تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


وسيلفظهم شاطئ بيروت الجميل!

شؤون سياسية
الثلاثاء 7/3/2006
محمد ابراهيم محمود

تابع السوريون واللبنانيون وغيرهم من العرب والأجانب مسرحية هزلية متناقضة

المضمون ومتعددة الأبعاد وذات وجوه متباينة وأهداف غير نبيلة لمدة أكثر من عام على شاشات التلفزة وفي بعض الساحات والشوارع في بيروت وداخل بعض المخابىء لبعض الشخصيات اللبنانية, وقد اختير لهذه المسرحية فريق عمل من اللبنانيين يمتلك شهرة واسعة في مجال التمثيل والكذب والنفاق والدجل, حيث ظهرت مواهب وعبقريات مدهشة لدى عناصر هذا الفريق في مجال النفاق وتخريب الحقائق وبنوعية الشعارات والكذب الوطنية والسيادية الفارغة المضمون والعالية النبرة, كما برزت لدى بعضهم صور الغيرية على لبنان والعروبة ورسم أشكال للعلاقات السورية- اللبنانية خاصة على أساس أميركي صهيوني.‏

وعرض بعضهم فهماً مشوهاً لنهج المقاومة والدفاع عنها وعن سلاحها وباتجاه آخر فقد ظهرت البراعة لدى هذا الفريق في استحضار دموع التماسيح وإظهار الأسى والحزن المقنع على أحد رموز لبنان والمنطقة المرحوم رفيق الحريري بهدف استثمار دم هذا الرمز واستثمار ثرواته ودوره المميز السياسي والاقتصادي والاجتماعي لتحقيق أكبر المكاسب والمصالح الشخصية الأنانية الضيقة لكل منهم ولتمهيد الطريق أمام القطار الأميركي ا لصهيوني( المشروع الكبير) المعطل في العراق للدخول إلى دول عربية أخرى.‏

وقد حاول هذا الفريق أن يظهر أعلى درجات الغيرية المطعونة على أمن ومستقبل العرب ولبنان والعلاقات السورية- اللبنانية.‏

ولم تحرمنا هذه الفرقة من الحركات والممارسات المشبوهة لجمهورها داخل الخيم التي نصبت في ساحة الشهداء وسط بيروت للقيام بالنواح والبكاء على رفيق الحريري, حيث كان يصل تموينها وأجورها من السفير الأميركي في بيروت, وهم يدركون ضمنياً بأنهم يسيئون لدم الحريري الذي لو استطاع أن ينهض من قبره لطردهم مع أسيادهم وفضح تمثيلهم المزيف هذا, فهو الذي يعرفهم سابقاً ولأن ما يقومون به داخل خيمهم هذه وما يتلقونه من تعليمات من أسيادهم يتعارض كلياً مع أخلاق وروح المرحوم رفيق الحريري, ومع ذلك استمرت هذه الفرقة بتقديم عروضها على مدار الفترة الماضية وحتى الآن بهدف تحقيق أحلامهم القديمة والجديدة وتنفيذ المشروع الاستعماري لأميركا والكيان الصهيوني, كونهم قبضوا أجوراً عالية من أصحاب المشروع ولم يعد بإمكانهم التراخي أوالتراجع وإلا لتعرضوا للعقاب والحساب العسير.‏

ومن هذه العروض المخزية والمؤذية القيام بعدد من التفجيرات المبرمجة من حيث المكان والزمان والتي كانت تلحق أضراراً مادية فقط والشكل الآخر لهذه العروض كان اغتيال بعض الشخصيات اللبنانية ومحاولات الاغتيال للبعض, ففي كل عملية اغتيال أو محاولة اغتيال أهداف وغايات خطيرة على العروبة وعلى المتمسكين بالنهج القومي والوطني, أهداف تخدم مشروع الشرق الأوسط الكبير وأدوات هذا المشروع الصغار, ولكن حتى تقديم هذه الفصول من المسرحية لم يحقق ماخططوا له فكان فصل آخر من الاستعراض والتمثيل المزيف تمثل بمظاهرة حي الأشرفية حيث حضروا وخططوا لهذه التظاهرة وقد بيتوا لفعل امتاز بالخسة والوضاعة بافتعال أحداث شغب وتخريب.‏

وضعوا ثمنها كعادتهم في الافتراء على سورية والعمال السوريين في لبنان فقاموا وللتغطية على خطتهم الدنيئة باقتياد العمال السوريين من ورشات العمل ومن وسائط النقل وزجوا بهم في السجون, لكن أصوات الأحرار والوطنيين في لبنان سرعان ما فضحت هذه الحبكة المهترئة, وبدا عناصر الجوقة في حالة إرباك وتخبط فالأوامر من أسيادهم في أميركا وبعض العواصم الأوروبية تضغط عليهم بشدة والأموال تغدق بسخاء وهم ينتقلون من فشل إلى فشل ولذلك عليهم في كل يوم أن يقدموا شيئاً يفيد قادتهم المذكورين ويحافظ على تماسك خيوط شبكتهم التي أوشكت على التمزق فأعلنوا أمراً آخر لعله يشد من أزرهم قليلاً بأن شاحنات السلاح تعبر حدودهم من سورية إلى حزب الله, لكن تقارير الجيش اللبناني نفت ذلك إذن ما الخطوة التالية? وكانت العودة إلى نقطة البدء والتجمع في الساحات من جديد في الرابع عشر من شباط ذكرى اغتيال الحريري وهنا سقطت كافة الأقنعة وكان على كل منهم أن يقدم آخر ما عنده إرضاء للرئيس الأميركي ووزيرة خارجيته ولبعض الجهات الأوروبية.‏

فكان المشهد الوضيع والساقط والذي أثار الغضب والاستنكار في نفس كل عربي حر وأصيل عندما تشابكت أيدي رموز العمالة والخيانة أصحاب التاريخ الأسود أصدقاء وأدوات إسرائيل وأميركا وتجار الدم والمواقف السياسية في لبنان.‏

ولكن وكما تشير المعطيات فإن الموقف الوطني في لبنان يزداد قوة ومناعة وكذلك الوضع الإقليمي يسير بعكس ما تشتهي سفنهم ولكن لا يمكنهم التوقف أو التراجع وإلا عوقبوا, وبقي أمامهم آخر فصل ونعتقد أنه سيقودهم إلى الانتحار الجماعي وإلى انتحار مشروعهم التآمري, هذا الفصل الذي يحضرون له وأعطوا وعداً وعهداً لمعلمهم الكبير في البيت الأبيض ومستشاريه في تل أبيب هو الرابع عشر من آذار المقبل هذا اليوم الذي يحضرون له لإسقاط رئيس الجمهورية اللبنانية.‏

ولكنهم كما فشلوا في فصولهم السابقة سيكون السقوط والفشل بانتظارهم أيضاً وسيلعنهم اللبنانيون وسيلعنهم التاريخ وسيلفظهم شاطىء بيروت الجميل وعندها سيكون الاندحار الجماعي لهذه الجوقة ولمشروعها الصهيوني- الأميركي.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية