|
عقدا جلسة محادثات وتبادلا أرفع الأوسمة وأكدا متابعة تنفيذ الاتفاقيات .. الرئيـــس الأســـــد: العلاقات التاريخية حافز لتطوير تعاون البلديـــن اقتصادياً وســــياسياً .. الرئيــــس داسـيلفا: نؤيـــد عـودة الجولان.. لايمكن الاستغناء عن سورية في اتخاذ أيّ قرار برازيليا
الارتقاء بالعلاقات إلى المستوى السياسي وتم التأكيد خلال اللقاء على ضرورة تكثيف العمل من قبل حكومتي البلدين لتطوير العلاقات في المجالات كافة وخصوصا على الصعيد الاقتصادي ليرقى الى مستوى العلاقات السياسية مشددين على أهمية تشجيع الوفود التجارية والاقتصادية ورجال الاعمال على تبادل الزيارات والاستثمارات واقامة مشاريع مشتركة وخصوصا بوجود جالية سورية كبيرة في البرازيل يمكن لها أن تساهم بشكل كبير في توطيد هذه العلاقات. كما تم تأكيد أهمية متابعة تطبيق الاتفاقيات ووضعها موضع التنفيذ وجرى بحث امكانية توقيع اتفاقية تجارة حرة بين سورية وكتلة الميركوسور بما يؤسس لشراكة استراتيجية بين البلدين وقد عبر الرئيس لولا دا سيلفا عن دعمه لسورية في هذا المجال وخاصة أن البرازيل سوف تترأس منظمة الميركوسور في النصف الثاني من الشهر المقبل. وتناول اللقاء أيضا الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط وخصوصا في الاراضي الفلسطينية المحتلة وضرورة العمل لرفع الحصار الذي تفرضه سلطات الاحتلال الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ووقف الاعتداءات الاسرائيلية اليومية على المقدسات والاراضي والسكان في الاراضي المحتلة. إسرائيل غير جادة في السلام وفيما يتعلق بالسلام وضع الرئيس الأسد الرئيس لولا دا سيلفا في صورة آخر المستجدات بالنسبة لعملية السلام وكيفية اصطدام الجهود التي بذلتها سورية والدول الاخرى وخاصة تركيا بالعراقيل التي وضعتها اسرائيل أمام السلام حيث أثبتت أنها غير جادة ولا تريد السلام معتبرا سيادته أن الاعتداء على أسطول الحرية مؤخرا الذي كان ينقل مساعدات انسانية لأهالي غزة المحرومين من أبسط متطلبات الحياة والاعتداءات المتكررة على الفلسطينيين فضحت حقيقة النيات الاسرائيلية تجاه السلام. الرئيس دا سيلفا: ندعم دور سورية في تحقيق السلام وأكد الرئيس لولا دا سيلفا دعم بلاده للدور الذي تقوم به سورية من أجل تحقيق السلام واستعدادها للعمل مع سورية حتى تحقيق السلام الشامل في المنطقة مشددا أنه على الجميع الانصياع للقرارات والمرجعيات الدولية ويجب الا يكون هناك أي طرف فوق القانون الدولي وأن السلام لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الحوار مع جميع الاطراف. وكان هناك اتفاق على أن ما يحصل في فلسطين المحتلة والعراق ودول أخرى في العالم يعتبر دليلا اضافيا على أهمية العمل من أجل ايجاد عالم متعدد الاقطاب تسوده العدالة وحكم القانون يكون أولاً عبر اصلاح الامم المتحدة ومجلس الامن وهنا جدد الرئيس الأسد دعم سورية لحصول البرازيل على مقعد دائم في مجلس الامن اضافة الى مجموعة دول أخرى من افريقيا وآسيا والشرق الاوسط. العقوبات على إيران تزيد الأمور تعقيدا وتناول الحديث أيضا الملف النووي الايراني حيث اعتبر الرئيس الأسد والرئيس لولا دا سيلفا أن فرض عقوبات على ايران سيزيد الامور تعقيدا وأشاد الرئيس الأسد بالدور الذي لعبه الرئيس لولا دا سيلفا للتوصل الى اتفاق التبادل النووي بين ايران وتركيا والبرازيل مؤكدا أن الاتفاق كان خير دليل على