تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قصـــــــور الــــرؤى والوقــــوع فـــي المصيـــدة الإسرائيليــــة

شؤون سياسية
الخميس 18-6-2009م
نبيل فوزات نوفل

ثمة شبح إمبريالي صهيوني وحشي بات يزحف بظله البشع عبر آفاق أمم الجنوب عامة ووطننا العربي خاصة بهدف تحطيم وتهميش القيم والمبادىء

والثوابت الراسخة لحضارة هذه الشعوب وخاصة حضارتنا العربية المميزة عبر الزمان، مستخدمة جيوشاً وأنظمة وأدوات ممن يعيثون فساداً في مختلف مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية بحجج واهية، فأخذوا يفصلون أنفسهم وأوطانهم على المقاييس والمواصفات التي يرغبها سادة الغرب.‏

ويمكننا تبيان هذا الاختراق لدول الجنوب والوطن العربي تحديداً وقصور الرؤية الاستراتيجية في التعاطي مع المتغيرات الدولية والصراع العربي الصهيوني من خلال أمور عديدة.‏

أولها ازدياد رياح الخواء الفكري السياسي المظلم والعبث الاقتصادي الهدام لإحداث الخطر الداهم المحمول على أجنحة رياح الرأسمالية الجديدة الدامية لنشر عقائد السوق الجديدة إلى جانب تقديم القطري على القومي، وتراجع الحس القومي والانتماء القومي والتعامل مع القضايا الكبرى والثوابت باستهانة ولامبالاة، والخلط بين الاستراتيجية والتكتيك، وعدم فهم استراتيجية العدو، والوقوع في أحابيله ومصائده إلى جانب تنامي الانتهازية السياسية والمصالح الفردية والأنانية المضحية بمصالح الأمة القومية وقضاياها الأساسية، والتسليم بالأمر الواقع والاستكانة لمظاهر الوهن والضعف وعدم إدراك عوامل القوة الموجودة لدى الأمة من خلال إضاعتها وهدرها، والأخطر من كل ذلك هو الخلط بين العدو والصديق واعتبار العدو صديقاً والصديق عدواً والنشاط والعمل بكل الوسائل لتكوين جيل جديد يواكب حالة الانهزام في السياسة العربية، جيل اللامبالاة والعدم والعبث، والتخلي عن كل شيء يمت للقيم العربية الأصيلة بصلة، جيل جاهز لتلقي ثقافة القنوع والاستسلام القادمة من وراء البحار لتهيئة التربة المناسبة لإلغاء حالة الصراع مع العدو الصهيوني والتسليم له بقيادة المنطقة والتنازل عن الحقوق المشروعة للأمة العربية وبالرغم من أن صراعنا مع العدو الصهيوني والقوى الإمبريالية العالمية أثبت أنهم لايراعون عهداً، ولايلتزمون بما يطرحون ويقولون وأنهم للغدر ميالون وللصدق منافون، وأنهم لا يعملون إلا من أجل الهيمنة والسيطرة وتهيئة المناخ والأجواء لتحقيق مشروعهم الصهيوني للسيطرة لبناء امبراطوريتهم وخاصة مايتعلق بوطننا العربي، وعلى الرغم من الجرائم التي ارتكبها ويرتكبها الصهاينة على أرضنا العربية، بدءاً من فلسطين وبلاد الرافدين ولبنان، والجولان إلى جانب الاستمرار في الاستيطان والتوسع وتدمير وتهويد القدس، ورفض حق العودة للشعب العربي الفلسطيني، بالرغم من كل ذلك، إلا أن البعض سرعان ما يشنفون آذانهم لكل دعوة تطلقها أبواق الإمبريالية والصهيونية، أنهم يريدون السلام وأنهم يعملون من أجله، وأن العدو ليس هو من يقتلنا ويسرق أرضنا وثرواتنا، ويحتل أرضنا بل هو الذي يقف إلى جانبنا ويقاتل معنا ويدعمنا في المجالات المختلفة؟1.‏

وما يدعونا للأمل والتفاؤل، أن أبناء الأمة الأحرار المقاومين قد خيبوا آمال وأحلام هؤلاء، فهم قد ميزوا بين الثابت و المتحول، بين الاستراتيجي والتكتيكي، بين المهم والأهم، بين العدو والصديق، يميزون بين عدوهم الذي يقف إلى جانبهم ويناصرهم ويدعمهم. إن الجماهير العربية على امتداد الوطن الكبير مازالت مؤمنة بقوميتها وعروبتها ولم تصب بعمى الألوان وهي متنبهة إلى خط عقائد عتاة الفساد الرأسمالي القادم، والتمسك بالخيار الوحدوي والقومي العربي، وتعزيز حرية الإنسان على تراب وطنه المقدس في إطار عقائد إنماء وطنية عربية عادلة ومنصفة تمكنه من الاستمرار في نهج المقاومة والصمود لإفشال كل المخططات الاستعمارية التي تستهدف أمتنا حاضراً ومستقبلاً.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية