وإذا كان الناس يستغنون عن بعض حاجيات العيد ويخففون منها كالملابس واللحوم والخضراوات والفواكه فإنهم لا يستطيعون التخلي عن الحلويات ولا يمكن أن نتخيل عيدا بلا حلوى.
الحلويات المنزلية
ويبدو أن نسبة لا بأس بها من المجتمع لا تزال تصر على صناعة الحلويات التقليدية داخل منازلهم لعدة أسباب منها النظافة والجودة والتكلفة الأقل.
وأهم هذه الحلويات المعمول بالعجوة والغريبة والبرازق وهي المنتشرة بكثرة تليها حلويات المعمول بالفستق الحلبي والمكسرات ونسبة انتشارها أقل نظرا لكلفتها المرتفعة. ولو أردنا حساب نفقات الأسرة السورية على هذه الحلويات واعتبرنا المعمول بالعجوة نموذجا فإن الأسرة تحتاج إلى ما بين 8-10 كيلو غرامات طحين بسعر 25 ليرة للكيلو ونحو 4 كغ سمنة نباتي بسعر مئة ليرة للكيلو ونحو 3 كغ عجوة بسعر 50 ليرة للكيلو ونحو 2 كغ سكر بسعر 30 ليرة للكيلو يضاف إلى ذلك أكثر من مئة ليرة بهارات فيصبح وسطي كلفة الحلويات ألف ليرة سورية للعائلة المتوسطة وتصل التكلفة إلى ما بين 1600 و 2000 ليرة للعائلة الكبيرة بحدود عشرة أشخاص .
أما النوع الثاني من الحلويات وهو المعمول بالفستق فهو يقتصر على العائلات الميسورة نظرا لكلفته العالية أو يمكن تقليص كميته ليقدم إلى جانب الأصناف الأخرى.
ولو حسبنا احتياجات عائلة متوسطة العدد من المعمول بالمكسرات فهي تحتاج إلى كيلو فستق حلبي بمبلغ 550 ليرة و 6 كغ طحين بمبلغ 150 ليرة وعلبة سمن حيواني صغيرة 600 ليرة وجوز هند وبهارات 200 ليرة ليصبح الإجمالي 1500 ليرة. ويضاف إلى ما سبق شراء السكاكر والشوكولا ويتراوح سعرها ما بين 600 إلى 1000 ليرة بحدود 5 كغ ونوعيات مختلفة..
حلويات السوق
أما إذا لم ترغب الأسرة بتجهيز الحلويات داخل المنزل فإنها تلجأ إلى محلات الحلويات المنتشرة بكثرة في معظم المدن السورية وحتى القرى الكبيرة وهنا يمكن ملاحظة التباين الصارخ بين الأنواع والأسعار ويمكن للأسر الميسورة الاعتماد على أصناف مقبولة وجيدة وسعر الكيلو من الغريبة والبرازق والعجوة بالسمن النباتي بين 125 إلى 150 ليرة والأنواع الممتازة 200 ليرة وحلويات ا لمبرومة بالفستق الحلبي ما بين 400 و 450 ليرة للكيلو الواحد وتحتاج الأسرة المتوسطة العدد إلى نحو ثلاثة كيلو غرامات عدا عن السكاكر والشوكولا. أما الأسر الفقيرة فلا تحتاج إلى الحلويات المنزلية أو الجاهزة ولا حتى إلى شوكولا وتقتصر الضيافة عندها على السكاكر وقد نجد سعر الكيلو بمبلغ 60 ليرة وتناسب عدد الأ طفال الكبير.
أما الأسر الغنية التي تعتمد على التواصي من المحلات الشهيرة في دمشق وحلب وغيرها وهي تشمل إضافة إلى المعمول والبرازق الفاخرة البقلاوة وكول وشكور والمبرومة والبلورية وعش البلبل. وغالبا ما يتم التوصية قبل عدة أيام من العيد وسعر الكيلو من السمن الحيواني يقترب من الضعف لحلويات السمن النباتي ويتراوح بين 400 ليرة إلى 1000 ليرة للكيلو الواحد.
والأسرة تحتاج إلى نحو ثلاثة كيلو غرامات على الأقل عدا الأصناف الأخرى من الشوكولا والسكاكر وغيرها.
نفقات كبيرة
وبالمحصلة.. لو أردنا حساب تكلفة نفقات الحلويات بمختلف أنواعها من المنزلية والجاهزة والتواصي لوجدنا أن الرقم كبير على المستوى الوطني وبمقاربة أولية وإذا افترضنا أن عدد الأسر السورية يبلغ نحو ثلاثة ملايين ونصف مليون أسرة والكلفة الوسطية للنفقات على الحلويات للأسرة الواحدة بحدود 1500 ليرة.. فهذا يعني أن نفقات الأسر السورية على الحلويات وحدها بحدود خمسة مليارات و 250 مليون ليرة سورية .
وبدورنا نقول: إن بلدنا بلد الخيرات وكل شيء يمكننا تحقيقه بالتدبير على قدر طاقاتنا والمهم هو كلمة محبة صادقة وصفاء القلوب وإنتهاز فرصة العيد لتزيد المحبة بين أفراد المجتمع وكل عام والجميع بألف خير.