وحول آفاق التعاون السوري-- البريطاني في مجالي السياحة والاستثمار ونختتم بعض الملاحظات والانطباعات التي خرجنا بها إثر زيارتنا للندن.
نقاط الجذب السياحي
كما ذكرنا في المادة الصحفية السابقة كانت الفعاليات غنية حقا رغم قصر مدة إقامتها فبالإضافة للقاءات التي أجراها الوفد السوري بحضور وزير السياحة الدكتور سعد الله آغا القلعة مع مسؤولي عدة هيئات بريطانية وإضافة لورشة العمل الأولى التي أقامتها الوزارة في غرفة التجارة العربية- البريطانية حول فرص الاستثمار في سورية تم إقامة ورشة عمل ثانية في مقر السفارة السورية حول نقاط الجذب السياحي في سورية بحضور شخصيات بريطانية مهتمة بالتجارة والسياحة والاستثمار وعدد من مكاتب السياحة والسفر في البلدين الصديقين وممثلي عدة جهات عامة وخاصة في سورية.
وتضمن برنامج الورشة التي استمرت عدة ساعات عرض فيلم عن سورية ومواقع الجذب السياحي فيها مدته 10 دقائق تلاه عرض قدمته السيدة غيداء عبد اللطيف المديرة التجارية في مؤسسة الطيران السورية عن برنامج المؤسسة ورحلاتها, وعرض لغرفة السياحة قدمه السيد أسامة النوري عن البرامج السياحية وسياحة المغامرات والسياحة الثقافية والدور الذي يقوم به القطاع الخاص السوري, وعرض قدمته الكاتبة البريطانية دايان دارك عن الكتاب الذي ألفته عن سورية وعن أهمية هذا البلد وتنوع عناصر الجذب السياحي فيه, وكان الختام بعرض موسع للسيد الوزير عن السياحة في سورية من كافة الجوانب, ثم جرى حوار بينه وبين المدعوين أجاب خلاله عن كل الأسئة التي وجهت له ثم جرى تبادل لقاءات وحوارات بين أصحاب المكاتب المشاركة من البلدين حول آفاق التعاون في مجال عملهم.
ومساء اليوم الأخير كان الجميع على موعد مع حفل العشاء السوري الذي ترافق مع عروض فنية لفرقة المولوية والفرقة الموسيقية مع الغناء التراثي السوري الجميل والمؤثر.
تقديم ذكي.. ومنتج
باختصار نستطيع القول إن وزارة السياحة والمشاركين معها من المؤسسات السورية العامة والخاصة والمشتركة قدمت سورية أمام الفعاليات البريطانية المعنية بشكل جيد وذكي ومنتج وكان للصور والبروشورات والخرائط والهدايا التي وزعت للمشاركين في كل نشاط الأثر الطيب في نفوسهم جميعا.
تعرفنا أكثر على سورية
والآن ماذا كانت حصيلة اللقاءات التي أجريناها مع بعض الشخصيات هناك?
* السيد ريتشارد باري رئيس الهيئة البريطانية للتجارة والاستثمار قال: أتوقع أن تشهد الفترة القادمة تعاونا مثمرا مع الجهات المعنية بالسياحة والاستثمار في سورية بعد الاجتماعات التي عقدناها سويا في مقر السفارة السورية في لندن.. لا سيما وأننا تعرفنا على أمور لم نكن نعرفها عن سورية وعن فرص الاستثمار فيها.
نريد خدمات جيدة
* السيد كريس ويكلي نائب رئيس هيئة السياحة البريطانية وخبير عالمي في السياحة قال: لم يسبق لي زيارة سورية.. لكنني قرأت عنها.. ومنذ أيام قرأت مقالا في صحيفة التايمز البريطانية يتحدث عنها بشكل إيجابي للغاية ويدعونا جميعا لزيارتها.
وأضاف: أنا أرى أن هناك ثقة بسورية وبمنتجها السياحي والثقافي لكن ذلك يجب أن يرتبط ويتكامل مع مستوى جيد من الخدمات الضرورية لأن السائح يتطلع إلى مستوى خدمات دولية كالتي يحصل عليها في المقاصد السياحية الأخرى على مستوى دول العالم المتطورة سياحيا كبريطانيا وإسبانيا و.. الخ.
