تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


القسوة والعصبية.. خطوة بخطوة لعزلة الشباب

شباب
الاربعاء 17/10/2007
فاتن حسن عادله

حالات كثيرة يعيشها الشباب قد تكون الانعزالية أو اللامبالاة أو الاستهتار وربما الفشل, وكثيراً ما توجه لهم الاتهامات لأنهم هكذا, لكن هل يدرك الأهل الذين يوجهون تلك الاتهامات أنهم هم السبب, عندما يفرطون بالقسوة أو العصبية, وعندما لا تتحكم إلا المزاجية بالتعامل مع أبنائهم?!

فقدان الثقة‏

كيف يمكن أن تؤثر هذه العوامل على الشاب وهل من الممكن أن يتحول لشخص آخر وينزلق في اتجاه الانحراف. هذا ما تؤكده عليا (22 سنة) في السنة الثالثة من علم الاجتماع فتقول: بالتأكيد لهذا العامل تأثيرات سلبية. لأن الشاب يشعر أنه شخص غير مرغوب فيه في المنزل, فيقضي أغلب وقته خارج البيت أو يعامل أهله نفس المعاملة أي يتصرف معهم كتصرفاتهم معه ما قد يؤدي لعزلته عنهم, أي كأن يبقى داخل غرفته وبعيداً عن الآخرين المحيطين به.‏

وتضيف: وهذا ما يؤثر على نجاحه في الحياة, فربما يرافق أو يصادق رفاق سوء ما يزيد الأمر خطورة عليه, ويؤدي لانجراره إلى الجريمة والمخدرات والعنف...الخ. لعدم وجود الألفة والحنان والدفء الاجتماعي بينه وبين أهله.‏

يقتل روح الشباب‏

ربما يتعرض الأبناء لآثار نفسية طويلة الأمد, نتيجة القسوة, ما يؤثر بالتالي على حياتهم ومستقبلهم هذا ما يوضحه يعقوب 28 سنة صحفي فيقول: عندما يمارس أحد الأبوين عنفاً على أحد أبنائه سواء كان شاباً أو فتاة فإنه يعطيه انطباعاً عن السلوك الذي يمكن أن يسلكه في حياته. الأمر الذي قد يؤدي بالشاب إلى اتباع سلوك عنيف وغضب, إضافة إلى احتمال إصابتهم بأمراض نفسية طويلة الأمد, ولا بد هنا من التحذير من أن الأباء أنفسهم قد يعانون من العنف الذي يمارسونه على أبنائهم فيما بعد.‏

وهنا ترتبط صورة الأهل الذين يمارسون عنفاً على أبنائهم مع القسوة والشدة لدى هؤلاء الأبناء, ما يجعل الشاب يشعر بأنه وحيد في عالم قاس ما قد يقود للإحباط الذي يقتل روح الشباب وبالتالي فشله في الحياة.‏

العاطفة والحوار‏

للعاطفة بين الأبناء والأهل أهمية كبيرة وإلغاؤها أو فقدانها بينهما والبحث عنها خارج نطاق الأسرة يشكل خطراً عليهما سوية هذا ما تراه ندى (25) سنة (أدب فرنسي) فتقول: لا بد من التفاهم بين الأهل والأبناء وضرورة الحوار وإعطاء الثقة دوراً أكبر وبشكل جيد وبناء في كل المشكلات أو الأمور التي قد توجد أو تولد حتى لا تزداد الأمور تعقيداً أو تشابكاً...‏

بل لتؤدي إلى بناء شباب واعٍ ومثقف ومتفهم وقادر على مواجهة ضغوطات الحياة ومشكلاتها.‏

ابن بيئته‏

يقول الدكتور طلال مصطفى أستاذ الخدمة والإرشاد الاجتماعي في جامعة دمشق أثناء مناقشتنا معه حول الموضوع:‏

لنبدأ بمقولة: يعد الإنسان ابن بيئته الاجتماعية أو وسطه الاجتماعي. والعنصر الأول فيه والذي يتأثر به هو الأسرة وبالنسبة للأبناء الشباب فإن الاحتكاك الاجتماعي المتبادل الأول هو مع الوالدين وبالتالي من الطبيعي أن يتأثر الأبناء الشباب سلباً أو إيجاباً بالسلوكية الاجتماعية الظاهرة من قبل الوالدين أو أحياناً غير الظاهرة التي عادة تكون خارج المنزل والمكتشفة من قبل الأبناء.‏

إذاً: أي سلوك اجتماعي سلبي بما فيها التوتر العصبي أو العصبية الصادرة عن الوالدين والتي ربما تكون خارجة عن إرادة الذات نتيجة ضغوطات الحياة القاسية بما فيها طبيعة العمل ومتطلبات الأسرة المادية أو المعيشية عادة ما تنعكس بشكل تراتبي من الزوج على الزوجة أو من الأب على الأبناء وأحياناً من الأب والأم على الأبناء.‏

وربما ينعكس على التحصيل الدراسي إذا كانوا طلاباً, فالدراسات النفسية أثبتت أن الوالدين ذوي السلوك العصبي أو التوتر العصبي تنتج أبناءً ذوي تحصيل علمي متدنٍ أو منخفض جداً.‏

وقد تنتج شخصية لا تملك الثقة بأي تصرف تتخذه في المستقبل وربما تنتقل هذه العصبية إلى الأبناء الشباب عند النضوج ضمن علاقتهم بأبنائهم في المستقبل وبالتالي اتساع رقعة هذه السلوكية السلبية إلى وسط اجتماعي أوسع وقد تصبح سلوكية سائدة في المجتمع.‏

