وقالت المجلة في مقال للكاتب مايكل هيرشش إن جونسون و
ترامب توءم سياسي، وإن سياستيهما ستؤدي إلى الإضرار بمصالح الغرب وتفكيك المنظومة التي يقوم عليها، وأشارت أن صفات عديدة تجمع الرجلين، اللذين وصفتهما بالغوغائية، ومن بينها الشعر المضحك، والفكاهة المثيرة للجدل أحياناً، والوسط الاجتماعي، حيث ينتمي كل منهما للطبقة المتوسطة المناهضة للعولمة.
وبحسب الكاتب، فإن رؤية ترامب تقوم على أن مصلحة أميركا هي في الانفراد بالقرار والصفقات التجارية أحادية الجانب، وتقابلها رؤية جونسون القائمة على أن مصالح بريطانيا في الخروج من الاتحاد الأوروبي، واعتبر أن مقاربة الرجلين تقوم على استحضار ما يسمى بالأمجاد السابقة لبلديهما، والسعي لاستعادتها، مدفوعين بوهم كبير يقول إن العالم سيتقبل ذلك، وفي الواقع تواصل بقية دول العالم التقدم وعقد الصفقات التجارية دون الالتفات للولايات المتحدة وبريطانيا.
الكاتب أعرب عن خشيته من أن يسعى ترامب وجونسون إلى تفكيك المنظومة التي يقوم عليها الغرب اليوم في حال تعاونهما وبقائهما في السلطة مدة كافية لتحقيق ذلك، وقال إنه يصعب التنبؤ بحجم الضرر الذي قد يلحقانه بمصالح الغرب والعالم في حال بقائهما في السلطة مدة طويلة.
وأورد المقال رأياً للخبير في العلاقات عبر المحيط الأطلسي بجامعة جورج تاون شارلز كوبشان، حيث يستبعد تعاون الرجلين في مجالات كثيرة، ويُرجع ذلك إلى نزعة ترامب للتفرد بالقرار وعدم ميله لإقامة علاقات وثيقة مع قادة العالم، والتحديات التي تنتظر جونسون، خاصة تلك المتعلقة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وقال كوبشان إن كلا الزعيمين سيؤرجح كرته المدمرة على حدة.
ووفقاً للكاتب فقد تلحق سياسات جونسون أضراراً بالغة أيضاً بالمملكة المتحدة، في حال أصر على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق، واعتبر أن الوضع سيكون أكثر سوءاً إذا قررت اسكتلندا البقاء ضمن الاتحاد، مما سيؤدي إلى تقلص المملكة وعزلتها في ظل توسع الاتحاد الأوروبي وصعود المحافظين الجدد في بعض الدول الأوروبية.
وأضاف المقال يلتقي جونسون وترامب في نقطة أخرى، هي العنصرية ضد المهاجرين، وأضاف، فرغم انتقاد جونسون تصريحات ترامب التي طلب فيها من نائبات في الكونغرس العودة إلى بلدانهن الأصلية، فإن ذلك لم يمنعه من أن يكون أكثر عنصرية من ترامب في بعض الأحيان، حيث اعتبر في تصريحات له القارة الأفريقية «وصمة عار»، وقال إن مشكلة أفريقيا ليست في تعرضها للاحتلال البريطاني من قبل، وإنما في زوال ذلك الاحتلال.
كما تتوافق مواقف ترامب وجونسون في العديد من السياسات الخارجية، وفقاً للكاتب الذي رجح أن يسعى ترامب لإقناع جونسون بتغيير موقف المملكة المتحدة بشأن الاتفاق النووي مع إيران، الأمر الذي قد لا يمانع فيه رئيس الوزراء البريطاني الجديد في ظل الأزمة التي تعيشها بلاده مع طهران.