و أقام الرئيس التركي عبد الله غول والسيدة عقيلته مساء أمس مأدبة عشاء على شرف السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة عقيلته.
وحضر مأدبة العشاء السيد رجب طيب اردوغان رئيس الوزراء التركي والسيدة عقيلته .
ويأتي هذا العشاء الخاص قبل بدء الفعاليات الرسمية لزيارة السيد الرئيس ويعبر عن العلاقات السورية التركية الوثيقة وروح التفاهم العالية التي تسودها .
وقد لمس الوفد الاعلامي المرافق للسيد الرئيس في زيارته الى انقرة الاجواء الودية والاهتمام الكبير من قبل الجانب التركي بزيارة الرئيس الأسد من حيث اهميتها وتوقيتها والموضوعات التي سيتم بحثها في ضوء مسيرة العلاقات السورية التركية التي سجلت تطورا ملموسا في جميع المجالات واصبحت نموذجا يحتذى لبناء علاقات حسن الجوار بين بلدان المنطقة اضافة الى تطابق مواقف البلدين تجاه ملفات المنطقة وخصوصا في العراق وعملية السلام العادل والشامل على جميع المسارات والعمل المشترك لتوفير متطلبات الامن والاستقرار في المنطقة.
استقبال الرئيس الأسد في مطار ايسن بوغا في انقرة
وكان السيد الرئيس بشار الأسد قد وصل والسيدة عقيلته مساء امس إلى مطار إيسن بوغا في انقر ة في زيارة رسمية الى الجمهورية التركية تستغرق ثلاثة ايام.
وكان في مقدمة مستقبليه والسيدة عقيلته في المطار السيد محمد ايدن وزير الدولة والسيدة عقيلته ومحافظ انقرة كمال أونال ورئيس البلدية مليح يوكشك وسفير سورية في انقرة الدكتور خالد رعد والسفير التركي بدمشق خالد تشفيك واعضاء السفارة السورية في انقرة.
وبعد استراحة قصيرة في قاعة الشرف تو جه السيد الرئيس والسيدة عقيلته في موكب رسمي الى مقر اقامتهما في العاصمة التركية انقرة.
ويرافق الرئيس الأسد في زيارته السيد وليد المعلم وزير الخارجية.
واشار المراقبو ن الى الاجواء الايجابية للزيارة والى اهمية النتائج التي ستتمخض عنها والتي ستنعكس بالفائدة على البلدين الجارين والمنطقة عموما نظرا الى تطابق وجهات النظر حول معظم الملفات وخاصة العراق وفلسطين وعملية السلام.
كما اكدت مصادر تركية مقربة اهمية زيارة الرئيس الأسد الى انقرة التي تحظى باهتمام اعلامي وتغطية موضوعية شاملة والتي تتضمن برنامجا حافلا باللقاءات والحوارات والمباحثات بين الجانبين استكمالا لمباحثات سابقة تشمل جميع المجالات واوجه التعاون بين البلدين.
ففي الجانب السياسي حيث تتواصل الزيارات المتبادلة بهدف مواصلة المشاورات والتنسيق اكدت المصادر بأن سورية وتركيا لهما موقف حاسم لجهة وحدة العراق ودعم العملية السياسية الجارية والو صول الى تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة ولجهة دعم الاجماع والتوافق في لبنان ووحدة الصف الفلسطيني والعودة الى استئناف الحوار بين الاطراف الفلسطينية المختلفة.
وشددت على ضرورة تلبية مطالب سورية ودعم حقها باستعادة الجولان المحتل مشيرة في ذلك الى اهمية دعوة سورية الى مؤتمر الخريف وحضو ر الجولان على طاولته كعنصر اساسي لن يكون للمؤتمر اي جدوى اذا ماتم تجاهله.
وفي هذا السياق اعر بت وسائل الاعلام عن اعتقادها بأن انقر ة التي تسعى للعب دور في عملية السلام تعمل على مساعدة جميع الاطراف لاستئناف المحادثات على جميع المسارات لتحقيق تقدم جوهري.
وفي الجانب الاقتصادي يشير المراقبو ن الى التطور اللافت في العلاقات السورية التركية حيث ارتفع حجم التعاون والتبادل التجاري بين البلدين الى نحو مليار دولار فيما يسعى الجانبان جديا الى تطوير ووضع آليات طموحة من شأنها ان ترفع مستويات التعاون الى ملياري دولار سنويا.
اهتمام تركي بالزيارة
وأكد محمد ايدن وزير الدولة التركي ان زيارة السيد الرئيس بشار الأسد الى تركيا مهمة جداً لتعزيز علاقات البلدين الصديقين والوصول بها الى أعلى مستوى ممكن.
واوضح ايدن في حديث لتلفزيون المنار ان هذه الزيارة ستشكل قوة دفع جديدة للعلاقات المميزة بين البلدين الصديقين.
وقال .. نحن دولتان جارتان صديقتان وعلاقاتنا ممتازة للغاية.
كما وصف هجابي كرلناكيج رئيس اتحاد الكتاب الاتراك امس العلاقات التركية السورية بأنها ممتازة ومتطورة بدرجة كبيرة وتحقق مصلحة البلدين الجارين والصديقين في مختلف المجالات .