* مديرة السياسات والعلاقات العامة في هيئة التراث البريطاني قالت: هيئتنا تدير وتروج ل 400 موقع تراثي في بريطانيا ولديها خيرة كبيرة في هذا المجال وهي تسعى للتأكيد على النوعية والجودة في الخدمات المقدمة للزوار في هذه المواقع, وأضافت: آفاق التعاون مع الجانب السوري واسعة.
ولدينا الكثير مما يمكن أن نقدمه من خلال خبراتنا المتراكمة في إدارة المواقع الأثرية والترويج لها وأتمنى أن تكون العلاقات أفضل مستقبلا.
التشاركية مع الخاص
* السيد حسام ريشة صاحب مكتب الفنار السياحي بطرطوس وعضو غرفة السياحة في المنطقة الساحلية تحدث باسمه وباسم زملائه أصحاب مكاتب السياحة والسفر والمشاركين في فعاليات لندن فقال: كانت مشاركتنا جديدة ومفيدة من كافة النواحي وأعتقد أن النتائج الإيجابية ستظهر لاحقا.
وأضاف: إن الأسلوب التشاركي الذي تتبعه وزارة السياحة في الأنشطة الخارجية يترك آثارا رائعة كما لاحظنا ولمسنا خلال اللقاءات التي أجريناها مع مكاتب سياحة وسفر بريطانية ومن خلال حضورنا لورشات العمل وقال: علينا كمكاتب سورية أن نعمل الكثير لصالح بلدنا.
المزيد من الترويج
* الآنسة تيريزا الوادي ممثلة شركة شامتور السورية قالت: أعتقد أننا بحاجة للمزيد من الحملات الترويجية للسياحة في سورية, ولزيادة الاستثمارات فيها فسورية جميلة وتمتلك مقومات رائعة تفتقدها الكثير من الدول.
* السيد زياد البلخي مدير المعلوماتية في وزارة السياحة ورئيس الوفد السوري قال: حاولنا أن نقدم بلدنا بأفضل صورة للبريطانيين من خلال النشاطات واللقاءات والفعاليات الفنية التي نفذناها في غرفة التجارة العربية -البريطانية وفي السفارة السورية وفي هيئة التراث البريطاني.. الخ ولاحظنا أن لدى البريطانيين رغبة كبيرة في التعرف إلى سورية وفي زيارتها.. وأيضا في دراسة سوقها ومناخها الاستثماري للعمل فيه.
دور السفارة
* الدكتور سامي الخيمي السفير السوري في لندن قال ردا على سؤال يتعلق بالدور الذي تقوم به السفارة في مجال الترويج للاستثمار في سورية في كافة المجالات:
الترويج للاستثمار يشكل أساس الملف الاقتصادي الذي تعمل عليه السفارات عادة.. لكن للأسف لا توجد حاليا إمكانات كبيرة تساعدنا على بذل جهود كافية في هذا الاتجاه والسبب عدم وجود خطة من الحكومة تشمل السفارات في هذا الشأن, لذلك أرى أن الأمر يحتاج إلى شركات علاقات عامة يمكن أن تتفق مع الجهات السياحية للقيام بالأعمال المطلوبة والسفارة تسعى دائما إلى عملية التشجيع وقد نجحنا في إرسال العديد من المستثمرين إلى سورية ويبقى أن تستقبلهم الجهات المعنية في دمشق وأن تسعى لاحتضانهم بحيث تصب استثماراتهم في خدمة الاقتصاد الوطني.
وردا على سؤال حول العقبات التي تحول دون الاستثمار في سورية من قبل الشركات البريطانية حيث لم نسمع سوى بشركة واحدة قال: إن العقبات الرئيسية يتم تذليلها تدريجيا بازدياد الثقة بالاستثمار في بلدنا.. وعادة الشركات الكبرى تسعى دائما إلى آلية شفافة للاستثمار تعلم من خلالها أن عليها القيام بالخطوات من 1 إلى كذا حتى تستثمر هنا أو هناك, وتعلم ما القوانين المالية المواكبة لهذا الاستثمار وهذا بدأ يتوفر في سورية.. وإن كانت توجد عقبات إدارية متنوعة لكن يتم تذليلها بالتدريج بحيث نصل إلى مناخ استثماري يمكّن أي مستثمر من الدخول إلى بلدنا وهو يعلم أن جدوى مشروعه محكوم فقط باعتبارات الربح والخسارة وليس لأي اعتبارات إدارية أو غيرها.
