|
نعمة (القرصنة)...لولا جرأة السطو..لعشت من (الثقافة) محروماً البلد لوجيا فما من دار نشر عربية , ووقعت عقد اتفاق مع مؤلف أجنبي, ما دامت تسد الحاجة في سوق الكتاب بألف نسخة من أهم عمل, ولن تكون بحاجة إلى التورط بعقد شراء الحقوق, فالأحوال هنا تدفيش بتدفيش, ولولا جرأة السطو لحرمنا من الكثير.. ومن مزايا عمليات القرصنة تأمين أحدث الإنتاجات السينمائية على أقراص (CD), بالتزامن مع عرضها في صالات العالم , وربما لولاها ما كنا سنرى فيلماً جديداً, في ظل غياب السينما على أرض الواقع, بعد أن تحولت المؤسسة العامة للسينما إلى دار نشر متخصصة بكتب السينما, من أجل ثقافة سينمائية نظرية طبعاً, ثم إنه لا صالات حقيقية تليق بالسينما في دمشق. المكسب الجماهيري الأعظم نسخ برامج الكمبيوتر بأسعار رمزية للغاية (بس ب25 ليرة سورية) لبرنامج وندوز الذي تصل نسخته الأصلية (بعيداً عنا) نحو 400 دولار أميركي , أما برامج الشبكات التي تصل إلى 600 دولار أميركي , فبإمكان المواطن السوري, بفضل النسخ, الحصول عليها بمئة ليرة سورية فقط, وربما لولا هذه الامتيازات الرائعة لكانت الثقافة المعلوماتية صفراً. بما يعني انتشار أمية لها الأفضلية على معرفة تساوي استنزاف العيش. شخصياً, مادمت أتلذذ بهذه المسروقات, لا أمانع من سماع توبيخات المؤيدين لحقوق التأليف والملكية الفكرية, بل اعتبرها جزءاً زهيداً من دين كبير, حتى ولو أجريت معي مقابلة في برنامج (الشرطة في خدمة الشعب) بتهمة تسهيل جناية , سأجيب المذيع كما فعل كل المجرمين الذين مروا على كرسي أسئلته قبلي, حين يسألهم عن دوافع الجريمة: إنها (الملذات الشخصية).
|