ففي بعض الدراسات التي قمنا بها في قسم علم الاجتماع تبين أن الأبناء الذين يعيشون في أسر ذات سلوكية تسلطية وعنيفة أنتجت أبناء غير مطيعين أو رافضين للحياة الاجتماعية الأسرية أما التي تسود علاقاتها الداخلية سلوك الحوار والنقاش فكان أبناؤها أكثر مسؤولية اجتماعية حتى تجاه الوالدين وتجاه القضايا الاجتماعية الأخرى, أما الأسر التي تعتمد الأسلوب المتسيب فأنتجت شخصيات شبابية غير ملتزمة ولا مبالية في وسطها الاجتماعي, ومع أن الاتجاهين المتسيب والقاسي (التسلطي) متناقضان لكنهما أنتجا أبناءً ذوي سلوكية سلبية من هنا يحضر مفتاح الحل ألا وهو الحوار الأسري أو بشكل عام الحوار الاجتماعي بكافة مؤسساته أي أن يتم اعتماد النقاش ما بين أفراد الأسرة, (ما بين الوالدين والأبناء) وفيما إذا كان هناك بعض المشاحنات والمشاجرات بين الزوجين يفضل تأجيلها أو عدم حصولها أمام الأبناء.‏

تعليقات الزوار

أكرم العفيف |  alafeef@scs-net.org | 17/10/2007 01:16

الآباء والأبناء السهل الممتنع إنه موضوع شائك معقد وبسيط في آن معا إنه جدلية الدنيا وشغل العالم إنه موضوع الآباء والأبناء وخاصة في مرحلة المراهقة والشباب 0 لقد عمل المحللون النفسيون وعلماء الاجتماع لتحليل هذه المشكلة المعضلة وبقيت بدون حل وإذ إنني لا أريد أن يفهم بأنني أطرح حلا ولكنني أطرح تجربة لم تكتمل أطرحها بمنتهى الموضوعية والمباشرة بسلبياتها وايجابياتها أطرحها وأتمنى لو كتب لها النجاح فكانت ستقدم الكثير الكثير مما يتمناه المجتمع الآباء والأبناء معا : إن الابن يبقى أمام ناظري والده فلا يراه والده يكبر كمثل نبتة الأرض أمام صاحبها يراها كل الناس تنمو إلا صاحبها ومحبة الأب تجعل منه دائما بموقع الناصح والمتدخل بكل شيء مهما كان صغيرا وتبدأ الاختلافات حيث يبقى الابن ولدا حتى لو كان قادرا على حكم أربع بلدان مجتمعة ويتحول الأب بنظر الابن إلى كائن متدخل ومتخلف وغبي أحيانا لأنه لا يراعي ولا يحترم ولا يستطيع اكتشاف شخصية الابن ومواهبه ولا يقدر أن يتفهم أن ابنه أصبح رجلا مما يجعله متخلفا بامتياز حتى لو كان يحمل أعلى الشهادات العلمية 0 وهنا يصبح الابن يتصرف بانفعالية ولا يستفيد من خبرة والده التي رفضها مقدما جملة وتفصيلا وجلس في غرفته منزويا معه أصدقاءه وأشياءه الخاصة مخفيا ماذا يريد وفاقدا لحكمة والده وخبرته في الحياة التي لا يسعد أب بإعطائها لأحد ك....عادته لإعطائها لولده 0 وفي الجانب الأخر يفقد الأب طاقة ابنه الشاب وقدرته على الإبداع ولا يستطيع أن يحاور العصر الذي لا ينال من الآباء سوى اللعنات لهذه الثقافة والموسيقى والأخلاق والثياب والموضة وغيرها وأصبحت عوامل الالتقاء بالبيت الريفي أقل بكثير ومشى كل من الآباء والأبناء بخطين متوازيين لا يلتقيان والسؤال هل يشعر الآباء والأبناء بالسعادة لهذا الوضع وهل يرغب الأبناء بالقرب من آبائهم وهل يرغب الآباء بمحاورة أبنائهم ؟ فإذا علم الأب أن ولده يدخن ربما يضربه ولكن عندما يعلم أن 20 0/0 من جيل الشباب تدخن تصبح مشكلة تحتاج لمعالجة 0 لقد استطعنا أن نعد استمارة حوارية مكونة من حوالي 100 سؤال الإجابة عليها ب نعم أو لا أو رقم قابلة للإسقاط تهدف لتكوين بنية ثقافية ومكون رقمي لنمط تفكير الشباب وتحاورهم الأرقام لتظهر النمط السلبي في سلوكهم

وفيق |    | 17/10/2007 08:20

السؤال الوحيد هو ان كان الاباء غير قادرين على اعالة انفسهم لماذا يأتون باربع او خمسة اولاد بحيث يكونوا حقل تجارب او سبب لفشل الاباء او مكسر عصا لضغوطات الخارج , متى يتم النضوج العقلي والعاطفي والاجتماعي والتربوي لان مسؤولية الاولاد مسؤولية كبيرة ويجب التفكير بها بشكل معمق فالاولاد ليسوا دمية نفعل بهم ما شئنا خصوصا في وتنا هذا الذي يتكائر فيه الناس بشكل كبير في ظل مستقبل غير معروف المعالم وبالتحديد في الدول النامية . لتكتفي العائلة بولد او ولدين على الاكثر فالتربية السليمة لهما خير من ضياع اربع او خمسة اولاد في ظروف حياتية شاقة للجميع ( واحد يعمل في دمشق والاخر في الامارات والاخرى تدرس في اليمن والرابع في اليونان ).هذا اذا لم يعنسوا بحيث يتعدون الاربعين عاما دون زواج ويصبحون همآ على هم .

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية