ومما يظهر على جيل الشباب ليثبتون الاستقلال والتحرر: الخروج على الآداب, وعدم إطاعة الوالدين أو المربين, والظهور بمظهر الكبار, واستخدام الخشونة والقوة للحصول على الرغبات والحاجات, وممارسة العناد تجاه الأشياء المختلف عليها... وغيره الكثير للتعبير عن الرغبة في الاستقلال والتحرر من كل القيود والضوابط العائلية والاجتماعية.
وتكون تلك الرغبة إيجابية, فيما لو كانت تساعد على اعتماد الشاب على ذاته, وفي تنمية الثقة بنفسه, وتأكيد شخصيته.
لكن هي سلبية فيما إذا كانت مظهراً من مظاهر الغرور والإعجاب الزائد بالذات, وعدم احترام الوالدين أو المربين أو المعلمين, وعدم الاهتمام بالآخرين, والتمرد على كل القيم والضوابط الإجتماعية والأخلاقية, كما أن النزوع إلى الحرية قد يكون مفيداً إذا كان منطلقاً من الحرية الموجهة وليس المطلقة, بحيث يساهم التحرر من القيود الخاطئة في تنمية الإبداع والابتكار عند الشباب الطموح, وتنمي البناء العلمي والثقافي والفكري, كما أن الحرية في إطار الضوابط تساهم في تنمية الشخصية الإنسانية للشباب, أما إذا كانت الرغبة في التحرر والحرية يعني الحرية المطلقة من دون أي قيود وضوابط فلا شك أن مثل هذه الحرية لها مخاطر وآثار سلبية وتدميرية للأفراد والمجتمعات.
وهنا يبدو الكبت والقسوة والقوة متعادلة مع إطلاق العنان للأولاد باسم الحرية لأن مثل هذه الحرية المطلقة تعني الفوضى, لذا لابد من الترشيد والنصح والمراقبة والتوجيه, وعدم الاستسلام لما تفرضه الحياة المعاصرة.