان يضغط من خلال هذه الورقة على الأوروبيين لكي يوافقوا على إنشاء مثل هذه المنطقة وجعلها مباشرة تحت النفوذ التركي، وهذا مرتبط بالتهديد وبعدوان عسكري.
المحاولات التركية الأميركية لن يكتب لها النجاح مع الانتصارات السورية التي قلبت كل أمنيات أعداء سورية إلى أوهام، جاءت بالتوازي مع تأكيد مصادر مقرّبة من ميلشيات «قسد» بأن الولايات المتحدة وتحالفها المزعوم وضمن خطة البقاء الطويل الأمد في سورية اتخذت قراراً بإنشاء مطار عسكري جديد يضم قاعدة عسكرية ومهبطاً للطائرات الحربية قرب منطقة الدرباسية في مدينة الحسكة.
وأشارت المصادر بأن عشرات الآليات التابعة لتحالف واشنطن الإرهابي تتوجّه يومياً للموقع ضمن خطة تسريع أعمال الإنشاء.
وبين البلطجة العدوانية الأميركية والوقاحة والأوهام التركية يواصل الجيش العربي السوري مهامه التحريرية ويستكمل باقتدار التصدي للإرهاب ونسف المشاريع الاستعمارية.