وحول أسلوب حملات الترويج التي تقوم بها سورية قال: في حال استكمال الخطوات المطلوبة لتحقيق الشفافية التي أشرنا إليها والتي وجه بها السيد الرئيس بشار الأسد مرارا فإن الحملات الترويجية التي تجري من وقت لآخر مفيدة لكن الإفادة الأكبر يمكن أن تتحقق من خلال اعتماد شركات متخصصة تقوم بأعمال الترويج وتقوم بتصحيح صورة بلادنا في الخارج ويضاف عملها إلى عمل مؤسساتنا وسفاراتنا.
الصحافة البريطانية
نشير أخيرا إلى أن صحيفة التايمز البريطانية نشرت خلال وجودنا في لندن مقالا مطولا عن سورية بقلم الصحافية فيفيان باري تحدثت فيه عن زيارتها إلى سورية ومشاركتها في ( رالي اكتشف سورية) وقالت: عندما أبلغت أصدقائي بعزمي الذهاب إلى سورية للمشاركة في السباق توقعوا أن أعود بعد يومين لأروي لهم حكايات عن التطرف وعمليات الخطف.. لكنهم يريدون الآن الذهاب إلى سورية بعد أن أخبرتهم عن تجربتي الفريدة هناك وأضافت: إن السوريين هم الأكثر كرما وجاذبية وحسن ضيافة بين كل شعوب العالم علما أن الكثير منهم يتكلم اللغة الانكليزية, وختمت موجهة كلامها لقراء الصحيفة: مهما كانت أفكاركم عن سورية فيجب أن تتركوها جانباوتزوروا تلك الدولة فهي جميلة وشعبها مفعم بالحياة.
كما نشر الصحفي دان كروكشانك والصحفية جوزفين ديفيز مقالات مماثلة عن سورية يومي 8/9 و11/9/2007 نصحا فيهما السياح بالتوجه إليها لأنها البلد الأكثر أمنا وأمانا لهم والأفضل طبيعة وآثارا وحضارة وجمالا.
انطباعات وملاحظات
والآن ما الانطباعات والملاحظات التي خرجنا بها بعد انتهاء مهمتنا الصحفية?
- تستقبل بريطانيا سنويا 70 مليون سائح أي أكثر من عدد سكانها بعشرة ملايين.
- الاهتمام بالمطارات والبنى التحتية والخدمات التي تقدم للزوار والسياح أكبر من أي تصور.
- منظومة النقل الجماعي في لندن (باصات- قطارات) متطورة جدا وتجعلها وسيلة النقل والتنقل شبه الوحيدة للأكثرية الساحقة من الناس وتعمل على مدار 24 ساعة وهناك ربط كامل بين المدن والأرياف.
- هيئة التراث البريطاني تدير 400 موقع متميز بأفضل ما تكون الإدارة وتروج لها بكل الأساليب وهذه المواقع تستقطب كل عام الملايين من الزوار والسياح وتؤمن موارد كبيرة للخزينة.
- لم نسمع على مدى عشرة أيام أمضيناها في لندن أي (زمور) سيارة ولم نشاهد شرطي مرور على إشارة ضوئىة ولم نلحظ أي مخالفات لأنظمة المرور وممرات المشاة محددة ومنظمة وتوفر المرور الآمن للناس وللسائقين.
- تتميز لندن بالحدائق الواسعة جدا وبالأشجار الباسقة والكبيرة التي تغطي كل شوارعها وهي تشكل متنفسا هاما ورئيسيا لسكان المدينة.
- أرصفة المشاة في بعض الشوارع الرئيسية أعرض من الشارع المخصص للسيارات (اكسفورد ستريت مثلا).
- تفتح المحلات.. ومراكز التسوق الكبيرة (المولات) أيام العطل والأعياد ما يفسح المجال للتسوق من قبل السياح رغم الغلاء الذي تشهده معظم المراكز.
- تتميز المدينة بطابعها العمراني الأنيق والجميل.. وبهوية معمارية لافتة.
althawra-tr@mail.sy
">
althawra-tr@mail.sy