وألقى الرئيس الأسد كلمة خلال مأدبة العشاء أكد فيها أن هذه الزيارة ليست سوى خطوة على طريق ترسيخ وتعميق العلاقات بين البلدين.. وأنها امتداد لعلاقات تاريخية لا تنحصر فقط في مجال احتضان سورية لمواطنين من أصول أرمينية.. بل إن الشعب الارميني أثبت أنه شعب عريق يتحلى بأسمى القيم الاخلاقية وهذا ما سهل اندماج أبنائه في جميع المجتمعات التي تواجدوا فيها حيث استحقوا شرف المواطنة في سورية وأصبحوا جزءاً لا يتجزأ من نسيج المجتمع السوري الذي يعتبر مثالا للتنوع والاندماج الحضاري.
وأضاف سيادته.. ان هذا الاندماج الثقافي من دون ذوبان.. هو الرد على ما يروج من أفكار وايديولوجيات وممارسات عنصرية روجت لبروز بدايات لصراع الحضارات والثقافات والاديان والامم.. الامر الذي أدى الى زعزعة الامن والسلم العالميين في مناطق كثيرة من العالم.. ولاسيما في منطقتي الشرق الاوسط والقوقاز وآسيا.
وأكد الرئيس الأسد أن هذه السياسات المنحازة وغير المسؤولة أدت الى نشوب حروب وصراعات كان من غير المقبول أن تندلع بعد الكفاح الطويل الذي خاضته شعوب العالم لتعم مبادىء الحق والعدالة والمساواة وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها.. مشيرا سيادته الى تجارب بعض الدول والشعوب مثل نضال الشعب العربي ضد الاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية وبشكل خاص نضال الشعب السوري ضد استمرار احتلال اسرائيل لمرتفعات الجولان.. وكذلك تجربة الشعب الارميني سواء في التمسك بحقوقه بروح من المسؤولية العالية.. أو بانصهاره واندماج أبنائه في مختلف دول العالم خير دليل على أن الحوار والتجانس والانسجام بين الثقافات والاديان هو اغناء لقيم الانسانية جمعاء.
وأشار الرئيس الأسد الى أن سورية تتطلع أيضا للعمل سويا مع الاطراف الفاعلة والمعنية لتحقيق السلام والامن والاستقرار في منطقتي الشرق الاوسط وآسيا الوسطى. وأعرب عن ثقته بأن الارادة الخالصة المبنية على احترام حق تقرير المصير وعلى احترام القرارات الدولية والقانون الدولي والايمان المشترك بأهمية الحوار.. كافية لان تكون أساسا لحل جميع الازمات والصراعات في العالم.. مضيفا ان سورية ومن هذا المنطلق تشجع الخطوات الايجابية التي شهدتها العلاقات التركية الارمينية وانها مستعدة لبذل أي جهد يسهم في تعزيز هذه العلاقات.
وقال الرئيس الأسد: إن العالم بدأ يسمع لغة جديدة تدعو الى الحوار القائم على الاحترام المتبادل وهو أمر يبعث على الامل إلا أن المنتظر هو أن يقترن القول بالعمل الجاد للوصول الى حل عادل لقضايا منطقتي الشرق الاوسط وآسيا الوسطى والقوقاز.
من جانبه أعرب الرئيس الارميني في كلمته عن ارتياحه للمحادثات التي أجراها مع السيد الرئيس بشار الأسد ولتطور العلاقات السورية الارمينية التي تمتد جذورها الى عمق التاريخ وكذلك للتعاون ذي المنفعة المتبادلة بين الجانبين في المجالات كافة.
ولفت الى أنه بموازاة الحوار السياسي يتم القيام بخطوات ملحوظة باتجاه تنشيط العلاقات الاقتصادية.. مشيرا في هذا الصدد الى أهمية الاتفاقيات والمذكرات التي تم توقيعها أمس في تفعيل الاتصالات بين رجال الاعمال من كلا البلدين وتوسيع مقاييس التجارة الثنائية.