سعيت إليها لاستضيفها في لقاء في المجلة فلبتني. كان الوقت ربيعاً, فتماديت في طلبي, ودعوتها إلى تناول الغداء في الغوطة, وكان يصحبني المخرج الصديق لطفي لطفي. فوافقت.
ومضينا إلى الغوطة, تصحبنا الممثلة الشابة الجميلة سعاد حسني, فإذا بي أجد أكثر من ستين شخصاً بين رجل وامرأة قد سبقونا إلى المطعم الذي تقام فيه المأدبة ..وقعت في حيص بيص, من أين لي المال لأطعم هذه القبيلة, التي جاءت لترحب بسعاد? من أين جاءت? كيف علمت ?ماذا علي أن أتصرف?
تحدثت مع أصدقائي المقربين, فلم يحجبوا عني ما في جيوبهم من مال, لكن المال الذي معنا جميعاً لا يكفي لسداد فاتورة المطعم الذي كان عليه أن يطعم أكثر من ستين شخصاً.
في تلك الأثناء وإذ بالمرحوم تحسين القوادري, والأستاذ نادر الأتاسي, مد الله في عمرهم يطلان على الجمع الحاشد. جاء القوادري مرحباً بسعاد حسني, وكذلك فعل الأستاذ الأتاسي, فرحبنا بهما, لكنني كنت ما أزال أعاني من مشكلة الانفاق على اطعام الناس بمال ليس لدي منه إلا القليل, فكيف حلت تلك المشكلة?
كأنما شعر السيد نادر الأتاسي بحرجنا أنا والصديق لطفي, فجاء إلي بوجه بشوش وقال لي: اسمح لي أن اتحمل عبء إطعام هؤلاء الناس الذين جاؤوا مرحبين بسعاد حسني.
وكأنما جاء صحو إلى رأسي بعد غيم معتم, رحبت ببادرة الأتاسي, وانتهت المشكلة, وتنفست الصعداء.
لكن مشكلة جديدة طرأت, بعد الطعام ذهبنا إلى التلفزيون لنسجل اللقاء, على باب المبنى ألتقينا مدير التلفزيون وقتئذ الأستاذ خضر الشعار, أردت أن أعرفه بالنجمة. فقلت لها: (الأستاذ خضر الشعار مدير التلفزيون). مدت يدها وصافحته. وقالت له:(أهلاً وسهلاً) ثم سارت, فجن جنونه, كأنما كان يتوقع أن تأحذه بالأحضان. سألني:(ماذا ستفعل سعاد حسني) قلت:(سنجري معها لقاء للمجلة) قال:(اعلم ياعادل أن هذا اللقاء لن يبث)!.
سجلت اللقاء وفي المساء بثه التلفزيون. فهتف إلي المدير غاضباً:(لماذا أذعت اللقاء. أنت موقوف عن العمل)وطبش السماعة في وجهي.
موقوف.. موقوف, حسبي أنني أجريت لقاء مع نجمة النجوم سعاد حسني!!
كان الأستاذ عبد الله الحوارني مديراً عاماً لهيئة الإذاعة والتلفزيون , وقد حل الإشكال بعد أن علم بايقافي, وطويت الصفحة.