تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بوش أم شعبه?

نوفيل أوبسر فاتور- < بقلم رئيس التحرير جان دانييل
ترجمة
الاربعاء 17/10/2007
ترجمة مها محمد

لا يمكن أن اتهم بالتهور أو التسرع لكني ضقت ذرعاً بالاتهامات المتحذلقة التي تطلقها النخب الأميركية ووسائل اعلامها حول عداء الفرنسيين لأميركا, فمنذ الكارثة العراقية بدأ توجيه الاتهام للفرنسيين بأن لديهم مشاعر معادية للأميركيين لكن حان الوقت لنقول:

لقد أصبح معيباً أن نتخفى وراء هذا الموقف لأنه ومنذ تدمير برجي المركز التجاري في نيويورك صرخنا جميعاً بمن فينا مدير تحرير جريدة اللوموند حينها جان ماري كولومبياني (نحن جميعاً أميركيون) وكانت صرخة صادقة ثم جاءت بعدها زيارة الرئيس جاك شيراك أول زيارة رئيس دولة للولايات المتحدة بعد التفجيرات للاطلاع على آثار الدمار في نيويورك حتى عندما قررت الحكومة الأميركية الذهاب إلى افغانستان للبحث عن المسببين لما جرى في الحادي عشر من أيلول ومعاقبة الفاعلين ارتفعت الأصوات في فرنسا مؤيدة هذه الخطوة.‏

لكن ما قام به رئيس الولايات المتحدة كونه وبكل بساطة زعيم دولة عظمى ويملك قوة هائلة قرر احتلال العراق وجر خلفه طوني بلير وذلك باسم سلسلة من الأكاذيب المخيفة والمقنعة بأن صدام حسين يملك أسلحة دمار شامل وكان سيستخدمها ضد (إسرائيل) ومصر والسعودية والأردن.‏

هذه الحملة غير المعقولة التي قامت على إشاعات خاطئة ومخيفة أثرت على الرأي العام ولعبت على أوتار المشاعر الوطنية عامة و حسب الرئيس بوش كانت (إسرائيل) مهددة بالزوال عن الخارطة وهاهي الانباء ذاتها تتردد اليوم عن الخطر الإيراني, حتى ولو كان ذلك صحيحاً لم يعد مقبولاً لأنه وببساطة يستعيد حملة الكلام والكذب ذاتها التي استخدمت لتبرير الحرب على العراق.‏

واليوم على نيكولا ساركوزي وبرنار كوشنير أن يفهما أنه وإن كانا مجبرين على الالتحاق بتلك الحملات التي تحذر من إيران فعليهما ضبط النفس ليس لأن هذه الحملة لا تقوم على حقائق بل لأنهما يتعاملان أيضاً مع بلد عانى من حرب العراق كما عانى من أحداث 11 أيلول.‏

فحرب العراق هذه والتي كان نيكولا ساركوزي قد أيدها من حيث المبدأ ولم يعارضها كوشنير بل عارض الوسائل التي استخدمت حينذاك بسبب تأييده لقضية الأكراد, هذه الحرب قلبت المؤسسات الأميركية رأساً على عقب وغيرت الرأي العام في الولايات المتحدة.‏

وهي المرة الأولى التي يكذب فيها رئيس بهذه الطريقة دون أن ينجح في الوصول إلى مبتغاه فالجميع أدرك أنه لم يكن في العراق أسلحة دمار شامل ولم يستطع بوش القبض على بن لادن وبالتالي فإن جورج بوش وفريقه ومستشاريه ليسوا جديرين بأخذ البلاد إلى مغامرة حرب جديدة ولم يعد أحد يصدقهم مهما قدموا من اثباتات.‏

أما بالنسبة للرئيس ساركوزي ووزير خارجيته فأريد أن أقول لهما إن عليهما التخفيف من تصريحاتهما خاصة عند استخدامهما كلمة حرب وقد يكون قصد برنار كوشنير أنه لتحاشي الحرب يجب أن تترافق المفاوضات بتهديدات جدية في حال الفشل وهذه هي طبيعة المفاوضات الجادة بين المتخاصمين أو المتحاربين لكنه نسي أن ثقل المصيبة الإيرانية كبير جداً وعلى أوروبا أن تتخذ مبادرة المفاوضات الشاملة مع إيران.‏

أوروبا التي تختلف اليوم فيما بينها على أمور كثيرة وأساسية منها التعامل مع المهاجرين حالياً حيث قررت إحدى عشرة دولة منها سبع دول حكوماتها اشتراكية اخضاع المهاجرين جميعهم إلى فحص الحمض الريبي النووي (DNA) وهذا خطأ كبير, نريد أن نعرف لماذا قررت هذه الدول تبني سياسة كهذه وكيف ستطبقها وما نتائجها?.‏

على فرنسا أن تتخذ موقفاً استثنائياً لأن طريقة التعامل بهذا الشكل مرفوضة مع الأجانب وعلينا أن نقول ذلك لوزير الداخلية وبصوت عالٍ وأن هذا الأسلوب هو أسلوب لا إنساني.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية