قد يفتقدون لهذا الوعي والتقيد بضوابطها وشروطها الصحيحة متكئين من جهة على مفهوم القدرية المسيطرة على حياتنا أصلاً ومن جهة ثانية قد يكون السبب هو النقص في المجال الخدمي لهذا الجانب بالذات والعجز عن الإيفاد بمتطلبات الشروط الصحيحة.
سألنا شباباً كثر فعكست آراؤهم رؤيتهم وواقعهم الاقتصادي والاجتماعي والمادي وأعطت صورة دقيقة عن بيئتهم مثلاً الشابة (ماجدة حسين) موظفة قالت: قد أراجع مركزاً لتنظيم الأسرة من فترة لأخرى للاطمئنان على نفسي أثناء الحمل ويعود ذلك للاهتمام الشخصي لكنني أعرف الكثيرات من النساء يعتبرن أن الأمر لايستحق كل هذا الخوف خصوصاً في ظل عاداتنا والمعارف المنتشرة ومن جهتي أتابع الإذاعة وبعض برامجها الصحية التي تقدم لي التوعية في هذا الأمر, لأن الاهتمام بالصحة الإنجابية برأيي يعني الاهتمام بكل مايرتبط بحياة الإنسان.
من جهته الصيدلاني (ياسر العلي) تحدث عن تجربته من خلال التعامل مع النساء المهتمات بوسائل تنظيم الأسرة بحكم عمله فقال: لاحظت استخدام تلك الوسائل. والسؤال عنها يتبع بشكل واضح قضية الوعي بشكل عام والمستوى التعليمي وليس بجيل الشباب كما أن زوجتي صيدلانية وأكدت لي نفس الفكرة إذ تكثر المظاهر السلبية حتى بين الأعمار الصغيرة للمتزوجين كالحمول المتقاربة وغير المرغوب فيها في المناطق الريفية مقارنة بالمدينة وقد أكدت ذلك الدراسات البحثية كما و أظهرت بعض الاستطلاعات أن نسبة المتعلمات اللواتي يستخدمن وسائل تنظيم الأسرة وصلت إلى 59% قياساً إلى المستوى التعليمي الأدنى حيث النسبة 34%.
فالصحة الإنجابية والتقيد بها يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالبيئة الثقافية والمجتمعية المنتشرة. مثلاً إحدى الشابات تصر على حملها الرابع رغم التقارب الحملي بين أولادها, وأكدت (روعة سلوم) قائلة: بغض النظر عن ضرر الحالة إلا أنني أتجاهلها مقابل رغبة الزوج بإنجاب أولاد كثر كونه عاش وحيداً لأبويه ويريد أولاداً يسدون ذلك الفراغ الذي بقي يشعر به طوال عمره.
من جهة ثانية كثير من الأمهات الصغيرات يجبرن على الحمل بغية ولادة الذكر حتى لو أدى الأمرلجلب حتى سبع بنات أو أكثر وتنتشر حالات سلبية كثيرة تحت هذا العنوان وكل مايتعلق بعادات وتقاليد ومفاهيم اجتماعية نعايشها جميعنا, رغم الخطورة المتزايدة التي تخلقها تبعات تجاهلها.
إلا أن الاهتمام الحكومي والأهلي يزداد بفئة الشباب عن طريق التوعية بالإضافة إلى إقامة مراكز إرشاد كمراكز جمعية تنظيم الأسرة للمشورة.