ايجاد مخرج من الوضع الخلافي الناشئ واذا لم يتمكنوا من ذلك قد يكون مصير هذه المجموعة موضع شك في القدرة على الاستمرار وقد بدأت ملامح الأزمة عندما وضعت خطة تأجيل بحث مسألة تشديد العقوبات ضد ايران والتي تقدم بها المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي وأخذت تبرز الخلافات الحادة بين اطرافها فقد رفضت روسيا والصين مناقشة فرض عقوبات جديدة قبل ظهور تقرير للوكالة الدولية بهذا الخصوص لقناعتهما بأن فرض عقوبات جديدة ضد إيران ستقوض جهود الوكالة الرامية إلى تسوية المشكلة الايرانية وفي المقابل عارضت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وكذلك ألمانيا التي تنضم إلى مجموعة ( السداسية) فهذه الدول أبدت معارضتها للموقف الروسي والصيني.
ومن الواضح أن التوصل إلى إجماع في قرارات ( السداسية) مسألة مستبعدة سواء في اجتماعها القادم على مستوى وزراء الخارجية أو في جلسات مجلس الأمن الدولي وهذه الخلافات وضعت المجابهة الدبلوماسية بين الدول المكونة ( السداسية) في صدارة الاهتمامات الدولية ونظرا لهذا الوضع الخلافي فإن الاحتمال بفرض عقوبات من جانب واحد, من جانب الاتحاد الاوروبي أي ( ألمانيا وبريطانيا وفرنسا) ضد ايران مازال قائما وكان قد طرح هذه الفكرة في السابق وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير اثناء زيارته لروسيا ولكن سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي شكك حينئذ في جدوى تطبيق مثل هذا السيناريو وبلهجة قاسية ومن جانب آخر زاد ممثل الولايات المتحدة الاميركية زالماي خليل زاده الطين بلة بتحذيره من أن التعاون الفني بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية لايمكن أن يعتبر ( درعاً واقعيا من فرض عقوبات جديدة).
طالما أهملت طهران القرارين السابقين لمجلس الأمن الدولي. ولكن الأمل بألا تتجاوز المسألة الايرانية أطر مجلس الأمن الدولي لا يزال قائما رغم رغبة البعض الخروج من هذه الاطر.
وجاء تصريح نيكولاس بيرنس نائب وزيرة الخارجية الأميركية ليؤكد بأن الأمل مازال ممكنا في ايجاد حل لهذه المسألة داخل مجلس الأمن فقال:إن الخلافات بين الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن تتصف ( بطابع تكتيكي) ويمكن تفسير هذا الموقف لواشنطن بأنه تعبير عن استعداد لايجاد حل وسط بينها وبين موسكو والصين وهذا طبعا كما قال بيرتس يحتاج إلى قيام الأخيرتين بخطوات ملموسة لملاقاتها ولكنه لم يوضح ماهية هذه الخطوات في وقت تحرص فيه روسيا والصين ألا تذهب الأمور باتجاه فرض عقوبات جديدة دون أساس واقعي لذلك ولهذا فإن هاتين الدولتين ( الصين وروسيا) مستمرتان بموقفهما المعلن وهو أن عمل مجلس الأمن يجب أن يتركز فقط على دعم جهود الوكالة الدولية للطاقة الذرية الرامية إلى تبديد الشكوك المتعلقة بالبرنامج النووي الايراني مؤكدتان على أن الوكالة الدولية حققت قدرا من النجاح على هذا الطريق ولاسيما أن طهران أعلنت التزامها بالإجابات على كل التساؤلات التي طلبتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمهم أن تكون هذه الاجابة في الموعد المحدد ومن المعروف أن الموعد النهائي قد حدد بالنسبة لإيران التي لم تعارض التعاون الفعال والنشط مع ممثلي وكالة الطاقة الذرية ومن المفترض أن يكتسب هذا التعاطي الايراني رضى الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا. على الارجح انها سترضى بذلك خاصة أن الموعد النهائي هو نهاية العام الحالي إضافة إلى مجلس مديري الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي سيعقد اجتماعه القادم في كانون الأول القادم وكما نوه محمد البرادعي »نأمل ألا يتم تفويت هذه الفرصة من أجل أن تزيل ايران جميع التساؤلات لأنها قد لا تحصل على فرصة ثانية مثل هذه الفرصة).