أن الحلول الدبلوماسية ممكنة وأن ايران جادة في نياتها لكشف سلمية برنامجها النووي ولكن العرقلة تأتي من الطرف الآخر وفي هذا الصدد أكد الرئيس لولا دا سيلفا أن نقاط الاتفاق كانت بالضبط ما طلبه الرئيس الاميركي باراك أوباما منه ومن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ولذلك فإن العودة الى مجلس الامن وفرض عقوبات على ايران بعد التوصل الى هذا الاتفاق كان أمرا غريبا وغير مفهوم. *** الرئيســـــــــان الأســــــد ودا ســـــيلفا يتبــــــــادلان أرفــــــــع الأوســـــــــمة
وعقب اللقاء جرى تبادل الاوسمة حيث قلد الرئيس لولا دا سيلفا السيد الرئيس وسام القلادة الكبرى للنظام الوطني لصليب الجنوب وبدوره قلد الرئيس الأسد الرئيس البرازيلي وسام أمية الوطني ذا الوشاح الاكبر. *** الرئيس الأسد : ندعم حق البرازيل بمقعد دائم في مجلس الأمن ونتطلع لنقلة نوعية في علاقاتنا الرئيــــس دا ســيلفا: نـــديـــن حصـــار غـــزة ونـــدعــم قيـــام دولــــة فلســـطينية مســـتقلة
أقام الرئيس البرازيلي لويس اغناسيو لولا دا سيلفا والسيدة عقيلته مأدبة غداء على شرف السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة عقيلته والوفد المرافق تبادلا خلالها الكلمات وأكدا على تعزيز التعاون على جميع المستويات والتطلع لتحقيق نقلة نوعية في مختلف المجالات وفتح آفاق لزيادة الاستثمارات بين البلدين. وعبر الرئيس الأسد في كلمته عن شكره وتقديره العميق لحفاوة الاستقبال مبديا إعجابه الكبير بالطبيعة الساحرة في البرازيل والتي يزيدها تألقا شعبها الحيوي والمضياف الذي ذاع صيته في عالمنا العربي ليس بسبب السمعة العالمية للمنتخب البرازيلي في كرة القدم وما يحظى به من شعبية كبيرة فقط بل لمواقف البرازيل المتميزة بالموضوعية من مختلف قضايا العالم. علاقاتنا تاريخية وأضاف الرئيس الأسد: يرتبط شعبانا بعلاقات تاريخية تعود إلى القرن التاسع عشر حيث بدأ المهاجرون بالبحث عن فرص جديدة خارج بلدهم الأم نتيجة الظروف الحرجة التي كان يمر بها وطنهم آنذاك فوجدوا في البرازيل ضالتهم المنشودة وعاشوا في ربوعها بأمان واستقرار ولقد أخلص السوريون للبلد الذي احتضنهم حيث تفاعلوا مع المجتمع البرازيلي المتنوع وأغنوه واغتنوا به وأصبحوا جزءاً لا يتجزأ من نسيجه من دون أن يتخلوا عن تراثهم الأصلي الغني ودون أن يقطعوا جذورهم العميقة مع وطنهم الأم وقد تبؤوا مناصب رفيعة في البرازيل وهذا إن دل على شيء فعلى الانفتاح الكبير الموجود في المجتمع البرازيلي وكذلك الإصرار الكبير من قبل هؤلاء المهاجرين على بناء وطنهم الجديد والعمل على رفعته وتطوره. وقال الرئيس الأسد: لعل العلاقات التاريخية التي تربط شعبينا والرغبة المشتركة تكون الحافز الأكبر في تطوير علاقاتنا السياسية والاقتصادية مضيفا: إنه رغم المستوى المميز الذي قطعته علاقات البلدين على المستوى السياسي وخاصة بعد الدور الكبير الذي بدأت تلعبه البرازيل خلال الثماني سنوات الماضية وتحديدا بعد انتخاب الرئيس لولا دا سيلفا رئيسا للبرازيل وزيارته إلى سورية والمنطقة في عام 2003 لا تزال الأرقام في الميزان التجاري متواضعة وإننا نتطلع من خلال هذه الزيارة أن نحقق نقلة نوعية في علاقاتنا على جميع المستويات وفي مختلف المجالات ولاسيما أن الإرادة موجودة والقاعدة الشعبية خصبة وواعدة كما أن الظروف اليوم من خلال دور البرازيل ودور سورية كل