وأبو العلايا يقول إنه يقوم بهذه العملية بكل سهولة ويسر ويؤكد أن هذه العملية تحتاج لمهارات خاصة لتنفيذها, فهي تتطلب الانسجام بين الحواس المختلفة خلال القراءة والتركيز على سرعة التقاط الكلمة بالعين ونقلها للمخ وإعطاء الأوامر لقراءتها خلال أجزاء من الثانية.
ويطمح أبو العلايا للتفرد في هذه الموهبة وتسجيله كأسرع قارئ في العالم والدخول إلى موسوعة غينيس للأرقام القياسية.
ولكن حالة علاء أبو العلايا قد تكون مختلفة من أساسها, فهذا الشخص هو من ذوي الاحتياجات الخاصة, إذ يعاني من إعاقة جسدية في الأطراف السفلية (شلل أطفال) وهو حاصل على شهادة الثانوية, ,لهذا قد يكون الأمر يحتاج لاهتمام وعناية مختلفة لأن تشجيع المعوقين للمساهمة في بناء المجتمع والاستفادة من قدراتهم هو أمر يفترض أن تكون له الأولوية عند الجهات الحكومية المختصة أو حتى الجهات الأهلية من جمعيات وغيرها.
ولكن في حالة أبو العلايا نجد أن الأمر مغاير لطموحاته, فهو موظف ومن أصحاب الدخل المحدود ولذلك لم يستطع تأمين متطلبات الدخول في موسوعة غينيس وتسجيل اسم سورية, ولهذا بدأ رحلة البحث عن تمويل أو دعم من جهة حكومية أو أهلية توصله إلى مبتغاه, ولكن جهوده ضاعت سدى.
حيث كان قد أرسل كتاباً لمحافظ درعا السابق لمساعدته وترشيحه لتمثيل سورية في هذه الموسوعة ولكن الكتاب أحيل للجهات المختصة في وزارتي الشؤون الاجتماعية والثقافة فكان فهم الشؤون الاجتماعية للكتاب بأن المقصود هو ترشيح اسم صاحب الطلب لمسابقة مجموعة غينيس للأرقام القياسية وليس لنا علم لمن هو صاحب الاختصاص بذلك?!
أما وزارة الثقافة فقد اقترحت إعادة الكتاب مع المرفقات إلى محافظ درعا لتوجيه صاحب العلاقة للتقدم مباشرة بطلب إلى مؤسسة غينيس للأرقام القياسية من خلال رسالة خاصة كون المؤسسة لا تتبنى رأي المؤسسات الحكومية كونها مؤسسة خاصة.
ونتيجة لهذه الردود من الجهات الحكومية أرسل أبو العلايا طلبه لمؤسسة غينيس التي قبلت طلبه وتم تحويله إلى نظامها الداخلي على أمل تلقي ردود من المؤسسة, ولكن شروط مؤسسة غينيس صعبة ومكلفة وتحتاج إلى أموال كثيرة غير متوفرة لديه حاليا..
وأمام هذه الردود الحكومية أرسل كتاباً جديداً إلى السيد رئيس مجلس الوزراء يوضح له الحالة والمراسلات التي قام بها, وأن الأمر يتطلب نفقات مادية مطلوبة وهو لا يملكها نتيجة وضعه المادي, ولكن لم يحصل على أي نتيجة حتى الآن.
وللوقوف على حقيقة هذه المهارات التقينا الباحث الاجتماعي في درعا حسين الديري الذي أوضح أن النشاط المتميز لهذا الشخص هو إبداع خاص وذلك لامتلاكه سمات طبع مميزة وقوى عقلية تتجاوز الحد الطبيعي, إضافة إلى أن هذا الشخص تعرض في حياته لعدة أحداث منها المرض والمعاناة ما جعله شخصية مميزة وعززت لديه الارتقاء والإبداع وفجرت طاقاته وقواه لتحقيق إنجازات عقلية غير عادية جعلته يبدع في مجالات عدة منها القراءة السريعة.
وأشار إلى أنه وحسب المقاييس العالمية تكون القراءة سريعة في البداية إذا كانت ما بين 100-300 كلمة في الدقيقة, وعند إخضاع القارئ لدورة تدريبية تمتد لمدة ثلاثة أشهر على الأقل في معهد متخصص في تعليم القراءة السريعة يمكن أن ينجز القارئ أكثر من 300 كلمة في الدقيقة وقد تصل إلى 1000 كلمة حسب قدرة القارئ ومهارته.