أكد المقداد خلال لقائه الكوادر الشبيبية في المنظمة أمس أن الشباب أهم ما تملكه سورية من طاقات وعليهم يعقد الأمل في المضي نحو مستقبل مشرق ونصر حقيقي على أعدائها لأنه يتفجر بالوعي والحرص على الوطن واستقلاله وسيادته، ويشكل جزءاً لا يتجزأ من المعركة في سورية بمواجهة الارهاب .
وحول الأوضاع في المنطقة والعالم بين المقداد أن ما أطلقت عليه الولايات المتحدة الأميركية تسمية الربيع العربي كان منذ البداية وبالاً ودماراً على الأمة العربية كلها، وأميركا لم تكن يوماً صديقة لسورية فهي الراعي الأول للكيان الإسرائيلي وسياساتها مبنية على مصالحها ولخدمة هذا الكيان في السيطرة على المنطقة العربية.
وأكد المقداد أن سورية دولة تحترم القوانين الدولية وتراعي الشرعية الدولية ولكن أميركا التي تنادي بالشرعية الدولية لا تستند في سياستها إلى الشرعية والمواثيق الدولية، فالولايات المتحدة والدول الأوروبية لا تكترث إلا لمصالحها وأجنداتها المسبقة، وتساءل ما معنى قيام من يطالبون باحترام حقوق الإنسان بالتحالف مع نظام آل سعود وقطر والأنظمة الغارقة بالوهابية والتكفير في المنطقة لافتاً الى أنه كان الأولى بالدول التي تتذرع بـ (حقوق الإنسان) حول العالم أن تدافع عن حقوق الشعب السوري وتوقف الحرب الظالمة التي تشن عليه .
وأشار المقداد إلى أن المخطط لاستهداف سورية بدأ منذ زمن كبير رغم أن الحكومة سعت إلى الحوار وأطلقت العديد من الاصلاحات على كافة المجالات السياسية والاقتصادية وأقرت العديد من القوانين كما تم القيام بالعديد من اللقاءات مع كافة الفعاليات في أغلب المناطق للتوصل إلى حوار سياسي يدفع سورية بعيداً عن الدمار.
وشدد المقداد أن المخطط منذ البداية كان لإسقاط الدولة السورية وسعي بعض الدول الإقليمية لتحقيق أحلامها بالمنطقة كالطموح الأردوغاني صاحب الفكر الاخواني الذي أراد إنجاح هذا التنظيم الإرهابي في سورية كما حدث بداية في كل من مصر وتونس لإعلان خلافة يستعيد من خلالها أمجاده العثمانية.
وأضاف المقداد أن هذا التنظيم الإرهابي فشل في الاستمرار في كل من مصر وتونس، واليوم لا يمكن لمصر أن تستعيد دورها الإقليمي والدولي إلا عن طريق حليفها الاستراتيجي الوحيد سورية، لذلك يجب العمل على إعادة العلاقات إلى أعلى مستوياتها السياسية ليعود التمثيل الدبلوماسي بين البلدين على مستوى السفراء، لأن العدو بين سورية ومصر مشترك، فإرهابيو داعش من قتل الأشقاء المصريين في ليبيا هم نفسهم من يقتل السوريين ويدمر المساجد والكنائس في سورية.
وكشف المقداد أن هناك وثائق تبين بالدليل الدامغ أن المخطط التقسيمي للمنطقة بدأ منذ زمن طويل وتشير إلى (اجتماع جرى في إحدى المدن العراقية عام 2007 بين قيادات مجموعات الاخوان المسلمين والموساد الإسرائيلي ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بهدف الاتفاق على مخطط لتسليم الاخوان السلطة في عدة دول عربية حتى أن الأميركيين أبدوا استغرابهم في الاجتماع من المودة التي لمسوها بين الاخوان والموساد ).
كما قام المقداد بسرد تسلسل الأحداث السياسية واللقاءات الدبلوماسية منذ بداية الأزمة وكيف حاولت الدولة دائماً العمل على إنجاح أي جهد سياسي يدعو إلى الحل السياسي تحت سقف الوطن والالتزام بالثوابت الوطنية من وحدة سورية جيشاً وشعباً ورفض التدخل الخارجي بكافة أشكاله والعمل على محاربة الإرهاب بغض النظر عن الجهة الداعية له ابتداء من فريق الجامعة العربية بقيادة الدابي وصولاً لمبعوث الأمم المتحدة دي مستورا.
وفي إطار حديثه عن المشاورات التمهيدية التي عقدت في موسكو أكد المقداد أن الحكومة التقت مع كافة أطياف المعارضة الداخلية والخارجية وهذه المشاورات نجحت إلى حد ما في كسر الجليد بين المعارضة والحكومة وتم نقاش الأزمة في سورية بشكل منفتح، وبهذا حققت موسكو ما فشلت فيه أوروبا وأميركا ونحن نسعى في اللقاءات القادمة للوصول إلى مرحلة النقاش السوري - السوري على الأرض السورية.
وختم المقداد بأن سورية اليوم تواجه معركة لا سابق لها حيث دخل إليها أكثر من 150 ألف مقاتل إرهابي من حوالي 90 دولة عربية وغربية حسب تقارير من استخبارات غربية إضافة إلى مليارات الدولارات التي تدفقت من الأنظمة الخليجية والدعم الإقليمي الذي يتلقاه الإرهابيون على الأراضي التركية مبيناً أن النصر حليف سورية بجيشها الباسل وصمود شعبها.
حضر اللقاء رئيس منظمة اتحاد شبيبة الثورة معن عبود وأعضاء قيادة المنظمة ورؤساء فروع الشبيبة في عدد من المحافظات وأعضاء قيادة الفروع وحشد كبير من الكوادر الشبيبية.