وقال كرلناكيج في تصريح لوكالة سانا ان هذا التطور تم بفضل العزم والارادة السورية وجهود السيد الرئيس بشار الأسد والحكومة التركية والمسؤولين الاتراك.
وأوضح كرلناكيج ان زيارة الرئيس الأسد لتركيا ستعطي بلا شك دفعاً قوياً جديداً للعلاقات الممتازة بين البلدين .
وأكد كرلناكيج ان سورية وتركيا بلدان مهمان في منطقة الشرق الاوسط وتربطهما علاقات تاريخية وجغرافية وثقافية ودينية واحدة مشدداً على ضرورة التعاون بينهما من اجل افشال المخططات التي تستهدف المنطقة معتبرا في الوقت نفسه ان التعاون بين الجانبين كفيل بافشال هذه المخططات وحل المشاكل العالقة في هذه المنطقة.
من جهته رأى حسني اوندل السكرتير العام لجمعية حقوق الانسان التركية في تصريح مماثل ان زيارة الرئيس الأسد مفيدة جداً لكلا البلدين وستعود نتائجها الايجابية بالفائدة عليهما وعلى المنطقة.
واكد اوندل ضرورة تكثيف هذه الزيارات المتبادلة لتحقيق المزيد من التطور بين الجانبين وقال.. ان العلاقات السورية التركية تطورت نتيجة الخطوات والمواقف الايجابية السورية ازاء قضايا الشرق الاوسط.
واضاف اوندل ان سورية دولة جارة وصديقة مهمة جداً في المنطقة كما أنها تعتبر البوابة الرئيسية لتركيا للانفتاح على المنطقة مشيرا الى ان الزيارة ستعطي دفعاً ودما جديدين للعلاقات الممتازة القائمة بين البلدين وفي جميع المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية.
من جانبها أكدت صحيفة يني شفق التركية ان زيارة الرئيس بشار الأسد لتركيا تحتل أهمية كبيرة نظراً للرغبة في التحرك المشترك بخصوص قضايا الشرق الاوسط والعلاقات الثنائية.
واشارت الصحيفة في افتتاحيتها الى اهمية المباحثات التي سيجريها الرئيس الأسد مع المسؤولين الاتراك حول تطورات الاوضاع في المنطقة.
من جانبها أكدت صحيفة راديكال أهمية الزيارة لتعزيز جهود تحقيق السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الاوسط وبحث الاوضاع في العراق وسبل زيادة التعاون بين البلدين الصديقين.
كما لفتت صحيفة ميلييت وجمهوريت وحرييت التركية الى البعد الثنائي الهام لزيارة الرئيس الأسد ومباحثاته مع الرئيس عبدالله غول ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وكبار المسؤولين الاتراك.
***
بين الزيارتين .. تطور كبير لعلاقات البلدين
وشهدت العلاقات السورية التركية تطورا كبيرا خلال الفترة الماضية الممتدة بين عامي 2004 - 2007 وشكلت زيارة السيد الرئيس بشار الأسد الاولى الى تركيا مطلع العام 2004 نقطة تحول في تاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية , وخلال الاعوام الثلاث المنصرمة قطعت العلاقات السورية التركية شوطا طويلا من التطور و صل الى حد التكامل الاقليمي الذي اساسه ارادة سياسيةورغبةكاملة من الطرفين في جعل العلاقات الثنائية في افضل اشكالها خدمة لسياسات البلدين الداخلية والخارجية لمواجهة التحديات المختلفة.
ففي المجال الاقتصادي شهد البلدان توقيع العديد من الاتفاقيات الاقتصادية والتي كان اهمها اقامة السوق الحرة بين البلدين بالاضافة الى زيارات رجال الاعمال المتبادلة واتساع حجم الاستثمارات المتبادلة بين البلدين الامر الذي شكل قاعدة اقتصادية متينة يمكن التأسيس عليها لتطوير العلاقات الاقتصادية قدما بشكل مطرد.
اما في المجال السياسي فإن اتفاق البلدين حول مجمل القضايا التي تشكل محور اهتمامها في هذه المرحلة والتي من اهمها تطويق الآثار السلبية للحرب الاميركية على العراق واحتلاله وما خلفته من فوضى في هذا البلد انعكست سلبا على العراق ودول الجوار, قد اعطى وضو حا كبير ا في رؤية البلدين لمستقبل المنطقة واستقرارها.
ولم تتوقف الاثار الايجابية لزيارة السيد الرئيس بشار الأسد على الجوانب الاقتصادية والسياسية بل تعدتها الى الجانب الاجتماعي, فقد شهد البلدان خلال الاعوام السابقة تنظيم الزيارات لآلاف الاسر السو رية والتركية التي ترتبط مع بعضها بعضا بعلاقات القربى والتي كان اخرها زيارة 18 ألف مواطن سوري لاهلهم و اقربائهم في تركيا خلال عيد الفطر السعيد.
ولاشك في ان زيارة السيد الرئيس بشار الأسد الحالية الى تركيا ستعطي العلاقات بين البلدين دفعا اضافيا في كافة المجالات للوصول الى اعلى درجات التنسيق والتكامل بين البلدين.