في منطقته ملائمة أكثر من أي وقت مضى للسير بهذه العلاقات إلى مستوى أعلى. توقيع اتفاقية تجارة حرة وأضاف الرئيس الأسد: إن أهم ما يمكن القيام به لتعزيز علاقاتنا الاقتصادية إنشاء خط بحري مباشر لتسهيل التبادل الاقتصادي والتجاري ودعم وتنشيط الخط التجاري الجوي ما بين البرازيل ومنطقتنا ولكنه لا يصل حاليا إلى دمشق اضافة الى دراسة إمكانية توقيع اتفاقية تجارة حرة ما بين سورية ودول الميركوسور وكانت إحدى النقاط التي تحدثنا بها اليوم أنا والرئيس لولا دا سيلفا، وهي من العوامل التي تساعد على دعم العلاقة على المستوى الثنائي بين سورية والبرازيل وأيضا مع القارة اللاتينية بشكل عام. واعتبر الرئيس الأسد أن منطقة الشرق الاوسط ودول أميركا اللاتينية تلتقيان بالكثير من العوامل والظروف المشتركة التي أدت الى تقارب في الرؤى ووجهات النظر تجاه معظم القضايا وأن هذا التقارب كان جليا في المواقف البرازيلية الموضوعية من قضايانا الشائكة. نقدر مواقف البرازيل وقال الرئيس الأسد: إن الشعب العربي ينظر بكثير من التقدير لمواقف البرازيل من القضايا المختلفة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية قضية العرب المركزية والاساس والتي يعتبر حلها منطلقا لحل قضايا عدة في الشرق الاوسط والعالم موضحا أن الشعب العربي لن ينسى موقف البرازيل من الحرب التي شنت على العراق في عام 2003 والتي لا تزال آثارها المدمرة موجودة حتى اليوم. تنسيق الجهود في المحافل الدولية وأشار الرئيس الأسد إلى أن تنسيق الجهود العربية والأمريكية اللاتينية في المحافل الدولية سيساهم في المرحلة القادمة في إيجاد الحلول لمشاكلنا وقضايانا من خلال رؤية موضوعية للواقع بعيدا عن التضليل وتلفيق الأكاذيب كما حدث عندما شنت الحرب على العراق بحجة وجود اسلحة دمار شامل وكما يحاول البعض الآن في هذه المرحلة تكرار ذلك السيناريو في العديد من القضايا الدولية. ولفت الرئيس الأسد إلى أن سورية تثمن الدور الإيجابي الذي لعبته البرازيل وتركيا في التوصل الى اتفاق قبلت ايران بموجبه مبادلة الوقود النووي بينها وبين الغرب على الاراضي التركية مبينا أن هذا الاتفاق يعتبر أساسا لحل الأزمة سلميا عن طريق الحوار بدلا من التهديد بسياسة العقوبات غير المجدية. إيران أثبتت جديتها وقال الرئيس الأسد: إن ايران أثبتت جديتها وحسن نيتها ومهدت الطريق للثقة بسلمية برنامجها النووي في حين لا تزال إسرائيل تتباهى بترسانتها النووية مهددة الأمن والسلم في منطقتنا. السلام يحقق أمن واستقرار المنطقة وأكد الرئيس الأسد أن سورية آمنت ولا تزال بأن تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار ليس في الشرق الأوسط فحسب وإنما في مناطق أبعد من العالم مشيرا إلى أن العرب أثبتوا حسن نواياهم وقدموا مبادرة السلام العربية لتحقيق سلام دائم وشامل مع اسرائيل، كما بذلت سورية جهودا حثيثة بالتعاون مع تركيا لدفع عملية السلام فضلا عن الجهود التي قامت بها البرازيل في هذا الخصوص إلا أن كل هذه المحاولات كانت تصطدم دائما بالرفض الإسرائيلي للسلام ومقابلته بالمزيد من الحروب.. فكان العدوان على لبنان عام 2006 والعدوان على غزة عام 2008 حيث سقط الآلاف من الأبرياء، والاستيطان لا يزال متواصلا والقدس المحتلة تتعرض لمحاولات التهويد وآخر الانتهاكات هو الهجوم على السفينة التركية التي تحمل مواد إغاثة إنسانية للمواطنين في غزة والذي أثبت