لكن الحرب علينا ليست كباقي الحروب، فقد دمر الإرهاب البنى التحتية في التعليم والصحة والصناعة، وأثر سلبا على عجلة التنمية، إن لم نقل أوقفها، وما حققناه وقطعناه من مكاسب في مؤشرات التنمية وإشراك المرأة في تحقيق هذه التنمية تراجع عشرات السنين. .
لذلك فإن الحديث عن السلام ودور المرأة في صناعة السلام، لا يرتبط برغبتنا بتحقيق هذا الشعار ، فمن الطبيعي تطلعنا ورغبتنا وحتى سعينا لتحقيق السلام وصناعته، لكن الحديث عن السلام يبدأ أولا بوقف دعم الإرهاب وتمويله، جنبا إلى جنب مع محاربته، وكذلك الأمر بالنسبة للعقوبات الاقتصادية المفروضة على بلدنا، والتي حرمت الناس من الأدوية والمعدات الطبية، وتسببت في غلاء المعيشة.
إن عمل الأمم المتحدة وخاصة هيئة الأمم المتحدة للمرأة لإشراك النساء السوريات يبقى ناقصا ما لم يترافق مع الضغط على وقف دعم الإرهاب، ورفع العقوبات الاقتصادية، فلا دور حقيقياً للمرأة في استمرار الحرب، ولا رفع الظلم وعدم
المساواة في غياب سيادة القانون.
إن صناعة السلام تبدأ من وقف الحرب ومموليها وداعميها، لتبدأ بعدها سحب بذور العنف بنشر التعليم والثقافة، وتنظيم برامج تمكين اقتصادي وصحي في جو آمن مستقر.