فالمدنيون دفعوا فاتورة باهظة التكلفة بأرواحهم ومنازلهم وارزاقهم وكله تحت عناوين محاربة تنظيم «داعش» الارهابي والذي حولته واشنطن وتحالفها الى مسرح يطغى عليه لون الدم والقتل المنظم والمتعمد.
وفي آخر إفصاحاته عن ضحايا غاراته الوحشية، كشف ما يسمى بـ»التحالف الدولي» بقيادة واشنطن عن ارتفاع عدد ضحايا غاراته الوحشية في سورية والعراق لأكثر من 1300 مدني فقط منذ عام 2014، مع العلم أن العدد الحقيقي يفوق ذلك الرقم بكثير.
وجاء في التقرير الشهري للتحالف الإرهابي، الصادر أمس الأول أن التحالف نفّذ منذ آب عام 2014 وحتى نهاية حزيران 2019، ما مجموعه 34 ألفاً و514 غارة جوية.
وقبل ذلك كان قد كشف أيضاً «التحالف الدولي» عن عدد الضحايا المدنيين الذين قتلهم في غاراته العدوانية على سورية والعراق منذ عام 2014 مرجّحاً استشهاد ما لا يقل عن 1321 مدنياً بحجة الخطأ نتيجة لغارات التحالف الوحشية.
وبحسب المعطيات فإن أعداد الضحايا الذين سقطوا أكبر بكثير من تلك التي تحاول كشفها واشنطن في كل مرة، ناهيك عما سببته اعتداءات «التحالف» من نشر للفوضى والقتل والدمار والخراب والتي ترقى إلى جرائم حرب، لتتكامل أهداف «التحالف» مع أهداف التنظيمات الإرهابية في زعزعة الأمن والاستقرار وتدمير مقدرات سورية وإطالة أمد الأزمة فيها خدمة لإسرائيل ومخططاتها.
وتقود الولايات المتحدة تحالفاً غير شرعي بزعم محاربة تنظيم «داعش» الإرهابي في سورية في حين استهدفت معظم غارات هذا التحالف الدموي منذ تشكّله خارج مجلس الأمن في آب 2014 السكان المدنيين وتسبّبت بعشرات المجازر وتدمير البنى التحتية والمنشآت الحيوية, لم يقتصر الأمر عند هذا الحدّ فالإجرام الأميركي متنوع بأفعاله وهو متشابه في كل مكان تطؤه القدم الأميركية.. فعلى سبيل المثال لا الحصر ما يجري في مخيمات الموت الخاضعة للسيطرة والبلطجة الأميركية تحكي آلاف الحكايا عن ذلك الإجرام بحق المدنيين وتثبت وحشية أعمالها.
صحيفة واشنطن بوست الأميركية أقرّت بأن قوات الاحتلال الأميركي تنظر إلى سكان مخيم الركبان وهم يموتون جوعاً.
ونشرت الصحيفة مقالاً يتحدث عن عدم تقديم الولايات المتحدة أي مساعدات للاجئين السوريين الجائعين الذين يعيشون في مخيم الركبان، فهؤلاء المدنيون الموجودون على بعد 15 كيلومتراً فقط من قاعدة يحتلها الجيش الأميركي في جنوب سورية يعيشون أزمة حقيقية بلا غذاء أو ماء أو دواء تقريباً، ولأسباب معقدة ترفض الحكومة الأميركية إطعامهم، مع أنها مسؤولة في المقام الأول عن مصيرهم بسبب سيطرتها على المنطقة، وتقف موقف المتفرّج وتراقبهم وهم يموتون جوعاً.
ولطالما طلبت الدولة السورية مراراً بالسماح لسكان المخيم بالعودة إلى مناطق إقامتهم التي استعادت الدولة السورية سيطرتها عليها بعد أن كانت تحت سيطرة تنظيم (داعش)، إلّا أن قوات الاحتلال الأميركي ترفض بشكل دائم خروج أهالي المخيم كونهم يشكلون درعاً بشرياً بالنسبة لها في المنطقة التي تحتلها في جنوب شرق سورية.
على الصعيد الميداني لا يزال الجيش العربي السوري يواصل مسيرته في الرد على خروقات الإرهابيين حيث استهدفت وحدات من الجيش العربي السوري مواقع انتشار مجموعات إرهابية من تنظيم «جبهة النصرة» في عدد من قرى وبلدات ريف حماة الشمالي ومحيط مدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي وأوقعت في صفوفها خسائر بالأفراد والعتاد وذلك ردّاً على خرقها المتكرر لاتفاق منطقة خفض التصعيد.
وتركّزت رمايات مدفعية الجيش على مواقع ومناطق انتشار إرهابيي تنظيم «جبهة النصرة» و»كتائب العزة» في محيط مورك وكفرزيتا واللطامنة والجبين وحصرايا بريف حماة الشمالي والشمالي الغربي وأسفرت عن تدمير تحصينات وآليات للإرهابيين وإيقاع عدد منهم بين قتيل ومصاب.
وكانت موسكو قد أكدت على أهمية تلك العمليات عبر تجديدها التأكيد على أن حل الأزمة في سورية يمرّ عبر استعادة سيادتها على أراضيها والقضاء على فلول الإرهابيين فيها.
في المقابل جددت المجموعات الإرهابية التي تنتشر في منطقة خفض التصعيد وعند أطرافها في إدلب وريف حماة الشمالي اعتداءاتها على المدنيين بريف حماة واعتدت بالقذائف الصاروخية على مدينتي سلحب ومحردة وقرية أصيلة بريف حماة الشمالي الغربي ما أدّى إلى وقوع أضرار مادية في منازل الأهالي وممتلكاتهم والبنى التحتية فيهما.
كما قام إرهابي بتفجير نفسه في مليحة العطش بريف درعا الشمالي الشرقي جنوب سورية ما أدّى لعدد من الإصابات بين المدنيين والعسكريين، ما يؤكد أن الأوامر مستمرة من قبل مشغليهم لمتابعة عملياتهم الإرهابية من أجل حرف أنظار الجيش العربي السوري عن متابعة مهامه التحريرية في أرياف إدلب وحماة.