أن إسرائيل غير مستعدة بعد للسلام. وقال الرئيس الأسد: بالرغم مما تفعله إسرائيل فإن سورية ستظل تعمل لتحقيق السلام العادل والشامل المبني على قرارات الشرعية الدولية حتى استعادة حقوقها كاملة وعلى رأسها الجولان المحتل معربا عن تقديره لمواقف البرازيل المؤيدة لحق سورية باستعادة الجولان لافتا إلى أن سورية تعول كثيرا على الدور البرازيلي في المحافل الدولية لدعم قضاياها وبنفس الوقت تدعم حصول البرازيل على مقعد دائم في مجلس الأمن وترى في ذلك خطوة صحيحة في مشروع إصلاح هيئة الأمم المتحدة والتخلص من سياسة القطب الواحد والسير باتجاه نظام عالمي متعدد الأقطاب يكون أكثر احتراما للقانون الدولي وأكثر عدلا وإنصافا في علاقاته الدولية. وجدد الرئيس الأسد شكره للرئيس البرازيلي على حفاوة الاستقبال متمنيا للشعب البرازيلي المزيد من التقدم والازدهار وأن يحقق منتخب البرازيل لكرة القدم الذي يخوض مباريات المونديال في جنوب افريقيا المزيد من النجاحات. الرئيس البرازيلي: الزيارة تسهم في تبادل الخبرات والاتفاقيات العملية من جهته رحب الرئيس البرازيلي بالرئيس الأسد والوفد المرافق وقال: إن زيارته للبرازيل هي اول زيارة لرئيس سورية التي قدمت الكثير لتشكيل الامة البرازيلية عبر توافد المواطنين السوريين الى البرازيل منذ اكثر من مئة وثلاثين عاما عندما اجتازوا البحار وقدموا للعمل وبلغ عددهم في البداية اكثر من مليون ونصف المليون شخص واعطوا موروثا ثقافيا للبرازيل والان منهم المهندسون والفنانون والسينمائيون. واعتبر الرئيس لولا داسيلفا ان زيارة الرئيس الأسد للبرازيل تكتسب أبعادا مختلفة وتسهم في تبادل الخبرات والاتفاقيات العملية وتفتح مجالا وفرصا لزيادة الاستثمارات وتنمية العلاقات بين البلدين بشكل لائق وبأسلوب تجاري ديمقراطي ومتوازن اضافة لصياغة علاقة متينة بين دمشق وبرازيليا لافتا الى زيارته الى دمشق عام 2003، وعبر لولا داسيلفا عن أمله بمواصلة تحسين العلاقات بين بلاده والعالم العربي وامريكا الجنوبية وصولا الى التفاهم الكامل مئة بالمئة والعمل معاً لاقامة عالم افضل. وحول ازمة الشرق الاوسط قال الرئيس البرازيلي.. يجب ألا يظل سكان هذه المنطقة محكومين بالعيش بهذه الطريقة بين غالب ومغلوب بل يجب أن يعيشوا بسلام واتفاق. واشار لولا دا سيلفا الى انه ليس من باب المصادفة أن تكون زيارته الى دمشق هي الزيارة الاولى للشرق الاوسط مؤكدا ان سورية بلد لا يمكن استبعاده أو الاستغناء عنه لاتخاذ أي قرار، ولافتا الى التعاون الذي يجمع بلاده بكل من سورية ولبنان منذ عام 2006. وطالب لولا دا سيلفا بالبحث عن أسس أكثر عدلا لحل الصراع في الشرق الاوسط معربا عن تأييد بلاده لاي مبادرة سلام تؤدي لعودة الجولان السوري المحتل الى سورية ودعمها لقيام دولة فلسطينية مستقلة قابلة للعيش وآمنة يعيش سكانها بكرامة وان بلاده تتعاون مع سورية من أجل هذه الاهداف ولمساعدة الفلسطينيين. مستعدون للمساهمة في كسر حصار غزة واكد الرئيس البرازيلي أن بلاده تدين الحصار الاسرائيلي على قطاع غزة بنفس الطريقة التي أدانت بها الارهاب وتعتبر أن هذا الحصار لا يؤدي الى السلام واصفا الهجوم على سفن أسطول الحرية التي كانت متوجهة الى غزة للقيام بواجب انساني وهو كسر الحصار بغير الانساني. وعبر الرئيس لولا دا سيلفا عن استعداد بلاده للمساهمة في جهود كسر الحصار وتقديم مواد البناء لابناء غزة لبناء المدارس وانشاء المشاريع التي يحتاجها السكان. وجدد الرئيس البرازيلي الشكر لسورية على ما قدمته للبرازيل متمنيا لها تحقيق المزيد من التقدم. توقيــــــع خمـــــــس اتفاقيــــات ومذكـــــرات تفاهــــم لتعزيــــز التعــــاون
