وثمة تقرير لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية يستنتج أن المشروع الاستعماري الإسرائيلي سيختفي بهدوء. يقدم مؤشر السلام العالمي تصنيفاً سنوياً لـ 144 دولة في العالم، ونشرت صحيفة الغارديان الانكليزية بداية الشهر الجاري نتائج هذا المؤشر الذي صنف عشر دول من بين الدول الأكثر أماناً وسلاماً ثم صنف الدول الأكثر خطورة، معتمداً على معايير مختلفة منها الحروب الخارجية والصراعات الداخلية وحقوق الإنسان والعديد من جرائم القتل وعدد الأشخاص المودعين في السجون وتجارة السلاح ودرجة الديمقراطية، وعلى الرغم من أن إسرائيل تتبجح أنها الديمقراطية الوحيدة في الشرق وأن جيشها هو الأكثر أخلاقية في العالم لكن ذلك لم يجنبها التصنيف بأنها رابع أخطر بلد في العالم.
ومرة أخرى تجد إسرائيل نفسها في أسفل القائمة بل أكثر مقارنة بالعام الماضي ،حتى إن دولاً إفريقية تعاني صراعات صنفت على أنها أقل خطورة من إسرائيل، وبالنظر إلى عتبة الخطر المرتفعة فيها يتبين لماذا السياحة الإسرائيلية في سقوط حر، إذ إن نسبة السياح الأجانب بلغت أقل من 27٪ عما قبل، نتيجة لعملية الرصاص المصبوب التي قتلت 1400 فلسطيني معظمهم من المدنيين في قطاع غزة ومعدلات الإشغالات في الفنادق على المستوى الداخلي لم تبلغ إلا 59٪ بنسبة انخفاض 18٪، كما انخفض مبيت السياح الأجانب بنسبة 26٪ خلال الأشهر الأربعة الماضية وقد أدى ملصق إعلاني سياحي في أوروبا يظهر إسرائيل الكبرى إلى جملة انتقادات كبيرة والمعلومات الأخرى التي ساقها مؤشر السلام العالمي أن الأزمة الاقتصادية العالمية جعلت العالم أقل أماناً وأكثر خطورة ولاسيما في الدول التي تأثرت بالأزمة، ويرى واضعو التقرير أن الأزمة أججت الصراعات في بعض البلدان نظراً لآثارها التي تجلت بارتفاع أسعار الغذاء والنفط منذ عام 2008، وتصاعد حدة البطالة واشتداد الأزمة في الربع الأول من العام الحالي وخاصة الارتفاع المطرد في البطالة وتجميد الأجور وانخفاض أسعار السكن وتدهور المدخرات وتخفيض معاشات التقاعد، ما خلق شعوراً بالاستياء لدى الناس في غير بلد في العالم وسيكون لها عواقب سياسية سجلها مؤشر تكافؤ الفرص ومؤشرات أخرى تقيس السلامة والأمان في المجتمعات.
إسرائيل قد تختفي خلال 20 عاماً
تقرير آخر صارخ اطلع عليه قلة من الأشخاص توصلت إليه دراسة للاستخبارات المركزية الأميركية التي تلقي ظلالاً من الشكوك في وجود إسرائيل بعد20 عاماً من الآن، ويتوقع أن ثمة حراكاً لن يلتفت إلى الوراء سوف يؤدي إلى قيام دولة واحدة بدلاً من حل الدولتين وسيكون أصلح نموذج. ديمقراطي يقوم على المساواة ويرفض شبح نظام الاستعمار والفصل العنصري ويقبل بعودة لاجئي أعوام 1947- 1948 و1967 لأن عودة اللاجئين شرط أساس لتحقيق سلام شامل ودائم في المنطقة.
وتتوقع دراسة الاستخبارات الأميركية عودة كل اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم المحتلة وهجرة مليوني يهودي سيذهبون للعيش في أميركا وغيرها خلال 15 عاماً القادمة، ولاسيما أن خمسمئة ألف إسرائيلي يحملون جوازات سفر أميركية، يعيش ثلاثمئة ألف منهم في كاليفورنيا وحدها، وقال المحامي الدولي فرانكلين لامب في مقابلة في التلفزيون الإيراني في آذار الماضي: إن أولئك الذين ليس لديهم جوازات سفر تقدموا بطلبات للحصول عليها، وأضاف: كتب على الجدار أن التاريخ سيرفض المشاريع الاستعمارية عاجلاً أن آجلاً.
وقال لامب الذي اطلع علىالتقرير: إن الاستخبارات المركزية أشارت فيه إلى انهيار نظام الابارتيد في جنوب إفريقيا وانهيار الاتحاد السوفييتي، ورأت أن نهاية حلم إسرائيل يمكن أن يحدث عاجلاً أكثر من حدوثه في وقت آجل. كما تنبأت الدراسة بعودة مليون ونصف المليون إسرائيلي إلى روسيا وأوروبا مشيرة إلى انخفاض معدلات المواليد في إسرائيل. واطلع على التقرير عدد من أعضاء لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس الشيوخ ومن المحتمل أن يكون الرئيس أوباما على علم به، وقد حاول من وراء الكواليس إقناع إسرائيل أن حل الدولتين في مصلحتهم قبل أن يفوت الأوان، كما دعم نائب الرئيس الأميركي جو بايدن هذا الحل في مؤتمر ايباك الأثير على قلب نتنياهو رئيس حكومة إسرائيل، ويمكن أن تتحقق التنبؤات بسبب الانزلاق نحو اليمين المتطرف في حكومة تل أبيب التي ترفض الحلول، ومن هنا فإن مغالاة اليمين تكاد تدفع الصهاينة المعتدلين إلى حزم الحقائب والرحيل ما سوف يطوي صفحة الحلم الصهيوني، فهل سيتخلص العالم من الصهيونية في غضون 20 عاماً؟ دعونا نأمل ذلك كما توقعت الـ CIA.