|
سليم صبري... إشارات حمراء.. تنذر بالخطر فنون يعشق الحرية ويبحث عن الحقيقة والصواب في كل جانب.. التقيناه وقد ثارت نفسه بهواجس لا تنتهي وتساؤلات يضع لها الحلول ولكن هل من مجيب??!
> الفنان الكبير سليم صبري ماذا تعني بالثقافة الشعبية التي تنادي بها ? >> ما قصدته بالثقافة الشعبية ما يسمى ثقافة الطريق والناس العاديين والجهلة ونصف الجهلة.. والطلاب والجيل الجديد أي الثقافة في جميع مناحي الحياة (ثقافة الوعي المروري, تعامل الفرد مع الآخر, وتعامله مع جاره...)نحن بحاجة إلى التربية الاجتماعية من احترام للقوانين والنظم والعلاقات الاجتماعية مع مختلف شرائح المجتمع... فالشارع العربي والسوري على وجه الخصوص بحاجة إلى ضخ نوع جديد من الثقافة الاجتماعية.. > هل استقامت الثقافة الفكرية على الوجه الأمثل لنكملها بالثقافة الاجتماعية? >> الثقافة الفكرية هي جزء من الثقافة الشعبية, لكن رغم أن سورية تضم عدداً هائلاً من المثقفين والمهتمين بالمسرح (والمسرح كما هو معروف الوسيلة الأولى للإعلام الفكري والتوعية السلوكية للناس لأنه يشمل خطاباً فكرياً ومباشرة بالكلام بحرية واضحة) مع ذلك لم يأخذ دوره كما يجب... مع العلم أن جميع المعنيين بهذا الشأن يدركون دور المسرح في التقويم الشعبي.. والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا لا تؤخذ خطوات جادة في هذا المنحى ونحن نعاني ما نعاني من الهجمة الإعلامية على العرب بصورة عامة وسورية على وجه الخصوص.. > كيف نبدأ? >> المسألة لا تأتي بغمضة عين ولا بإشارة واحدة بل نحتاج إلى بناء طويل جداً, بناء ثقافي شعبي, ولا ننسى دور المدرسة التي تشكل الحصن طويل الأمد, فمنذ خمسين عاماً المناهج لا تزال كما هي, دروس تعطى دون منهج اجتماعي, دون مناقشة حرة بين الطلاب..فما أحوجنا لثورة ثقافية باتجاهات مختلفة لإيجاد سلوكيات ومناهج, تحمل الفكر الحضاري وتبني أجيالاً واعية ثقافياً واجتماعياً والأهم إيجاد هيئة خاصة لدراسة هذا الوضع وتوجيه الوزارات. لتنفيذ التوصيات المقررة للوصول إلى ثقافة شعبية تكون سلاحاً نواجه به تحديات العصر مع رصد الموازنة المناسبة للقيام بدورها كما يجب... > كيف نشهر سلاحنا الإعلامي للمواجهة? >> الثورة الثقافية لا تحتاج إلى الكثير من المال بل إلى كثير من الجهد, ودراسة واعية لما يريده المشاهد, وتقديم الممتع والمفيد وإيجاد المناخ الصحيح الحر الناضج... ودخول عقول جديدة وإنشاء برامج تجذب المشاهد السوري وغير السوري.. > كيف نوقف الغزو الإعلامي الذي يقتحم حياتنا وفي عقر دارنا? >> هناك ترد رهيب إلى نحو 20 محطة فضائية مغرية لا يستطيع أحد مقاومتها تنفث علينا سمومها باختلاف شرائحنا أطفالاً, شباباً, كباراً.. وإني لأسمع صوت جرس مهم وإشارات حمراء.. وأعتبر أن الحقيقة ,الجاذبية, الاهتمام والسير سريعاً لتلافي الخطر قبل أن يستفحل والأهم العودة إلى المسرح فهو كان ولا يزال المدرسة الأكثر أهمية في الوصول بالإنسان إلى الخيارات الصحيحة...
|