تم بحضور السيدين الرئيسين وعقيلتيهما التوقيع على خمس اتفاقيات ومذكرات تفاهم لتعزيز التعاون بين البلدين في مجالات الصحة والزراعة والتعاون الفني والقضائي وقعها من الجانب السوري وزير الخارجية وليد المعلم ومن الجانب البرازيلي سيليسيو أموريم وزير الخارجية ولويس باولو بارتيو وزير العدل. *** مراســـــــــــم الاســـــــــــــتقبال الرســــــــــــــمية
وكانت قد أجريت مراسم استقبال رسمية للرئيس الأسد في مبنى وزارة الخارجية حيث استعرض سيادته والرئيس لولا دا سيلفا حرس الشرف قبل أن يتم عزف النشيدين الوطنيين للجمهورية العربية السورية ولدولة البرازيل ثم صافح الرئيس الأسد مستقبليه من الجانب البرازيلي.. سيليسيو أموريم وزير الخارجية وماركو أوريليا غارسيا كبير المستشارين لرئيس البرازيل في قضايا السياسة الخارجية وسركيس كيرمريان مدير ادارة الشرق الاوسط في الخارجية البرازيلية وسفير البرازيل بدمشق كما صافح الرئيس لولا دا سيلفا أعضاء الوفد الرسمي السوري المرافق.. الوزير المعلم والدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية ومنصور عزام وزير شؤون رئاسة الجمهورية والقائم بالاعمال السوري في البرازيل. وكان السيد الرئيس بشار الأسد قد بدأ والسيدة عقيلته زيارة رسمية إلى جمهورية البرازيل الاتحادية المحطة الثالثة في جولته على عدد من دول أمريكا اللاتينية وذلك مساء اول أمس الثلاثاء بالتوقيت المحلي للعاصمة برازيليا. وعند وصول السيد الرئيس والسيدة عقيلته إلى مقر الاقامة في العاصمة برازيليا كان في استقبالهما حشد من ابناء الجالية العربية السورية الذين عبروا عن سعادتهم بهذه الزيارة. *** الرئيس دا سيلفا لـ « سانا » : ســـورية تتعـــاطى بـحكمـة مع قضـــايـــا المنطقــة وتتبـــوأ المكــانــة الأهــم في أيــة مفاوضات سلمية
اكد الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا داسيلفا أن الاستراتيجية التي تبنتها حكومته في عام 2003 بشأن التقارب مع البلدان العربية كانت تهدف لاستعادة العلاقات مع دول المنطقة واعادة رسمها الهندسي بما يشمل التنسيق على الصعيد السياسي وفتح الابواب أمام تعاون استثماري واقتصادي يرتقي بالعلاقات الثنائية الى مستوى جديد يتناسب مع وجود جالية سورية يقدرها البعض بحدود 2 الى 3 ملايين مغترب ومتحدر. واضاف الرئيس داسيلفا في لقاء مع وكالة الانباء العربية السورية سانا وصحيفة الوطن.. من هذا المنطلق جاء اختياري لسورية لتكون المحطة الاولى في جولتي على عدد من بلدان المنطقة واستكمالا لهذه الخطوة انطلقنا معا في مبادرات التحالفات الاقليمية عبر اعلان برازيليا في عام 2005 وبيان الدوحة في عام 2009 وها نحن اليوم قد وصلنا الى مرحلة جديدة تتميز بنمو حجم مبادلاتنا التجارية وثقتنا المتبادلة أثمرت عن تحول نوعي على جدول اولويات العلاقات التجارية التي كانت تربطنا مع دول القارة الاوروبية وامريكا الشمالية حيث لم تعد سلة صادراتنا تعتمد على هذه الاسواق وانطلقت سلعنا الى دول القارة الافريقية والبلدان العربية والاسيوية. وحول عملية السلام في المنطقة أكد الرئيس لولا داسيلفا أن أهمية السلام في منطقة