تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بانتظارك ..!

شؤون محلية
الخميس 6/4/2006
خالد مجر

يهرب الوقت من بين أصابعنا, ويمعن في الهروب, كلما أطبقنا قبضتنا عليه,

لذلك يجب أن نؤجل الزيارات إلى غد. قد يكون فيه أحدنا قد غاب نهائياً.‏

الوقت يا محمد, يعتصر القلب ويقلصه ثم يذوب فيه فلا يعود للقلب معنى, فكيف إذا كان مرهوناً بانتظار صعب لن يتحقق برؤية الآخر الذي نحب?! هل هذا يعني أن حياتنا في عمقها ليست سوى انتظار دائم لحدث أو شخص أو وطن?!‏

ألم ممض يجتاح جوانح القلب منذ لحظة الفراق بانتظار لحظة اللقاء المأمول, والسؤال يبقى داخلياً: هل يتحقق اللقاء لاحقاً?‏

منذ غادرت سنية صالح هذه الدنيا كان محمد الماغوط الانسان ينتظر اللقاء, تحقق اللقاء مرات فوق الأوراق البيضاء, ومرات أخرى باحاديث تكررت عنها, ومرات أكثر في التذكر للحظات التي مضت, لكن كان هناك وعد أن يتكرر اللقاء في عالم آخر.‏

هكذا يتكون الانسان, على وقع الانتظار مجدولاً بالألم, قد يصبح المرء معشوقاً لشاشات التلفزة وقد يغدو إماماً في كتابات الآخرين,لكن تبقى هناك كوة صغيرة تفصل عن كل شيء وتعود به إلى حقيقته الأزلية: انسان, لا أكثر ولا أقل, يحتاج إلى اليد التي يحبها والابتسامة التي ينتظرها والكلمة التي يريد أن يسمعها.‏

ستعود بعد لحظات لحمل الرايات المرفوعة لأسباب شتى إلى أماكنها, بانتظار أن ترفع مرة أخرى لأسباب مشابهة أو مختلفة, وسيعود الناس إلى انتظار آخر, ويشحذون أقلامهم لكلام اخر لشخص اخر,لكن من ينقذ الروح من صقيعها الأبدي, لا أحد ولا شيء, سوى الحب, الذي عشنا به ومعه سنوات طوالاً.‏

ها هي الحبيبة التي ودعت قبل سنوات قد أنهكها الانتظار, كما أنهكك,سنوات من التعب والمرض وربما الكلام الفائض عن الحاجة.‏

المهم الآن أن الانتظار قد انتهى, وتحقق اللقاء المنتظر في الروح منذ زمن بعيد, عدت كما يريد كل انسان أن يعود: عاشقاً ومعشوقاً. ربما بهذا المعنى يصبح للموت طعم آخر.‏

أيها الرجل الجميل انتهى الانتظار الطويل وها هي حبيبتك تفتح لك ذراعيها: لا انتظار بعد اليوم, بل هو اللقاء الذي تسرب الوقت من بين أصابعنا.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية