لعل الاحتفال الذي أقامته جمعية الأطفال المصابين بالشلل الدماغي بمناسبة التبرع الذي قدمته شركة شل للجمعية لإتمام مشاريعها المستقبلية أتاح لنا الفرصة للإجابة عن هذه التساؤلات, والتفريق بين هذه الإصابة وغيرها من الإعاقات الدماغية, وتسليط الضوء على الخدمات التي تقدمها الجمعية.
السيدة هاجر صادق رئيسة الجمعية, قالت: تعمل الجمعية على مبدأ التطوع والتبرع وهناك نحو 80 طفلاً يراجعوننا بشكل دوري على مدار الأسبوع لتشملهم العناية الصحية والتربوية والمهنية, ونبدأ بتشخيص الحالة بشكل صحيح ودقيق, ثم وضع الخطة العلاجية الطبية المناسبة التي تشمل العلاج الفيزيائي من رياضة وتمارين حركية تتناسب مع حالة الطفل المصاب والاستعانة بالأجهزة التي تحقق الغاية المرجوة.
وتتابع: هذه العناية لا تنتهي, إنها تستكمل بزيارات منزلية لأهالي الأطفال المصابين, يقوم بها فريق متطوع من الجمعية بهدف توعية الأهل على كيفية التعامل مع الطفل المصاب بالشلل الدماغي, والعناية اليومية به من تغذية ونظافة وتطبيق للتمارين, كما نحاول التعامل معه بشكل عادي وطبيعي تمهيداً لدمجه بالمجتمع داخل وخارج المنزل.
أما الجانب الآخر المتعلق بالزيارات المنزلية وهو الاطلاع على الظروف الاجتماعية والمادية (المعيشية) للأسرة التي لديها طفل أو أطفال مصابون.. لتقديم المساعدات بحسب حاجتهم للإعانة سواءً كانت مالية أو تجهيزات أو معالجة فيزيائية.
وأثناء تواجدنا هناك التقينا أيضاً الدكتور خالد حمو ليلى مدير مشفى ابن النفيس وسألناه عن طبيعة هذه الإعاقة وأسبابها ودرجة انتشارها في سورية? حيث قال: إن أسبابها تبدأ من الحياة الرحمية, بسبب ما يمكن أن تصاب به الأم وهي حامل, فينتقل إلى الجنين, أو نقص الأكسجة أثناء الولادة أو الالتهابات الدماغية التي تحدث بعد الولادة, والتي تؤدي إلى إعاقة حركية أكثر ما هي إعاقة عقلية.
وهنا أريد أن أوضح أن هذه الإعاقة لا علاقة للوراثة بها كما يظن البعض فهي مرض مكتسب وأذية دماغية ليس للحموض الأمينية أي دور في حدوثها لهذا أقول: إن من أسبابها الإضافية الجهل والولادات المنزلية ويمكن أن تحدث لأي شخص بعد الولادة. ولا حاجة أن تمتنع الأسرة عن التصريح بوجود طفل مصاب بالشلل الدماغي في منزلها خوفاً على أولادها الأصحاء من العنوسة وعدم الزواج.
وعند سؤال الدكتور خالد: هل هذا يعني أن الأعداد التي سمعنا بها ليست حقيقية?
قال: هناك عائلات كثيرة غير مصرحة عن طفلها المعوق, ولا تريد أن تصرح وحتى الآن يوجد خجل اجتماعي حول هذا الموضوع.
فعلى سبيل المثال أنا أحد أعضاء لجنة الشلل الدماغي التي يصرف لهم إعانات شهرية, حالياً بدمشق يوجد 1200 طفل فقط وهذا العدد لا يشمل ريف دمشق أو المحافظات الأخرى.. وهذا دليل على وجود أعداد أخرى غير مصرح بها .
وبالتالي إن كل ما بذل من جهود في هذا المجال هو خطوات نحو الطريق الصحيح وما زلنا نحتاج إلى الكثير والكثير.