تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مرض السرطان والأمل الضائع

ع المكشوف
الثلاثاء 7/3/2006
عبير ونوس

لا نملك جميعا القدرة ذاتها على تحمل المصاعب والآلام , لكن بارقات الامل غالبا تشحذ هممنا وتزيد طاقتنا على الاحتمال ,‏

هكذا باختصار تعاطى آلاف مرضى السرطان مع الامل الذي اطلقه مدير مركز الطب النووي منذ ثمانية اشهر تقريبا بإعلانه في الندوة الطبية الثانية للاورام عن استقدام المركز لجهاز (المسرع الخطي) واصفا اياه بأنه (التحدي والامل) واشار اليه ثانية في لقاء تلفزيوني مؤخرا.‏

انه فعلا تحد لكن لمن?! فالمرضى بحالة انتظار وترقب وسؤال متكرر عن الجهاز وما آل اليه, والجواب الدائم لم يوضع في الخدمة بعد علما انه ركب منذ ستة اشهر تقريبا لكن لم يشغل حتى الآن لم?.. بالتأكيد ليس لعدم وجود كوادر مؤهلة قادرة على استخدامه على اهمية هذا الامر وضرورته, ولا لعدم صلاحية المكان الذي اعد له وكلف الملايين بل لان الجهاز باختصار وبساطة مخالف للمواصفات وما يقدمه للمرضى لا يختلف اطلاقا عما تقدمه اجهزة (الكوبالت) الموجودة بوفرة في المركز.. ويبقى السؤال لصالح من تم استيراد جهاز ثمنه (250 مليوناً) ,على امل معالجة مرضى الاورام شعاعيا بدقة متناهية, والحصول على نتائج ممتازة بعيدا عن الحاق الاذية بأي نسيج آخر? وإلى اين وصلت هيئة الرقابة والتفتيش في تحقيقها حول هذا الجهاز وملابسات دفتر شروطه? أم ان التحدي كبير لذا سيبقى الجهاز رهين حبسه ولتتبخر آمال المرضى طالما ان المسيء باق ولا يجد من يكف يده ويحد من اساءاته حتى ولو حطمت آمال آلاف الناس بل وحياتهم أيضا!?‏

ويبقى الامل الوحيد بأن تنجز هيئة الرقابة والتفتيش عملها او تبدأ به, ان لم تكن قد باشرته متخذة من توجيهات السيد الرئيس الاخيرة للحكومة بضرورة وضع سقف زمني لخطط العمل ونهج لتنفيذ مهمتها لتنصف بذلك هؤلاء المرضى والوطن من المسيئين لعطاءاته.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية