فقد واجه الرئيس الأول جورج واشنطن معضلة تأسيس الدولة حيث وقع على عاتقه شق طريق لم يسبقه عليه أحد وابتكار نظام حكم جديد.
أما الإدارة الثانية والتي ولدت في خضم الصعوبات الجمة فكانت إدارة الرئيس ابراهام لنكولن والتي وقع على عاتقها خوض حرب أهلية طاحنة قتلت الآلاف، وتوحيد الدولة بعد إلغاء الرق في البلاد والذي عارضت وحاربت إلغاءه ولايات الجنوب الأمريكي.
أما في القرن المنصرم فإن إدارة فرانكلين روزفلت تولت مقاليد الحكم من الرئيس «هوفر» والبلاد تحتضر اقتصادياً جراء الانهيار الاقتصادي وهتلر يستعرض عضلاته على الساحة الدولية تمهيداً لإعلان الحرب العالمية الثانية، والتي جرفت إليها الولايات المتحدة رغم محاولتها الجلوس على مقعد المتفرج لما كان لها من تحديات اقتصادية محلية، ولكن الهجوم على القاعدة البحرية «بيرل هاربر» في هاواي من قبل اليابان دفع بأمريكا إلى إعلان الحرب.
هذه الإدارات في رأي خبراء السياسة واجهت من الصعوبات المتكالبة مالم تواجهه أي إدارة بهذه الضراوة إلى أن فاز باراك أوباما بالرئاسة واستلامه مقاليد الحكم في كانون الثاني المنصرم، كذلك فإن الإرث الثقيل الذي خلفته إدارة الرئيس السابق «جورج بوش» لم تتم شهر العسل الذي تستمتع به معظم الادارات الجديدة، حيث إن الاقتصاد الأمريكي في حالة تدهور إضافة إلى العلاقات الدولية السيئة لأمريكا مع العالم وغير ذلك..الخ.
لهذا، وفي سياق ما بدا حتى الآن من سياسات تتجه نحو التغيير -بصفة عامة- تتبناهما إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، لم تستبعد مصادر دبلوماسية واسعة الاطلاع في العاصمة الأمريكية واشنطن أن تنجح إدارة الرئيس أوباما في حل الأزمة السودانية بمختلف تعقيداتها، وقالت أنباء من مصادر موثوقة أن إدارة الرئيس أوباما أعدت إعداداً وصفته المصادر بالجيد لاستضافة محادثات سودانية في واشنطن في المرحلة القادمة، المحادثات تستهدف تدعيم العملية السلمية الشاملة في السودان سواء ما تم منها بجنوب السودان -نيفاشا- أو ما تم في دارفور -أبوجا- وما بدأته الدوحة مؤخراً، ومن المتوقع أن يكون في مقدمة الحضور من السودان كل من الفريق أول سلفاكير ميارديت النائب الأول للرئيس السوداني، زعيم الحركة الشعبية والأستاذ علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهوية وستكون المباحثات تحت رعاية واشراف مباشرين من كل من الرئيس باراك أوباما ونائبه جون بايدن.
وبشأن أجندة المباحثات فتفيد المعلومات بأنها تتضمن (تسوية شاملة) لكل العملية السلمية في السودان للمسارعة بدعم الأمن والاستقرار في هذا البلد الذي أثخنته الجراح والنزاعات والحروب، ومما لم يعد موضعاً للشك أن فرص نجاح إدارة الرئيس أوباما في طي الملف السوداني بكامله في بحر هذا العام 2009 تتزايد، ومن المتوقع أن تكلل العملية بالنجاح وليس أدل على ذلك من أن المبعوث الرئاسي الخاص «سكوت غرايشون» يزور العاصمة السودانية -الخرطوم- للمرة الثانية ويجري محادثات جميعها مهمة أو تتصل بشؤون بالغة الأهمية، هي زيارات لم تجر من قبل طوال العشرين عاماً الماضية.
كما أن الرئيس أوباما أكد أن إدارته جادة للغاية في حل كافة القضايا والأزمات الدولية المستحكمة ومن بينها قضايا الشرق الأوسط والسودان، ترى: هل تتبع التصريحات السياسية أفعالاً على أرض الواقع، أم إن ذلك مجرد كلام؟.