الشرق الاوسط تماثل وتقترن بأهمية الدور الاستراتيجي لسورية في المنطقة مضيفا ان أهمية سورية علاوة على موقعها الجغرافي الاستراتيجي تنبع من قدرتها على تحقيق التفاهمات السياسية مع جميع الاطراف ذات العلاقة الى جانب علاقاتها المنفتحة مع حكومات البلدان العربية واحتضانها لاكثر من 5ر1 مليون لاجىء عراقي وهذا دليل على مرونة موقفها وحكمة تعاطيها مع قضايا المنطقة والمستجدات الاخرى الاقليمية ما جعلها تتبوأ المكانة الاهم في أي مفاوضات تتعلق بعملية السلام في المنطقة. وردا على سؤال حول استمرار اسرائيل في رفض السلام والتهجم على قوافل الاغاثة الدولية اعتبر الرئيس البرازيلي ان السلام ليس من مسؤولية الولايات المتحدة الامريكية بمفردها وأحادية قطبها مضيفا ان السلام في الشرق الاوسط لن يتحقق الا اذا شملت المفاوضات كل الاطراف.. وان عزل البعض أو تهميشهم يزيد من تعقيد المسألة.. فالسلام ليس اتفاقا يجتمع حوله الاصدقاء حيث هناك أطراف أخرى لم تتم دعوتهم لا بل لا يعترف بهم.. ومن هذه الرؤية انطلقت الديبلوماسية البرازيلية للعمل على فتح القنوات.. وجاءت زيارتي الى سورية التي نعتبر دورها الاستراتيجي في المنطقة يوازي أهمية السلام في الشرق الاوسط.. وللاشارة فقط فان وزير خارجية البرازيل زار دمشق أكثر من مرة وهذا دليل على رغبتنا في تنسيق مواقفنا وتعزيز جهودنا المشتركة. وحول رؤية الحكومة البرازيلية وموقفها من القضايا العربية والاحتلال الاسرائيلي ودورها في مفاوضات السلام بالمنطقة رأى الرئيس لولا دا سيلفا ان حل النزاعات في حقبة زمن قادة مثل روزفلت وتشرشل وحتى ستالين كان أسهل بكثير من وقتنا الراهن ولا سيما أنهم خرجوا من حرب عالمية وتقاسموا مصالحهم العالمية.. لكن ما يجري على الساحة الدولية في وقتنا هذا مختلف تماما عن تلك الحقبة حيث هناك عدد كبير من الدول أصبح لها دور مهم في السيناريو العالمي والنظام الديمقراطي أكثر امتدادا واستقرارا.. الا أن المنظمة الاممية بهيكليتها الحالية لم تعد ذاك المكان المناسب لمناقشة القضايا الدولية لانها ما زالت تمثل عالم العقد الخامس من القرن الماضي والبرازيل تطالب باصلاح هذه المنظمة لان وهن الامم المتحدة يسمح باستمرارية وبقاء نظام عالمي أحادي القطب.. وأحادية القطب برز دورها في الحرب على العراق وهذا ليس مقبولا بعد الان. وأضاف الرئيس البرازيلي.. ان قرارا صدر عن الامم المتحدة أسفر عن قيام دولة اسرائيل ويقع على عاتق المنظمة الاممية ضمان قيام دولة فلسطين وتنفيذ القرارات الصادرة عنها.. معتبرا ان مشكلة السلام في الشرق الاوسط لا تخص الولايات المتحدة الامريكية فقط بل هناك العديد من البلدان والاطراف يجب أن تأخذ موقعها في مفاوضات السلام وهذا ما ندافع عنه. واعتبر الرئيس لولا دا سيلفا ان في داخل اسرائيل هناك مواقف متناقضة ازاء عملية السلام ولكل طرف رأيه ونحن نعرف تماما أن واشنطن المحاور الاول باسم اسرائيل ولكن من حقنا أن نسال من الجهة أو الاطراف التي تتحمل عبء دور المحاور باسم الاطراف الاخرى لذا القرارات لا تكفي ان لم يكن هناك من وسائل فاعلة تدعم تنفيذها ويبدو ان هناك من يتحكم بالنزاع في المنطقة.. والبرازيل ومن منطلق ثقافتها السلمية تدعو وتشدد على ضرورة الاستمرار في المفاوضات ولكن بعد مؤتمر أنابوليس لم نشهد مؤتمرا اخر ولم نتمكن من جمع الاطراف الكبرى للتحاور مجددا لان هناك من لم يرغب بذلك. وردا على سؤال