تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قراءة في حدث...سورية السياحة..

آراء
الاربعاء 17/10/2007
اسكندر لوقا

في قراءة لكلام جاء على لسان رئيس بعثة أمريكية في وقت سابق هو (جورجيو بوتشيلاني) يستطيع أحدنا التعرف على مدى ما يمتلك بلدنا من كنوز أثرية تضاهي ما يمتلكه العالم, ولا أقول ربما, بل إن التاريخ نفسه يشهد بذلك.

قال رئيس البعثة الأمريكية عالم الآثار الشهير (بوتشيلاني) في مناسبة الكشف عن مملكة (خانا) القديمة التي ازدهرت في الألف الثانية قبل الميلاد على مقربة من مكان التقاء نهر الفرات مع نهر الخابور, قال وهو يفرك بأصابعه حفنة من تراب المنطقة التي يقف عندها: عندما نكون في سورية نجدنا نمتزج مع التاريخ, فكل ذرة من ترابها هي حرف مضيء في سفر الإنسانية الخالد.‏

وأنا أقرأ هذه المعلومة, أستذكر تفاصيل حديث دار ذات يوم بيني وبين الباحث والمفكر العربي السوري الكبير المرحوم الأستاذ (جبرائيل سعادة) في مدينة اللاذقية في الشأن السياحي, إذ قال: إن سورية تمتلك من الآثار ما يمكنها الإفادة من مواردها بما يغنيها حتى من موارد النفط.‏

ولم يكن الأستاذ (جبرائيل سعادة) الذي غادر دنيانا منذ سنوات قليلة, لم يكن مغاليا في قوله هذا. لقد غادر دنيانا ولكن بقيت عباراته عالقة في ذاكرتي تتردد أصداؤها كلما جاء ذكر السياحة في بلدنا. ولقد ثبت, مع مرور الزمن, ان مثل هذه الرؤية لها أيضاً حضورها في الزمن الراهن, وخصوصا عندما يعلم احدنا ان سورية, بجغرافيتها الحالية, هي عبارة عن متحف غير مغطى, وليس فقط كما وصفها رئيس البعثة الأمريكية (بوتشيلاني) في وقت سابق.‏

وبطبيعة الحال فإن شروطاً لابد أن تتوفر لهذا القطاع الهام وفي اي بلد من بلدان العالم, وذلك كي يأخذ أبعاده. وفي مقدمة هذه الشروط, أن يكون المرشدون على مستوى رفيع من الثقافة المتصلة بمواقع الأوابد وأدوارها في صناعة الحدث التاريخي, هذا فضلا عن إتقانهم إحدى اللغات الأجنبية, وقبل ذلك كله أن تتوافر العناية الرسمية بتلك المواقع, من حيث النظافة وتوزيع الإضاءة, والتعريف بها وبمحتوياتها باللغات الحية, وما الى ذلك من عوامل أخرى لجذب السائح إليها, وبين هذه العوامل, على سبيل المثال لا الحصر, إمكانية تخصيص أماكن لراحة المسنين الذين يشكلون غالباً الأكثرية من بين زوار الأماكن السياحية, سواء لجهة الجلوس أو لجهة تناول المرطبات وسوى ذلك.‏

إن وقفة أمام هذين القولين, قول العالم الأمريكي (جورجيو بوتشيلاني) والباحث العربي السوري الشهير (جبرائيل سعادة) تؤكد للقارئ عدم التحيز لجهة مواطن من بلدنا, وإن كان هذا المواطن على دراية, منذ سنوات عديدة, بما يمكننا جنيه من فائدة, سواء كانت مادية أم معنوية.‏

ولا أعتقد أنني أضيف معلومة جديدة الى ما يمتلكه غيري من معلومات تتعلق بأهمية إعطاء القطاع السياحي العناية كلها في وقت بات الإنسان فيه قادراً على التنقل, إن هو استطاع تمويل رحلته السياحية, من بلده الى بلدان أخرى مهما بعدت عن مكان إقامته وبوسائل النقل السريعة, تلك التي قربت اليوم بين المسافات بحيث تمكنه من إشباع هواية التعرف لديه على ثقافة الآخر من أبناء جنسه أو على نمط عيشه أو ما يمتلكه من شواهد التاريخ القديم في بلده.‏

والشواهد في بلدنا, كما نعلم, وكما يعترف به كل من زارنا هي الأمثلة الحية على أرضنا التي تنطلق بغنانا الحضاري على مدى Dr-louka@maktoob.com‏

">العصور.‏

Dr-louka@maktoob.com‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية