أمس العلاقات الثنائية بين البلدين لاسيما بعد الاحداث التي اعقبت نشر الرسوم المسيئة للاسلام.
وتم الاتفاق خلال اللقاء على ضرورة توطيد العلاقات الثنائية في المجالات المختلفة واعتماد مبدأ الحوار بين الثقافات والحضارات.
كما تناول الحديث العلاقات العربية الاوروبية والوضع في المنطقة.
وحضر اللقاء السيد احمد عرنوس معاون وزير الخارجية ومديرا ادارتي اوروبا والاعلام بوزارة الخارجية.
من جهته اكد سماحة الشيخ احمد بدر الدين حسون المفتي العام للجمهورية اهمية الحوار الحضاري بين الشعوب على ان يبدأ هذا الحوار في سورية لانها إحدى مواقع الحضارة الانسانية.
واوضح خلال لقائه أمس مع السيد ستاور والسيد اوله ايكبيرك فيكيلسن سفير الدانمارك بدمشق اهمية زيادة اللقاءات المباشرة بين العالمين الغربي والاسلامي ليتفهم احدهما الاخر داعيا ممثلي الشعب والحكومة الدانماركية لزيارة سورية التي تجسد انموذجا للتعايش والاخاء بين المسلمين والمسيحيين.
وشدد سماحة المفتي العام على اهمية احترام اراء الاخرين ومعتقداتهم وعدم المساس بالمقدسات لأي دين مع ضرورة الدعوة لاستصدار تشريع خاص تعتمده الامم المتحدة لحماية المقدسات.
واكد المشاركون في احياء طاولة مستديرة تحت عنوان (حوار وتعايش) التي اقيمت امس في المعهد الثقافي الدانماركي بدمشق وبحضور الامين العام لوزارة الخارجية الدانماركية كارستن ستور وسفير الدانمارك بدمشق اوله أغبرغ ميكلس على ضرورة حوار الحضارات والأديان لإتاحة الفرصة لكل طرف معرفة الآخر بشكل افضل, مشددين على ان ما جرى في الدانمارك من نشر صور مسيئة للرسول محمد (ص) وللإسلام اغضب الشارع المؤمن في العالم بالرغم من فهم ان من قام بهذا العمل المسيء هو صحيفة خاصة لكن ما أجج الشارع هو رفض الحكومة الدانماركية استقبال وفدين من السفراء العرب ومن رجال دين مسلمين لعرض وجهة نظرهم كذلك رفض المحاكم الدانماركية قبول الادعاء ضد الصحيفة والتأخر في الاعتذار, منوهين الى ان الاساءة الى القيم الاسلامية هي اساءة الى الذات العربية والاسلامية وان الرسوم لم تكن مسيئة للرسول بل مسيئة للصحيفة ولمن رسمها لأنها اثبتت جهلهم بالشيء الذي يرسمونه وما يمثله من قيم للآخرين.
وعبر المشاركون عن احترامهم لحرية الرأي والتعبير بما لا يسيء لمعتقدات الآخرين وبما لا يمس بمقدساتهم, منوهين الى ان الفارق بين الدانمارك والشرق الاوسط من جهة التعاطي مع الدين حيث يعتبر في الدانمارك ثقافة مستوردة بينما يمثل لنا جزءاً من هويتنا وثقافتنا الامر الذي يجعلنا نعتز بأننا الارض التي ارسلت الانبياء الى العالم.
ونوه المشاركون الى ان التصحيح يتطلب ارادة حقيقية مؤيدين عقد حوار للديانات في الدانمارك وهذا ما يعتبر الجواب والرد الصحيح لما جرى من اساءة للرسول محمد (ص) وللمسلمين.
من جهته اكد ستور ان وجوده في سورية هو بهدف التواصل والاطلاع على ثقافات اخرى وللاستفادة من التجربة العملية التي تتميز بها سورية ازاء التعايش السلمي والمميز بين جميع الاديان وقال ستور انه سيقوم بدراسة كل ما تم ذكره وتقييم لما جرى بحيث يجنب الجميع صراع الحضارات مشدداً على التركيز على التعايش بين الاديان مشيراً الى جسور من التواصل قد نسفت بسبب الرسوم داعياً الى اعادة بنائها بشكل اقوى لتكون اساساً للحوار.
وايد ستور فكرة اصدار قرار دولي يمنع الاساءة للأديان والمعتقدات منوهاً الى مساعي الحكومة الدانماركية للبحث عن طرق لتحسين الحوار في الدانمارك وعلى المستوى العالمي من خلال لقاءات ثقافية لتحسين فهم الدين الاسلامي.
وقد شارك في احياء الحوار الدكتور محمد سليمان رئىس قسم الدراسات العليا في مجمع الشيخ احمد كفتارو والدكتورة لينا الحمصي استاذة في الحوار في المجمع والدكتور محمد حبش رئيس مركز الدراسات الاسلامية والدكتور عبد القادر الكتاني والدكتور اسماعيل ياسين من مركز الدراسات وسيادة المطران جوزيف عبسي لطائفة الروم الكاثوليك.