حول تمسك البرازيل بموقفها ازاء الاتفاق النووي الذي تم ابرامه بجهود تركية مع طهران أكد الرئيس البرازيلي أن موقف دول مجلس الامن دائمة العضوية وتداعيات الاتفاق النووي الذي تم التوقيع عليه في 17 أيار الماضي في طهران أمر يثير الكثير من الحيرة لانه يناقض المنطق حيث ان العقوبات الصادرة عن مجلس الامن الدولي بدوله الكبرى تضاربت مع رغبتهم في التحاور مع ايران من منطلق مضمون الرسائل التي وجهها الرئيس أوباما لعدد من الرؤساء بما فيها البرازيل وفي خطوة لاحقة فإن هذه الدول الكبرى لم تدع ولمرة واحدة صاحب الشأن في مسألة الازمة النووية الايرانية. وقال الرئيس البرازيلي.. عبرت لرؤساء الدول الكبرى عن افتقار موقفهم للمنهج السليم حين وضعوا مناقشة قضية بمثل هذه الاهمية بيد معاونيهم أو كبار موظفيهم دون أن يكلفوا أنفسهم بالاستماع لوجهة نظر الرئيس الايراني ولا سيما أن زعامتهم السياسية تفرض عليهم احترام ثقة ناخبيهم.. هم لا يصدقون ايران وايران غير واثقة بهم ومن هنا برز دور وضرورة وجود أطراف أخرى تعمل على تحقيق التقارب واستحضار الغائب الا وهو الحوار من منطلق قناعة البرازيل وتركيا بوجود مثل هذا الحيز الذي لم يفعل بعد في عملية التفاوض. وتابع الرئيس البرازيلي.. ان طهران تعهدت وقبلت الجلوس الى جانبنا حول طاولة الحوار ولا سيما أن لتركيا دورا مهما جدا عبر احتضانها لفكرة ضمانة وديعة اليورانيوم الذي سيتم تخصيبه لدى طرف اخر ولكن سجناء الخطاب اجهضوا جهودنا بفرض جولة رابعة من العقوبات على ايران وهم عبر هذه الخطوة كانوا أسرى مواقفهم السابقة حيث ذهبوا بعيدا بخطابهم ليجعلوا من العقوبات مثل مسألة رد شرف لما أفصحوا به على العلن وانتقاما أو حتى غيرة من الدولتين اللتين تمكنتا من التوصل لاتفاق مع ايران لان موقعهما في مجلس الامن الدولي غير دائم العضوية. وأضاف الرئيس لولا دا سيلفا.. ما احبطنا فعلا ان هذه الدول الكبرى قامت بفرض العقوبات قبل أن تكلف نفسها قراءة الرسالة التي بعثت بها طهران الى دول مجموعة فيينا وهذا يدفعني للقول ان على البعض أن يعرف ان ممارسة العمل الديمقراطي ولغة الحوار أمر بغاية التعقيد الا أنه افضل السبل للتوصل الى التوافق والاتفاق. ونبه الرئيس البرازيلي الى أن العقوبات المفروضة على ايران لم تؤثر على العلاقات التجارية التي تربط طهران ببعض الدول وأن من شن الحرب على العراق حاز عقود اعادة الاعمار وقال.. من منطلق اعتقادنا بأن العالم لم يعد يسمح باستمرار ما هو عليه من واقع قمنا بزيارة عدد من دول المنطقة والتقينا مع حكوماتها بحثا عن تفعيل الحوار بينما وسائل الاعلام العالمي تتعامل مع الصراع في المنطقة كما لو أنها وصي عليه أو طرف فيه وتتساءل في كل مرة عن الاسباب التي دفعت البرازيل للعب دورها على صعيد السيناريو الشرق أوسطي ولا سيما ايران معتبرة ذلك من اختصاص مجلس الامن الدولي وأن البرازيل عليها ان تهتم بقضاياها الاقليمية. وقال الرئيس لولا دا سيلفا.. اننا حريصون على القول ان عالم الجغرافيا السياسية قد تبدل ولم يعد على واقع حاله السابق لان سياسة القطب الواحد موجهة لخدمة مصالح هذا القطب وأن الازمة الاخيرة على صعيد المؤسسات المالية في الولايات المتحدة الامريكية واوروبا برهنت على ضرورة التمسك بدور مؤسسات الدول في ادارة العمل على صعيد الهيئات المالية وهذه الضرورة تشمل ايضا اعادة صياغة نظام الحكم العالمي الذي نعيشه اليوم.
|