على العكس من ذلك يصدر مؤخراً عن المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي بدمشق وريفها تصريح يتجاهل تلك المعاناة ويؤكد أن الواقع المائي بمدينة دمشق جيد جداً وأن كمية الإنتاج من مياه الشرب كافية رغم قلة معدل الأمطار.
وزيادة في طمأنة المواطن بينت المؤسسة أنها لم تعتمد برنامجاً للتقنين في الفترة الحالية داخل العاصمة حتى الآن كون كمية المياه التي تضخ الى المدينة يومياً كافية لتغذية جميع الأحياء بنسبة مقبولة وبأنه يتم تزويد جميع أحياء دمشق بالمياه لمدة 12 ساعة في حين أن التقنين يبدأ عندما تصبح كميات الإنتاج أقل من حاجة المدينة حيث يتم تقسيم المدينة الى قطاعات لتزويدها بالمياه وفق جداول زمنية حسب المتوفر من مصادر المياه ؟!
المواطنون الذين يجدون صعوبة في ترتيب أمور حياتهم نتيجة انقطاع المياه في أوقات مختلفة وغير معلومة مسبقاً من حيث إنجاز الأعمال المنزلية المرتبطة بها وغيرها من الأعمال وخاصة مع انقطاع التيار الكهربائي الذي يترافق عادة مع قطع المياه، استقبلوا تلك التصريحات بدهشة بالغة فإذا كانت تلك الانقطاعات التي تصل الى 12 ساعة يومياً حسب إقرار المؤسسة لا تسمى تقنيناً فماذا تسمى إذاً ؟!.. هذا مع العلم أن عدد ساعات القطع اليومية تتجاوز ذلك الرقم في بعض مناطق العاصمة دمشق.
وفي الوقت الذي تؤكد فيه المؤسسة على عدم وجود أي اختناقات وانخفاض نسبة استخدام المضخات المنزلية واستخدام الكهرباء نتيجة الضغط الممتاز للمياه في الشبكات، يؤكد الكثير من المواطنين عدم وصول المياه الى منازلهم في بعض مناطق دمشق كمنطقة المزة 86 على سبيل المثال..
إذاً واقع الحال الذي يعيشه المواطنون يبدو متناقضاً مع التصريحات الصادرة عن مؤسسة مياه الشرب، والمواطنون الذين يتوقعون أن تزداد معاناتهم خلال أشهر الصيف مع بدأ تطبيق المؤسسة لبرامج التقنين (المعترف بها من قبلها) يأملون بالتعامل بشفافية ووضوح مع المسألة والإعلان عن البرامج الزمنية التي يتم بموجبها قطع المياه عن المناطق المختلفة التي تتم أحياناً بصورة متقطعة وأحياناً بشكل مستمر ليتمكنوا من ترتيب أمورهم وفقاً لتلك البرامج خاصة أننا مقبلون على شهر رمضان المبارك الذي تزداد فيه الحاجة الى تنسيق الأعمال وترتيبها والعمل بالتالي على معالجة الاختناقات التي تحول دون وصول المياه الى بعض المناطق فتزيد من معاناة سكانها.