تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من نبض الحدث.. الإرهاب.. اختلفت الأدوات واتفقت شياطين التفاصيل

صفحة أولى
الثلاثاء 31-5-2016
كتب ديب علي حسن

في المشهد السوريالي الذي يبدو مؤلما الى حد الخذلان والفجيعة بما يسمى المجتمع الدولي، ومؤسساته الاممية التي اوكل اليها مهمة صيانة وحفظ الامن والسلم العالميين، في هذا المشهد الصارخ بكل شيء الا بالامن والسلام تتعرى وتتكشف الاوراق كما لو اننا في فيلم طويل, طويل,

ما تكاد تقترب من نهايته حتى تشدك عقدة الى ذروة اخرى من الاحداث وتفاجئك بمرارة ان الانسانية التي يتحدثون عنها كما الامن والاستقرار والسلم وما في القائمة من مصطلحات، ليست الا بوقا وغطاء براقا، لاقيمة له الا حين استخدامه اداة عقوبة وحصار.‏

خمس سنوات, من الحرب العدوانية على سورية، ونحن نعرف ان المخطط اسرائيلي ومن يلف لفيفه، والمنفذ اعراب وتبّع ومجرمون من انحاء العالم كله، ومعهم من يظنون انهم قادرون على اعادة عجلة الزمن والتسلط على العباد والرقاب تحت مسميات واوهام اكل الزمن عليها وشرب .‏

نعرف ذلك كله، وأعلناه مدوياً، حذرت سورية وفضحت الاهداف والغايات والمرامي، ولكن ادوات وابواق الاعاريب كانت تضلل وتغرد في غير اتجاه، وها هو الكيان الغاصب يعلن بكل وقاحة انه بصدد اقامة جسور ارتباط مع الجماعات المسلحة، يعلن اخراج الامر الى العلن، لانه امر واقع وبصمات الارهاب الصهيوني تفعل فعلها منذ الشرارة الاولى للعدوان.‏

تختلف الواجهات وتتبدل، بين أعراب وانكشاريين، وتبّع ينتظرون الاوامر، ولكن التفاصيل تدل على خطوط سير لابد انها تلتقي وتعمل لمصلحة الكيان الصهيوني، ولذا ليس من الغرابة بمكان ان تسرب الصحافة الغربية اخبارا تقول ان مملكة الرمال، بني سعود، تعمل على بناء اضخم سفارة لها في تل ابيب، وليس ببعيد الوقت الذي تعلن فيه اخراج العلاقات السرية الى العلن في مشهد يعد له، ويعمل من اجله، وعلى ما يبدو يراد له ان يكون الحلقة الاخيرة - ان استطاعوا في تصفية القضية الفلسطينية - واقامة حفل العشاء الاخير على شرفها .‏

تفاصيل المشهد كلها تصب في مجرى هذا الهدف، وما تحت القبعة الكبيرة التي يرفعها الحاوي الاميركي الا تفاصيل تبدو متخمة بما لايتوقعه المرء، في هذا المشهد السوريالي الاممي، العالم صامت امام اعلان الكيان الصهيوني تعاونه مع العصابات الارهابية، وغارق في النسيان لحال واحوال حقوق الانسان وحريات الصحافة في بلدان الاعراب, وزنزانة اردوغان، ثمة مثل شعبي يقول بما معناه: الطبل في مكان والعرس في مكان آخر، لكننا نعرف هذه المرة ان الزمار لن يحسن العمل جيدا، فخمس سنوات من نشازهم لن تكلل بعزف جميل كما يحلو لهم .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية